يجمع مبدعين من جنسيات وأساليب مختلفة

«فنون الشارع».. تنشر البهجة في أبوظبي

صورة

«ستتحقق المعجزات لا محالة.. خبأت معك ذكرى معجزات فلن أخشى ضياعها.. لأنها مع شخص يعرف أن يحب.. وسيعود للولادة من جديد وباستمرار، إنساناً»؛ من مضمون هذه القصيدة لإدوارد كامينجز، وغيرها من القصائد والأفكار التي تصب في فكرة «إعادة الولادة»؛ استوحى الفنانون المشاركون في برنامج «فنون الشارع»، الذي يقدمه «فن أبوظبي» هذا العام ضمن مبادرة «آفاق»، أعمالهم التي قاموا برسمها على عدد من الحاويات التي تم توزيعها في مناطق مختلفة من العاصمة أبوظبي.

مبادرة رائدة

يُطلق مهرجان «فن أبوظبي» مبادرة «آفاق»، التي يهدف من خلالها لابتكار منصة فنية عامة، تقدم أعمالاً تركيبية ومعارض فنية طويلة الأمد في جميع أنحاء أبوظبي. وفي إطار هذه المبادرة الفنية الرائدة، تم تصميم برنامج «فنون الشارع»، بهدف تقديم مزيجٍ من مختلف الأساليب، التي اشتهر بها هذا النمط المعاصر من الفنون في جميع أنحاء العالم.

بعد جديد

يطرح البرنامج بُعداً جديداً لفن الشارع، عبر ابتكار قطع فنية رائعة بهيكلية معمارية من حاويات الشحن، ليتم نشرها في جميع أرجاء المدينة.

المشهد الحضري، ودعوة الجمهور لاستكشافها. وعلاوة على ذلك، فإن إعادة استخدام حاويات الشحن كوسيط تعبيري فني يمنح فنون الشارع بعداً آخر، فضلاً عن إضفائه لمسة جدية على (فن أبوظبي)؛ إذ إن أحد الدوافع الرئيسة وراء برنامجي الفني (آفاق)، هو تقريب الفن أكثر من جيل الشباب النابض بالحيوية في مدينة أبوظبي».

وأوضح بوستو أن برنامج «فنون الشارع» يعد بمثابة حوار تفاعلي بين مختلف الثقافات والتقنيات والأساليب المتنوعة، إذ يجمع بين فنانين من أصول مختلفة، وكذلك يتميز كل منهم بأسلوبه وطابعه المتميّز، ليقدموا معاً أعمالاً تركيبية فنية متميزة تعبر عن مواهبهم واساليبهم الفنية. مضيفاً: «على سبيل المثال، ابتكرت الفنانة (فات) عملاً فنياً حول موضوع إعادة الولادة من خلال الارتباط مع أشخاص آخرين؛ واستقت إيحاءها من قصيدة لإدوارد كامينجز، يقول فيها: ستتحقق المعجزات لا محالة.. خبأت معك ذكرى معجزات فلن أخشى ضياعها.. لأنها مع شخص يعرف أن يحب.. وسيعود للولادة من جديد وباستمرار، إنساناً».

وأشار المنسق الفني للبرنامج إلى أن «فنون الشارع» يتضمن ثلاثة أعمال تركيبية فنية، موزعة في أربعة مواقع متميزة بمدينة أبوظبي، اثنان منها في منارة السعديات، ويتربع عمل ثالث في الميناء بمعرض 421، بينما يبرز العمل التركيبي الفني الرابع في مرسى ياس؛ لافتاً إلى أن كل حاوية من الحاويات المشاركة تحمل تصميماً مختلفاً يعكس الخلفية الفنية للفنان القائم عليها، إذ يشارك في البرنامج فنانون من كل أنحاء العالم، مثل الولايات المتحدة والهند وفرنسا وإسبانيا، إضافة إلى فنانين من أصول إنجليزية، لكنهم يقيمون في دبي منذ سنوات طويلة.

وعن كيفية اختيار أماكن عرض الحاويات؛ قال فابريس بوستو إن اختيار مواقع العرض استند إلى شهرتها في مدينة أبوظبي؛ إذ تعد جزيرة السعديات موقعاً جميلاً ومفضلاً لسكان أبوظبي، وبمثابة القلب الثقافي النابض للمدينة مع ترقّب افتتاح العديد من المتاحف بها، كما تعد ياس موقعاً أنيقاً؛ أما الميناء فيعبق بنفحات تاريخية؛ فيما يتناغم معرض 421 كلياً مع موضوع «إعادة الولادة» للمفهوم الفني الذي تقوم عليه المعارض في دورة هذا العام، موضحاً أنه بعد اختتام فعاليات دورة هذا العام من «فن أبوظبي»، ستوضع الحاويات في منطقة الكورنيش على شاطئ أبوظبي، ليطلع عليها سكان المدينة وزوارها.

هل سيقتصر حضور هذه الحاويات على الجانب الجمالي أم ستستخدم لأغراض فنية وحياتية أخرى؟ في إجابته عن هذا السؤال؛ قال بوستو «لطالما شكّلت الحاويات مصدراً لإلهام الفنانين. وفي العام الماضي، وبالتزامن مع إطلاق معرض 421، تم تحويل حاويات الشحن ذاتها عبر كفاءات فنية محلية من المصممين إلى متاجر صغيرة تعبق بروح السوق، وتعكس في هذا العام تجليات معمارية متميزة تنبض بحيوية إبداعات فنون الشارع؛ وكلّي ثقة بأن العام المقبل سيحتفي بولادة مشروع إبداعي آخر».

تويتر