كتابان جديدان لحاكم الشارقة يتناولان الكوارث الناجمة عن الاستعمار
تتنوّع مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الصادرة عن منشورات القاسمي، إلى أعمال تاريخية، مثل: تحت راية الاحتلال، والقواسم والعدوان البريطاني 1797 ــ 1820، وحديث الذاكرة، وحصاد السنين وسرد الذات، وغيرها. وأعمال أدبية مثل: الأمير الثائر، والشيخ الأبيض. وأعمال مسرحية مثل: شمشون الجبار، وعودة هولاكو، والواقع صورة طبق الأصل، وغيرها. وتتجاوز في مجموعها 40 كتاباً، من بينها كتابان جديدان هما: صراعات القوى والتجارة في الخليج (1620ــ1820)، وتأسيس وتنظيم قوة شرطة الشارقة، يتناول فيهما صاحب السمو دور الاستعمار وصراعاته في منطقة النفوذ في الخليج وعليها، وكيفية تعامله وصراعاته مع السكان المحليين.
ويركز كتاب صراعات القوى والنفوذ في الخليج (1620ــ1820) على دور الاستعمار في كوارث المنطقة، حيث ناقش صاحب السمو في هذا الكتاب كل ما كُتب حول تاريخ المنطقة وصراعات القوى والنفوذ فيها، ليصل إلى حقيقة مفادها أن الاستعمار هو سبب كل كوارث المنطقة. ويعتبر الكتاب دراسة دقيقة ومعمقة للظروف والملابسات التي أدت إلى صراعات القوى الأوروبية التجارية في الخليج خلال فترة قرنين من التحولات السياسية الكبرى في المنطقة.
ويقصد بصراعات القوى، صراعات القوى الأوروبية والغربية التي كانت تحاول السيطرة على المنطقة، وتبسط نفوذها على المراكز التجارية والطرق البحرية، مثل البرتغال وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، فهذه القوى هي الأبرز التي كانت تتصارع على منطقة الشرق الأوسط والخليج وآسيا عموماً، في تلك الفترة الزمنية، وتتمثل قيمة الخليج عند هذه القوى المتصارعة في ما بينها بتوافر التمر والخيول واللؤلؤ، وفي آسيا البهارات، وكان من بين ميزات العرب في الخليج، خصوصاً القواسم، امتلاكهم سفناً سريعة، ولذلك كانت التجارة بين الهند والخليج مزدهرة، وكانت تلك القوى تريد السيطرة على المنطقة وتتصارع عليها، وكان الخليجيون الذين سيطروا على ضفتي وساحلي الخليج ضحايا تلك الصراعات.
ويتطرق الكتاب إلى الإنجليز، وكيف تمكنوا من السيطرة على المنطقة وحدهم، وهزموا الجميع، حيث استفادوا من الصراعات في المنطقة، وألّبوا الناس ومصالحهم على بعضهم بعضاً، وكيفية تفوق الاستعمار البريطاني على كل القوى في المنطقة، ومن ثم السيطرة عليهم.
الكتاب يتحدث عن فترة مهمة جداً للمنطقة والصراعات فيها وعليها، تمتد من عُمان والإمارات إلى البحرين والكويت وغيرها، وبالنتيجة تم احتلال كل المنطقة في سبيل المصلحة الاستعمارية، والكتاب جزء من سلسلة كتب ودراسات وأبحاث يصدرها سموه، ويعمل من خلالها على توضيح الوجه الاستعماري الكارثي الذي هيمن على المنطقة، ويكشف من خلالها عن مواقف الشعوب وكيفية تصديها للمستعمر، وهو كتاب ذو طابع أكاديمي استند سموه في تأليفه إلى كثير من المراجع والمصادر الأجنبية، كالإنجليزية والهولندية والفارسية، والأهم من كل هذا أن الكتاب يتضمن إضافة نوعية مهمة، هي اعتماده على مراجع عربية ومحلية من المنطقة، فالكتابات السابقة عموماً كانت تعتمد على رواية المستعمرين.
في حين يسلط كتاب تأسيس وتنظيم قوة شرطة الشارقة الضوء على تأسيس وتنظيم قوة شرطة الشارقة، والأحكام المتعلقة به، (1966ــ1967)، وتناول الكتاب في أجزائه الستة المرسوم المتعلق بتنظيم الشرطة، التجنيد، مهام وصلاحيات أعضاء سلك الشرطة، الانضباط والعقوبات، الجرائم المتعلقة بأعضاء في سلك الشرطة.
ويتضمن الكتاب في التمهيد فكرة مهمة، تقول: «قررت وزارة الدفاع البريطانية في بداية عام 1966 إخلاء القاعدة البريطانية في عدن خلال السنتين التاليتين، وستزداد أعداد القوات البريطانية في قاعدة الشارقة التي ستنتقل إليها تلك القوات، وستتم تلك العملية بالتدريج، وفي نهاية عام 1967، تكون عملية الإخلاء للقاعدة في عدن قد تمت».
يركز كتاب صراعات القوى والنفوذ في الخليج على دور الاستعمار في كوارث المنطقة.
تصوير: أشوك فيرما
محمد جرادات ـــ الشارقة