محمد المر: «شجرة زايد في حديقة غاندي أضحت وارفة الظلال»

«على ضفاف نهر الغانج».. رحلة إماراتية في «بلاد العجائب»

سلطان القاسمي قدم عبدالله العامري في ندوة نُظمت لاستكشاف «على ضفاف نهر الغانج» من المصدر

«شجرة زرعها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في حديقة النصب التذكاري للمهاتما غاندي، قبل 40 عاماً، أضحت الآن وارفة الظلال»، عبارة افتتاحية قالها الأديب محمد المر، في مقدمة كتاب «على ضفاف نهر الغانج»، شكلت مدخلاً عملياً للندوة التي نظمتها، مساء أول من أمس، ندوة الثقافة والعلوم، لمناقشة الكتاب، ومعايشة تجربة مؤلفه، الدكتور عبدالله ناصر العامري، الذي شغل منصب سفير الإمارات في دول عدة، من بينها الهند.

محمد المر: مزيداً من الاهتمام

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/562764.jpg

أثنى الأديب محمد المر على جهود الدكتور عبدالله ناصر العامري، التي تشكل إضافة حقيقية لأدب الرحلات العريق. وأشار المر إلى غياب الدراسات البحثية، والمؤلفات التي تركز بعمق على فهم خصوصية الطرف الهندي، على مختلف الأصعدة.

ورأى المر أن هناك حاجة لمزيد من الاهتمام بهذا النوع من الدراسات، التي تبقى بحاجة لجهود مركز أبحاث متخصص، وتوفير دورات بحثية تثمر نتاجاً يعي المتغيرات، ويستوعب الخصوصية التاريخية والثقافية للحضارتين في الوقت نفسه.

عبدالله العامري: جزء ثانٍ.. قريباً

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/562762.jpg

برر مؤلف كتاب «على ضفاف نهر الغانج» الدكتور عبدالله ناصر العامري، عدم إبحاره بشكل مباشر في متن مؤلفه الأول، واستعراض تجربته في جمع مادته، جرياً على عادة مناسبات مناقشة الكتب، برغبته في التركيز عوضاً عن ذلك على رؤية أراد إيصالها، فضلاً عن عدم المجازفة بتغييب عنصر تشويق اكتشاف الكتاب للقارئ.

واحتاج العامري وقتاً طويلاً لتلبية رغبات الحضور بالاحتفاظ بتوقيعه وإهداءاته على نسخ الكتاب، قبل أن يكشف أن ثمة جزءاً ثانياً، قد لا يحمل العنوان نفسه، سيرى النور قريباً.

وعلى عكس ما توقعه الحضور، خرجت الندوة النقاشية عن المألوف الذي اعتادت عليه «الندوة»، لتجيء غير محاكية لتفاصيل متن الكتاب، الذي يأخذ قارئه على متون أدب الرحلات، ليطوف به مدناً وأماكن شهيرة، في «بلاد العجائب»، لكن بأعين إماراتية عنوانها معايشة العامري الذي كان سفيراً سابقاً للدولة في الهند.

وقال العامري لـ«الإمارات اليوم» إن «الكتاب مجموع من مقالات التي دونتها في مذكراتي، حاملة مشاهداتي وملاحظاتي، سائحاً وطالباً في بلد الحضارات والأساطير والحكايات، خلال السنوات الماضية».

واعتبر المر الكتاب إضافة ثرية لأدب الرحلات في المكتبة العربية عموماً، لافتاً إلى أهمية هذا النوع من الأدب في التاريخ للمكتبة العربية، لاسيما في عصر ازدهار الحضارتين العربية والإسلامية، وبروز أعلام كبار مثل ابن بطوطة، وابن جبير، وابن فضلان، وغيرهم.

وتوقف المر في قراءته لـ«على ضفاف نهر الغانج»، عند نظرة العامري وتفاعله مع تفاصيل الأماكن، وخصوصية الزمان، الذي يتوقف عنده، مضيفاً: «قدم العمري وجبة معلومات شهية عن انطباعاته الشخصية والسياسية، عن تلك الأمكنة».

وأضاف: «في مدينة مومباي تثير انتباه الكاتب إنتاجات بوليوود السينمائية، وفي كشمير تجذبه الطبيعة والتاريخ السياسي المضطرب، وفي مدينة أمريستار يشاهد الوجود التاريخي لطائفة السيخ».

وتابع: «في منطقة ميغالايا تسحره الكهوف والمناظر الطبيعية الخلابة، وفي ناغلاند، هنالك شعب من قاطعي الرؤوس، الذين أصبحت تلك العادة البربرية من تراثهم الماضي القديم».

وأضاف المر: «لا تفوت العامري مدينة أكرا التي يوجد فيها (تاج محل)، لنجده يجول في مختلف مدن ومناطق الهند التي أسرته بعراقتها التاريخية، وجمالياتها الطبيعية، فيأخذنا إلى جزر القبائل المنسية في خليج البنغال، وإلى نهر الغانج، برمزيته الدينية الكبيرة للديانة الهندوسية، ومهرجان كومبا ميلا الشهير، الذي يقام على ضفافه، قبل أن يعرج على مدينة أكارتا الأسطورية، وبنغالور عاصمة التكنولوجيا الحديثة والابتكار، فضلاً عن ولاية راجستان الصحراوية، وما فيها من مزاينة الإبل».

الندوة التي أدارها رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، عاد عبرها العامري إلى أصول التواصل الحضاري بين المسلمين مع قاطني شبه الجزيرة الهندية، وصولاً الى القرن الـ20 استقلال الهند وبعده، وتوثق علاقة الهند بالوطن العربي إبان عهد زعيمها جواهر لال نهرو وعلاقته المتميزة مع الزعيم المصري جمال عبدالناصر، وتأسيس حركة عدم الانحياز.

وتابع: «كان ارتباط الهند بالخليج أمراً بديهياً، بحكم سيطرة الإنجليز نحو قرنين على الهند، وعلى أجزاء من منطقة الجزيرة العربية، وكذلك بحكم القرب الجغرافي، والعلاقات التاريخية القديمة التي ربطت شعوب المنطقة بالشعب الهندي، على الصعيدين الثقافي والتجاري خصوصاً».

وتابع: «نظرة زايد للعلاقة مع الهند كانت بعيدة المدى، فقد كان لفطنته المبكرة، وهو العروبي بطبعه وبتوجهاته، بأن التغييرات الكبيرة التي طرأت على السياسات الدولية والإقليمية وحتى الداخلية في الشرق الأوسط تقتضي رؤية جديدة لأهمية تعاون استراتيجي مشترك بين العرب والهند».

ورأى العامري أن العلاقات العربية الهندية تمحورت حول ثلاثة عناصر مهمة، هي التاريخ من جهة، والتجارة والاقتصاد من جهة أخرى، والأهمية الاستراتيجية للمنطقة من جهة ثالثة، لافتاً إلى أن الإماراتي في هذا الاتجاه بدأ من زيارة المغفور له الشيخ زايد الرسمية، للهند في عام 1975، قبل أن تتوالى الزيارات ة للقادة والمسؤولين الكبار من كلا الجانبين.

أفاق تعاون

قال عبد الله العامري أن هناك الكثير من آفاق التقارب العربي الهندي، التي يجب أن تتحقق، مضيفاً: «العلاقات التاريخية والحضارية، والموقع الجغرافي الذي يربط العرب بالهند، لا يكفي فقط بسرد التاريخ دون العمل لمواصلة ما بدأه السابقون». مؤكداً على أن «الإمارات التقطت الخيط مبكراً من أجل تمكين العرب لعلاقات دافئة مع الهند».

تويتر