مهرجان زايد للتراث.. «الإمارات ملتقى الحضارات»

تحت شعار «أرض الإمارات ملتقى الحضارات»، وبالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ45؛ ينطلق مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016 في الأول من ديسمبر المقبل، بمنطقة الوثبة في أبوظبي، برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

اسم المؤسس

يأتي إطلاق اسم الأب المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، على المهرجان عرفاناً بدوره المحوري في الحفاظ على الموروث الإماراتي، بوصفه تاريخ الأمة وموطن فخرها وعزها، والبوابة إلى المستقبل. ويعكس المهرجان اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بالتراث الإماراتي خصوصاً، والتراث العالمي عموماً، وكان للراحل اهتمام كبير بالتراث العالمي وحِفْظه وتعريف مختلف الثقافات والشعوب بتراث نظرائها، لما لذلك من أثر كبير في فهم وتقدير واحترام الآخر، وبالتالي نشر ثقافة التسامح وقيمها وأخلاقياتها.

وقال نائب رئيس اللجنة العليا لمهرجان الشيخ زايد التراثي، حميد سعيد النيادي، إن المهرجان يشهد في دورته المقبلة، التي تستمر حتى الأول من يناير 2017، تغييرات كبيرة مقارنة بالدورات السابقة، مشيراً إلى أن انطلاقة المهرجان، يومَي الأول والثاني من ديسمبر، ستشهد احتفالات ضخمة باليوم الوطني، تشارك فيها نخبة كبيرة من أبرز الفنانين الإماراتيين الذين يتغنون على المسرح الرئيس للمهرجان بالوطن واتحاده ومكتسباته، كما يشهد يوم الرابع من ديسمبر مسيرة القبائل التي تجسد روح الاتحاد، إذ يشارك فيها الآلاف من أبناء القبائل الإماراتية على مستوى الدولة، وتأتي هذه المسيرة تعبيراً عما يحمله شعب الإمارات للقيادة الرشيدة من حب ووفاء، مجسدة التلاحم والالتفاف حول راية الاتحاد والحفاظ على مكتسباته وما أنجزه القادة المؤسسون، كما تتضمن الأهازيج الوطنية والتراثية بما يعكس تنوع وثراء الموروث الثقافي والشعبي لأبناء الإمارات.

ومن الإضافات الجديدة التي يشهدها المهرجان في دورته المقبلة؛ النافورة الموسيقية العالمية التي ستستخدم تقنيات هي الأحدث من نوعها، وتمت برمجتها بحيث تتمايل المياه على وقع الأغاني الوطنية المعروفة، خصوصاً الأغاني التي من أشعار الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما تقرر أن تكون الألعاب النارية يومياً طوال فترة المهرجان. كذلك أولى المهرجان، العام الجاري، اهتماماً كبيراً بالأطفال والأجيال الناشئة، إذ تم التعاقد مع شركة عالمية كبرى لإقامة مدينة الألعاب الترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى قرية تراثية لقناة «ماجد» للأطفال، تضم الكثير من ورش العمل والفعاليات المشوقة التي تجتذب الأطفال.

وأشار النيادي، خلال المؤتمر الذي عقد، صباح أمس، بفندق دوست تاني في أبوظبي، إلى أن مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016 يشهد مشاركة عالمية متميزة، إذ تشارك فيه، بالإضافة للإمارات، 17 دولة تعرض جوانب من تراثها، ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، والجمهورية اليمنية، ومصر والسودان والمغرب والجزائر، والهند وروسيا والصين وأفغانستان وكازاخستان وصربيا والبوسنة.

وأضاف النيادي أن رسالة المهرجان العالمية هدفها الحفاظ على التراث العالمي ونقله للأجيال المقبلة، لما للتراث من أثر في فهم الآخر ونشر قيم التسامح، ولكونه مصدر إلهام للمبتكرين والرواد، لافتاً إلى أن نشاطات وأجنحة المهرجان الغنية والمتنوعة بمعروضاتها وفعالياتها تمثل احتفاءً بالتراث العالمي على أرض الشيخ زايد، التي جعلها قبلة لمختلف جنسيات العالم.

فعاليات ومسابقات

من جهته، استعرض مدير اتحاد الإمارات لسباقات الهجن عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، عبدالله المهيري، جانباً من الفعاليات، موضحاً أن المهرجان يمثل متحفاً حياً يأخذ الزائر في رحلة لاستكشاف التراث الإماراتي والتراث العالمي والتفاعل معه، إذ صممت معارض وأحياء المهرجان بكل ما فيها لتناسب مختلف أفراد العائلة بطريقة تشويقية وتثقيفية.

وأشار إلى أن المهرجان يتضمن مجموعة كبيرة من الفعاليات والمعارض والأحياء والفعاليات والأنشطة التي تجسد التراث الإماراتي والخليجي والعربي والعالمي، كما يضم مجموعة كبيرة من المسابقات، منها مسابقة أفضل تغطية صحافية تراثية باللغتين العربية والإنجليزية، ومسابقة التصوير التراثي. وذكر أن الدورة الجديدة من المهرجان تضم 10 معارض تفاعلية تراثية، وأكثر من 20 حياً تراثياً عالمياً صُممت بطريقة عمرانية تمثل عمران دولها، ويركز كل حي على أربعة أمور في كل دولة: منتجات تقليدية، طعام تقليدي، حرف تراثية، عروض فلكلورية، لافتاً إلى أن المهرجان سيشهد أكثر من 1500 عرض فلكلوري، بينما تضم أسواق المهرجان أكثر من 500 محل لبيع المنتوجات التقليدية التراثية من 17 دولة، كما يولي اهتماماً كبيراً للأكلات العالمية للدول المشاركة وغيرها، إذ يضم المهرجان 40 مطعماً تقدم أشهى المأكولات التقليدية العالمية، و20 محطة للطبخ الحي التفاعلي.

أحياء

من ناحيته، قال محمد يوسف الحمادي، من مكتب المدير العام لمؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، إن المؤسسة تتولى الإشراف على الأحياء التراثية في المهرجان؛ مثل الحي التراثي الإماراتي، والأحياء التراثية العالمية من 17 دولة، ومسابقات الأكلات الشعبية ومسابقة طرح القعود، وصممت هذه الأحياء بحيث يعكس كل حي لمحات من التراث العمراني لكل دولة، وتستعرض كل دولة في حيها جوانب متعددة من موروثها الشعبي من المأكولات والمنتوجات والحرف التقليدية وكذلك العروض والأهازيج الفلكلورية، موضحاً أن الحي الإماراتي يقدم مجموعة من الأحياء التي تعكس أجواء التراث الإماراتي من العادات والتقاليد والأهازيج الفلكلورية، إضافة إلى البضائع والمنتوجات المحلية في محال يفوق عددها 140 محلاً خصصت للأسر الإماراتية المنتجة.

من جانبه؛ ذكر مدير إدارة الفعاليات التراثية والخاصة بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، مبارك المهيري، أن مشاركة الجهاز في الدورة الحالية هي السابعة له في المهرجان على التوالي، مضيفاً أن الجهاز يقدم لزوار المهرجان الواحة الزراعية، بالتعاون مع مركز خدمات المزارعين ومركز الأمن الغذائي، حيث تتضمن العديد من الأنشطة التي تناسب مختلف أفراد الأسرة، ومسابقات متنوعة للجمهور، إلى جانب عرض منتجات المزارعين للترويج لها، وفعاليات مطبخ حصاد مزارعنا.

وتحدث المدير التنفيذي لقطاع السياحة بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، سلطان الظاهري، عن مشاركة الهيئة، مشيراً إلى أن جناح الهيئة، الذي يتميز بتصميم تراثي يستلهم قلاع العين، سيتضمن إقامة فعاليات مختلفة منها «السوق الشعبي»، وتنظيم أسبوع للأكلات الشعبية، مع عروض حية للطهي. كما ستقوم الهيئة بالترويج للمهرجان عبر مختلف منصاتها الإلكترونية.

الأكثر مشاركة