.. أول صحيفة عربية لرسوم الكاريكاتير
قال رسام الكاريكاتير الأردني، ناصر الجعفري، إن مجلة «توميتو كرتون»، التي أطلقها في عمان هذا الأسبوع، هي «أول مشروع صحافي من نوعه عربياً، متخصص في فن الكاريكاتير، وإنه يأتي في وقته المناسب، حيث تطغى الصحافة المرئية ويمتد نفوذها على حساب المادة الصحافية المقروءة، بحيث بات المتلقي العَجول يحسب وقته الثمين، ولم يعد ثمة وقت لقراءة المطوّلات الصحافية المكتوبة، ما صب في النهاية في خدمة وانتشار الكاريكاتير بشكل أوسع»، مضيفاً أن «بلاغة ما يحدث عربياً الآن في أكثر من بلد وعلى أكثر من صعيد، لم تعد تصلح لإيصاله الكلمات، بحيث تفوقت الحادثة أو الفجيعة على الكتابة والصورة، لذلك يحاول الرسم الساخر والناقد أن يصل إلى الذهن العربي المشوش بصورة بسيطة وواضحة وغير متكلفة».
سيرة ولد رسام الكاريكاتير الأردني الفلسطيني، عبدالناصر زهدي الجعفري، في عمان عام 1969، وعمل في الصحافة منذ أول تسعينات القرن الماضي، حيث بدأ في صحيفة «المحرر» الفرنسية، ثم صحف «الدستور» و«العرب اليوم» و«الغد» الأردنية، و«القدس» الفلسطينية. حصل على جائزة فن الكاريكاتير من يوغسلافيا عام 2000، وجائزة الصحافة العربية من دبي عام 2008، وجائزة الدولة التشجيعية من الأردن عام 2006. |
وعمل الجعفري منذ سنوات على الإعداد للمشروع، الذي أطلق أخيراً بالتعاون بين صحيفة «الغد» الأردنية و«شركة الرسم الساخر»، في حفل حضره نخبة إعلاميين وفنانين واقتصاديين وشخصيات عامة، واشتمل العدد الأول من المجلة على رسومات لأكثر من 20 فنانا أردنياً وعربياً وأجنبياً.
وأكد الجعفري، رسام الكاريكاتير منذ نحو ربع قرن، والمتحدر من مدينة الرملة الفلسطينية، أن مشروعه الذي يشاركه فيه أكثر من رسام أردني وعربي «يهدف للتأكيد على الرسالة الإيجابية لهذا الفن، وأنه يتوخى مرامي أبعد من مجرد الفرجة والإضحاك وفن الإمتاع البصري»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «الرسام هو صحافي أيضاً ومسؤول عن موقفه، وأن بلاغة الموقف لا تقل أبداً في الرسم عنها في الكتابة، بل إن رسامين عرباً وعالميين دفعوا أثماناً باهظة نتيجة مواقفهم المبدئية».
رئيس تحرير«توميتو كرتون» أشار أيضاً إلى دور هذا الفن في التأثير الإيجابي بدلاً من الدور السلبي، كما حدث مع صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية، التي لعبت دوراً في استفزاز مشاعر الناس وإثارة الكراهية. وكتبت رئيسة تحرير صحيفة «الغد»، الزميلة جمانة غنيمات، في افتتاحية العدد الأول من «توميتو كرتون» أن عالمنا العربي «يخلو من مجلة أو مشروع يُعنى بنشر ثقافة فن الكاريكاتير»، وأن «الرسم الكاريكاتيري لا ينفصل عن كونه فناً من فنون الصحافة ونشر المعرفة؛ قائماً على النقد اللاذع الساخر في آن، بلغة الرسم التي تصل إلى وجدان القارئ وتستقر في عقله، محدثة أثراً قد لا تقدر أقوى المقالات على تركه». بدوره أشاد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، محمد المومني، الذي حضر الحفل بإطلاق المجلة، معتبراً إياها «خطوة جريئة»، في وقت تواجه الصحافة المطبوعة تحديات كبيرة، مبيناً أن «الدور البصري لفن الكاريكاتير يجعله أكثر تأثيراً من المواد المقروءة، وبذلك تتسع قاعدة من يمكن أن تؤثر فيهم رسائله». واعتبر أن فن الكاريكاتير في الأردن متطور ويعبر عن مشاعر ووجدان الناس بطريقة سلسة وبسيطة خالية من التعقيد، مشيداً بإنجازات رسامي الكاريكاتير الأردنيين وحصولهم على جوائز عربية وعالمية في هذا المضمار.
ورسم في عدد المجلة الأول: من الأردن ناصر الجعفري وأمجد رسمي وعماد حجاج وأسامة حجاج وعمر العبداللات وحسان مناصرة، ومن مصر دعاء العدل وعماد مقصود وفوزي مرسي ومصطفى سالم، ومن العراق خضير الحميري وعلي مندلاوي، ومن السعودية عبدالله جابر، ومن فلسطين جمال أبوعرفة ومحمد سباعنة، ومن سورية ياسر أحمد، ومن لبنان مايا فداوي، ومن تركيا أوز جرول، ومن أميركا ديفيد رو.