إيزابيل بالهول مع عدد من عضوات مؤسسة دبي للمرأة بعد الجلسة الحوارية. من المصدر

إيزابيل بالهول: القراءة تبني الشخصية المتسامحة

بنت إيزابيل بالهول علاقتها مع الأدب منذ الصغر، مشيرة إلى أنها ولدت في أسرة شغوفة بالقراءة، حيث كان والدها يقرأ يومياً، بينما والدتها كانت تنهي أكثر من كتاب في الأسبوع، ما جعلها ترتحل بين ثنايا الكتب منذ طراوة عمرها، وباتت القراءة عادتها اليومية التي اكتسبتها من ذويها، مطالبة الأهالي وحتى الكبار بضرورة جعلها عادة يومية، لاسيما أنها تسهم في بناء شخصية أكثر ابتكاراً وتسامحاً. هذه المقدمة عن علاقتها بالأدب قدمت بها بالهول نفسها في الجلسة الحوارية التي عقدت أول من أمس، في نادي دبي للسيدات، بتنظيم مؤسسة دبي للمرأة تحت عنوان «الاحتفاء بالقراءة».

تحدثت المدير التنفيذي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إيزابيل بالهول، خلال الجلسة عن علاقتها بالقراءة، وكيف تبلورت منذ الصغر، موضحة أن زيارتها للمكتبة كانت أسبوعية، علماً أن أغلفة الكتب في القدم لم تكن كما اليوم غنية بالألوان، فكانت بمعظمها غير ملونة وبلا رسومات. وشددت على ان رحلتها مع عالم الكتب والقراءة كانت مميزة، كونها كانت تجد عالماً جميلاً في داخلها يفصلها عن العالم الخارجي.

وصولها إلى دبي

حضرت بالهول إلى دبي عام 1968، وتتحدث عن تلك الفترة قائلة: «كان مطار دبي متواضعاً وصغيراً، كما لم يكن يوجد وقتها سوى شارع ديرة الرئيس، في حين كان جسر المكتوم الجسر الوحيد في دبي، ويتطلب عبوره دفع تعرفة تبلغ 25 فلساً». وأضافت «تختلف العادات التي حملتها معي من بلدي عن تلك الموجودة في دبي، كما أني حين وصلت الى دبي لم أرَ الكثير من الكتب والمكتبات وما كنت أبحث عنه في البداية».

وحول تأثير القراءة في حياتها، لفتت الى ضرورة فصل القراءة عن التعليم، منوهة بأن مفهوم المطالعة يختلف كثيراً عن قراءة الكتب الاكاديمية المتخصصة، فمهما اختلف مجال عمل المرء، سواء كان الهندسة او الطب او التجارة، ستسهم القراءة بلاشك في تطويره بطريقة ما في مجال عمله، فالبحوث أثبتت أن تعليم الطفل على القراءة منذ الصغر يجعله أكثر ابداعاً وتسامحاً، فالقراءة ليست تعليماً وإنما متعة، فمن خلال الجلوس على الكرسي، يمكن ان يعيش المرء في عالم الكتب الكثير من التجارب والقصص من الماضي، وبالتالي التعرف إلى المستقبل.

يواجه الصغار، على وجه الخصوص، الكثير من التحديات في عالم القراءة، وقالت بالهول في هذا الصدد: «تبدأ التحديات أولاً من اللغة نفسها، فهنا الأطفال لا يتحدثون العربية كما يجب، كما ان القراءة بالفصحى منذ الصغر تربك الطفل، فاللغة العربية الفصحى التي سيقرأ بها، مختلفة عن اللغة المحكية التي يستخدمها في حياته اليومية، بخلاف اللغة الإنجليزية التي هي نفسها». وأضافت «التحدي الثاني يكمن في توجه الأطفال الى اللغة الإنجليزية أكثر من العربية، كونها لغة عالمية، ولكن ما يجب أن نفعله هو ان نترك القرار للأطفال، كي لا يكرهوا الكتاب، دون إرغامهم على القراءة باللغة العربية، بل بمحاولة ترغيبهم بها بشكل جيد».

ويتعذر البعض بعدم القراءة بسبب قلة الوقت والانشغال، الأمر الذي وجدته بالهول مبرراً واهياً، ووصفته بأنه ليس أكثر من عذر، فالمشكلة الوحيدة تكمن في تحويلها إلى عادة يومية، مشددة على أن يبدأ الصغار بالكتاب وليس بالقراءة من خلال التطبيقات، لأنه يفضل التعاطي مع الكتاب الملموس. وشددت على أن كتب الأطفال غالباً ما تحمل نظرة توجيهية، فهناك ابطال وأشقياء، لذا يجب أن نجعلهم على علاقة بالكتاب أو القصص المصورة، مفضلة هذه الوسائل على الأفلام المقتبسة عن القصص، سواء للصغار او الكبار، كون المرء يكون بين يدي المخرج، فالأخير هو الذي يحدد للمشاهد ماذا يرى، بينما القراءة تعطي المرء الحرية لرسم المشهد، فمشاهدة الأفلام طريقة للهرب من القراءة.

وحول الدور الذي يلعبه مهرجان طيران الإمارات للآداب في توجيه الناس للقراءة، شددت بالهول على أنهم في البداية استضافوا 65 كاتباً من حول العالم، بينما كان لديهم برنامج تعليمي، توسعوا به الى ان بات يتوجه الى أكثر من 200 ألف طالب، بهدف التركيز على اللغة العربية، وأوضحت رفعهم عدد الكتّاب الاماراتيين المشاركين في المهرجان، ذاكرة بعض التجارب الإماراتية، ومنها زينب البلوشي، وسلطان القاسمي، وجلال بن ثنية، وعبدالعزيز النعيمي، فالمهرجان يتبع الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة والرؤية الخاصة بالقراءة.

الأكثر مشاركة