مبدعون ونقاد: أين اختفت مهرجانات وجوائز الشعر؟
تجديد الشعر مفهوم أثار كثيراً من النقاشات على الساحة الشعرية، ليس على الصعيد المحلي، وإنما على الإقليمي والعالمي، إذ توقف بعض الباحثين والمتخصصين عند مفهوم التجديد، وتوقف بعضهم الآخر عند شروطه، واختلفت وجهات نظر أخرى في أن يكون هناك شعر تجديدي بين مؤيد ومعارض.
• الجلسة شارك فيها: أمينة ذيبان، عادل خزام، نعومي شهاب ناي، هاريس خليفو، وأدارها محمد غباشي. |
هذه الحوارات وغيرها أهم ما ميز جلسة «ساحة الشعر إلى أين؟»، التي نظمها معرض الشارقة الدولي للكتاب، في ملتقى الكتاب ضمن فعالياته الثقافية، بحضور كل من: د. أمينة ذيبان، وعادل خزام، ونعومي شهاب ناي، وهاريس خليفو، وأدارها محمد غباشي، وحضرها شعراء وفنانون ومتخصصون بشؤون الكتاب والطفل والنقد.
بينت نعومي ناي أن «شروط التجديد في الشعر تستدعي أن يحمل روحية ومنطق النزاهة والأحاسيس، بغض النظر عن الطريقة التي يراها الشعراء مناسبة لذلك، فكل ما يخاطب الوجدان ويؤثر فيه هو شعر، كما أن لكل شعر وشاعر متذوقيه وروّاده»، مؤكدة أهمية تعامل الشاعر مع الأطفال، لأنهم قادرون على تصوير الأشياء بشكل ينبض بالحياة.
ورأى هاريس خليفو أن «الشعر هو الجنس الأدبي الأقوى من بين الأجناس الأدبية الأخرى كالقصة والرواية وغيرهما، وأنه لا صراع بين الشعر والرواية حول أيهما الأجدر على الساحة الأدبية، وإنما الصراع على طبيعة ما يحتويه كل منهما، بموسيقاه، وكلماته، وقوافيه»، ويعتقد أن الكم الهائل المطبوع من دواوين الشعر والرواية، ستفرز من تلقاء نفسها ما يستحق البقاء من عدمه.
ورأت الناقدة أمينة ذيبان أن «مقولة (موت الشعر) غير صحيحة، لأن الشعر كالإنسان، يحمل في صدره كل المشاعر والأحاسيس التي تتفاعل مع الحياة، وهو ينتقل من صدر إلى صدر ليسمو بنظرات جديدة إلى الحياة، وأن المخاطر الحقيقية التي نخاف على الأدب منها والشعر بشكل خاص هي: تطرّف المبدعين في النص، وغياب علم اللسانيات، واختفاء الرموز الشعرية العربية الكبيرة».
وتساءل الشاعر الإماراتي عادل خزام، عن أسباب اختفاء مهرجانات الشعر الكبرى، وغياب الجوائز الكبيرة المخصصة للشعر أسوة بجوائز ثقافية كبرى. ورأى أن «النجاح في تأليف أي عمل إبداعي وشعري يحتاج إلى صورة جديدة دائماً، ومعبّرة عن إنسان اليوم، ولا تحتاج بالضرورة إلى أدوات الشعر التي كتبت في وقت وظرف وبيئة أصبحت من الماضي».