تصنيف «بورخيس».. ومتاهة الغموض
تأتي مقدمة المترجم، محمد أبوالعطا، لكتاب «الألف»، الذي يضم باقة من قصص الراحل خورخي لويس بورخيس، بمثابة شهادة وتحليل لقصص بورخيس في هذا الإصدار بشكل خاص.
ومن المقدمة: «ليس بورخيس مجرد مؤلف قصص خيالية، بل إن الهدف الذي يسعى إليه هو إشراك القارئ معه في ألعابه الذهنية الراقية المحيرة، وشده إلى طروحه الميتافيزيقية المسببة للدوار. أما موضوعاته المفضلة فهي نظرته إلى الواقع على اعتبار أنه متاهة الغموض، وغرابة أطوار الإنسان عامة، ومصير البشرية ومصير الإنسان نفسه ومصير حضارته». ويضيف المترجم: «أسلوب بورخيس في الكتابة خاص ومتميز، فبرغم بساطته وخلوه من الزخرف البلاغي، ينطوي على معانٍ عميقة وجذابة وموحية، وإلى جانب رقته وروحه التهكمية الراقية، سرعان ما تكتشف فيه تداعيات لفظية جريئة واستعارات أقرب ما تكون إلى الشعر». ويتابع: «أصالة وفرادة قصص بورخيس ليس لها نظير، ما يجعل محاولة تصنيفها من أعقد الأمور».