من مسرحية ضمن فعاليات المراكز الثقافية. من المصدر

«الثقافة» تعرض مسرحيات للأطفال بمراكزها في عجمان ورأس الخيمة

شهدت فعاليات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في إمارات الدولة، بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني الـ45، إقبالاً كبيراً، حيث قدمت الوزارة، أمس، مجموعة من العروض المسرحية التي تعرض للمرة الأولى في الإمارات، وذلك على مسارح مراكزها في رأس الخيمة وعجمان.

بدأت العروض بمسرحية الأطفال الكوميدية «طرزان» على مسرح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بعجمان، من تأليف سلطان بن دافون وإخراج عمر الملا، وتتناول مسرحية «طرزان»، التي ينتجها المسرح الحديث بالشارقة، في أحداثها قصة الجزيرة التي تعيش فيها مجموعة من القرود، يعشق أفرادها الشعر والموسيقى والغناء والأدب، و(طرزان) الذي يبحث عن علاج لأمه الغوريلا التي ربته، ورغم أن الجزيرة المسالمة تعيش في أجواء من الهدوء والطمأنينة، إلا أن مجموعة من النمور بقيادة (نمورة) تسعى لإجراء تجارب على أشجارها وأنهارها وبحارها، لكنها تجارب علمية مضرة بالبيئة، يستقبل القرود هؤلاء الضيوف بالترحاب، وبما أن (نمورة) عالمة في النباتات، كما تدعي، يسعى (طرزان) إلى كسب ودها لكي تبحث له عن علاج لأمه، إلا أنه يكتشف في الوقت الضائع أنه وقع في فخ مجموعة شريرة تريد العبث بميزان الطبيعة، تتأثر أشجار الجزيرة بالتجارب العلمية التي تجريها (نمورة) ومساعداها (تن تن) و(تنتون)، فتموت الأشجار وتتسمم الأنهار، وهكذا يجد القرود و(طرزان) أنفسهم في بيئة غير صالحة للعيش، فيقرروا طرد (نمورة) ومساعداها من الجزيرة باعتبارهم مخربين.

في هذا الخط الدرامي، الذي لا يخلو من الكوميديا الهادفة الموجهة للأطفال، تسعى مسرحية «طرزان» إلى غرس مجموعة من القيم لدى المتفرج الصغير، ومنها المحافظة على البيئة، والمحافظة على تراب الوطن، وحمايته من العابثين بأمنه وسلامته، بأسلوب مبسط وشيق يتناسب وثقافة التلقي عند الطفل، كما يؤكد العرض أهمية تنمية وتشجيع المواهب الابداعية، وأهمية الفنون الجميلة في تهذيب الذائقة وإطلاق العنان للإبداع الخلاق، هذه الحكاية تدور في أجواء من الديكورات الواقعية التي تجسد غابة الجزيرة بأشجارها الكثيفة، والمؤثرات الصوتية التي تتناسب وبيئة العمل.

وشهد العرض إقبالاً كبيراً من الأطفال وأولياء الأمور في إمارة عجمان، واستمر العرض على مدى يومين، وأشاد الحضور من أولياء الأمور بالعرض وبأهدافه التي تقدم مجموعة من القيم المستفاد منها.

كما قدم مركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في رأس الخيمة، بالتعاون مع مسرح رأس الخيمة الوطني، العرض المسرحي للأطفال «مغامرات كتاب»، من تأليف حميد فارس وإخراج محمد حاجي، وشارك في أداء العرض 16 ممثلاً، وتضمنت المسرحية شخصيات كرتونية معروفة ومحببة لدى الأطفال، ودار موضوعها حول أهمية الكتاب، ومدى تأثير القراءة في تنمية معرفة الطفل والارتقاء بمخزونه الثقافي، كما تناولت المسرحية أفكاراً منوعة لإبراز أهمية معرفة محتويات الكتب وكيفية الاستفادة من المعلومات القيمة وتطبيقها في حياتنا اليومية.

وشهد عرض مسرحية «مغامرات كتاب» حضوراً كبيراً واستحساناً من الأطفال الحضور، كما استمر العرض على مدى يومين، وطالب العديد من أولياء الأمور بزيادة أيام عرض المسرحية، حتى تتسنى مشاهدته لأكبر عدد من الأطفال، مشيدين بالعمل الذي يحث أبناءهم على حب القراءة، خصوصاً في ظل سعي الحكومة الرشيدة في الدولة لحث الجميع على القراءة وجعل عام 2016 عاماً للقراءة.

وعلى صعيد متصل، شهدت فعاليات الاحتفال باليوم الوطني في المراكز الثقافية التابعة للوزارة إقبالاً واسعاً من الجمهور على مدى الأيام الماضية، كما حظيت بمشاركة واسعة من مختلف المؤسسات المحلية والاتحادية بالدولة، في كل من أبوظبي والمنطقة الغربية ودلما وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة ومسافي ودبا الفجيرة.

وتضمنت فعاليات وأنشطة المراكز مجموعة من البرامج المتنوعة، منها عروض الفرق العسكرية الموسيقية وعروض الخيالة وعروض فرق جمعيات الفنون الشعبية والفلكلور العالمي، التي شارك فيها العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وتميزت العروض الفلكلورية التراثية والعالمية بالملابس والإكسسوارات التقليدية الخاصة بشعوب العالم المختلفة، مصحوبة بالمؤثرات الصوتية والضوئية المبهرة، وتنوعت العروض من آسيا وأوروبا وإفريقيا، لتعكس امتزاج الفن بالتراث إلى جوار الفن الشعبي المحلي، في إطار وطني معبر عن فرحة المشاركين.

كما نظمت المراكز الثقافية مجموعة من المسابقات الثقافية والتراثية، حرصت من خلالها على مشاركة الجمهور بالقرى التراثية التي أقامتها المراكز لاستقطاب الجمهور والمسارح الخارجية التي أقيمت عليها الفعاليات وعروض الفرق المختلفة، إلى جانب بعض الفقرات الترفيهية والألعاب المخصصة للأطفال، وتزينت الاحتفالات بالمشاركة الكبيرة لطلاب المدارس وتقديمهم مجموعة من عروض وأوبريتات وطنية تم اكتشاف عشرات المواهب منهم.

الأكثر مشاركة