مؤلفون يكشفون أسرار الكتابة الروائية للجمهور
أكد عدد من الأدباء والروائيين أن الإفصاح عن مصادر إلهامهم قد لا يكون أحياناً كثيرة مهماً للقارئ، خصوصاً أن الكتب تختلف في مضمونها، فبعضها يكون واقعياً وبعضها الآخر خيالياً، إلى جانب اختلافها في أسلوب المعالجة والطرح، الذي يكشف عن مدى تمرس الكاتب نفسه. جاء ذلك، خلال ندوة حملت عنوان «ابتكارات مصادر الكتابة الروائية» التي اقيمت على هامش فعاليات الدورة الـ 35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك فيها كل من الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والروائي الصربي ڤلاديسلاڤ باچاك، والأديب الإماراتي ناصر الظاهري، حيث تحدث كل واحد منهم عن تجربته الخاصة، وعن الطريقة التي مكنته من إنجاز أعماله الأدبية.
«الكاتب والروائي لديهما، عادةً، مكونات أساسية من الصلصال والطين». ناصر الظاهري |
خلال مداخلته في الندوة التي أدارها إسلام أبوشكير، رداً على سؤال هل يستطيع المبدع أن يكشف عن مصادره، أم لا؟ قال واسيني الأعرج أن «الكاتب يكتب بالدرجة الأولى، من واقع الحياة، وأحياناً يكون هذا الواقع مرتبطاً بمعاناته وحياته الخاصة، وأحياناً يستفيد منها في عملية التأليف، ومن جهتي أعتبر أن الكشف عن المصادر أحياناً كثيرة قد لا يكون مهماً بالنسبة للقارئ، ولكن على الكاتب أن يسيطر على المساحة التي ينشأ فيها نصه».
من جانبه، أشار ناصر الظاهري إلى «أن الكاتب والروائي لديه عادة مكونات أساسية من الصلصال والطين، وهي تقوم على مرتكزات أربعة، أولها أن هذا الكاتب هو طفل مشاغب كلما كبر، كلما زادت مشاكسته مع البيئة المحيطة به، وثانيها هي القراءات الأولى التي تبني لدى الكاتب المخزون الثقافي والمعرفي، أما الثالث فهو الأسفار الخارجية التي تعد رحلة إلى الدهشة واكتشاف متعة الأشياء، حيث يمكن السفر الكاتب من اكتشاف مدن العالم، وهناك السفر الداخلي وهو الأصعب بالنسبة للكاتب، حيث يفرض عليه طرح العديد من الأسئلة على نفسه التي من شأنها أن تحفزه للكتابة، في حين أن المرتكز الرابع يتمثل في الشخوص التي يمر بها الكاتب وتؤثر في حياته، والتي أعتقد أنه لا يجب أن تسقط أبداً من ذاكرته».
في حين انطلق ڤلاديسلاڤ باچاك في حديثه من واقع تجربته الشخصية التي قادته إلى تأليف سبع روايات مختلفة، حيث قال: «أفهم جيداً أن النقطة الأساسية في هذا الموضوع تقع بين الخيال والواقع، إلا أن التجربة الشخصية تلعب دوراً مهماً في هذا الموضوع، وخلال مسيرتي اختبرت ثلاثة مجالات في كتابة الرواية». وتطرق باچاك إلى واحدة من رواياته التي صنفت على أساس أنها «بيوغرافية» (سيرة ذاتية)، حيث يروي فيها حياة إحدى الشخصيات الصربية التي عاشت في القرن الـ19، ولم يكن قادراً على انقاذ بلاده الأمر الذي اضطره للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية والإقامة فيها. ونوه إلى أنه اعتمد في بعض رواياته على الأرشيف العثماني التاريخي، وقال: «أعتقد أنه عندما ندرس التاريخ يتكشف لنا العديد من الأشياء ونفهم ما يجري حولنا».