«كثبان بشرية».. ختام «المسرح الصحراوي» في خيمة كبيرة
في خيمة كبيرة أخذت شكلاً دائرياً، هي عبارة عن مجموعة من الخيام المتصلة ببعضها بعضاً، تحلّق جمهور وعشاق المسرح الصحراوي، الليلة قبل الماضية، حول المسرحية الأردنية، التي حملت عنوان: «كثبان بشرية»، من تأليف وإخراج الدكتور فراس الريموني، وإنتاج فرقة طقوس المسرحية.
تماس مباشر قال مؤلف ومخرج المسرحية، الدكتور فراس الريموني، لـ«الإمارات اليوم»: «إن عرض (كثبان بشرية) كان في خيمة واحدة، ليكون المتلقي على تماس مباشر وقريب من الممثل، كما هي الحال في حياة الصحراء والبداوة، حيث الخيمة تجمع الجميع، بحيث تبدو الأحداث وكأن الجمهور جزء منها». |
المسرحية التي بدأت بطلب للجمهور لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الأردن، الذين تصدّوا للإرهابيين في قلعة الكرك جنوب الأردن، التي وقعت قبل عرض المسرحية بيوم واحد فقط، عرضت حالات تشرد وهجرات وغربة وآلام ودمار وقتل منوّعة من العالم العربي.
في العمل الذي جاء في الليلة الأخيرة من ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في نسخته الثانية، حضرت القصيدة الشعبية والربابة والرقصات الشعبية الأردنية، كما حضر الشعر، من خلال القصيدة الشهيرة للشاعر الراحل نزار قباني، الحاكم والعصفور.
وقال مؤلف ومخرج المسرحية، الدكتور فراس الريموني، لـ«الإمارات اليوم»: «إن المسرحية صوت احتجاجي على الراهن العربي، الذي تقوده العقلية الهدامة والقتل والحرب والدمار». وأضاف: «يسلط العمل الضوء على الضحايا المباشرة لتلك الحروب، أي الناس العاديين، الذين تشرّدوا ودفعوا ضرائب باهظة لهذه الحروب وخسروا أبناءهم وممتلكاتهم وأوطانهم، وحياتهم».
وأوضح أن «الفكرة تدعو إلى السلام والحوار الحضاري والإنساني بدلاً من الحوار بالبنادق»، لافتاً إلى أن «العمل طرح مشكلة القتل والدم والحرب، التي تقوم وتنتهي من دون أسباب منطقية لها، وتحاول المسرحية القول دعونا نفكر بطريقة تليق ببناء مستقبل لأبنائنا، أفضل وأجمل من الواقع الموجود الذي تغطيه الحروب والدماء، من خلال قضية رمزية، هي الكثبان البشرية، إذ تتشابه تلك الكثبان البشرية مع الكثبان الرملية، التي تتحرك وتنتقل من مكانها إلى أماكن أخرى من دون رغبة أو قرار منها.. وهكذا هم البشر الذي تتعرّض بلدانهم للحروب والدمار ينتقلون من دون رغبة منهم ويهجرون أوطانهم ويعيشون حياة الخيام والقساوة والتشرد، بسبب تلك الحروب وما ينجم عنها من كوارث وويلات يدفع ثمنها الإنسان العادي».
واستطرد الريموني: «العمل يعرض للمرة الأولى، وتم الاشتغال عليه من أجل المشاركة في النسخة الثانية من مهرجان الشارقة الصحراوي، الذي فتح المجال لفضاء مسرحي جديد، هو فضاء الصحراء، فهناك الحكايات والقصص والشعر والجمال والفن».