«#متطوع_واعي» مبادرة تسعى إلى نشر ثقافة التطوع

#متطوع_واعي، هو عنوان المبادرة التي أطلقها الشاب الإماراتي سلطان الوشاحي، ومتطوعون من فريق «رواد التطوع»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً موقع «تويتر»، بهدف نشر ثقافة التطوع في العالم العربي، وتصحيح بعض الأخطاء التي يشهدها العمل التطوعي. واعتبر الوشاحي أن أهمية هذه المبادرة تزيد مع «عام الخير»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والذي يقوم بشكل كبير على العمل التطوعي والمجتمعي.

حافز قوي

قال سلطان الوشاحي إن إطلاق صاحب السمو رئيس الدولة مبادرة «عام الخير» في 2017، كان حافزاً قوياً له ولفريق عمله، على وضع خطط لتطوير مبادرتهم عبر خطوات مختلفة، بحيث توجد على أرض الواقع أيضاً، ولا تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يجري حالياً إعداد كتيب يمثل مرجعاً لمن أراد الانخراط في العمل التطوعي، وكذلك للمؤسسات والجهات التي تعمل في هذا المجال. أيضاً في إطار المشاركة في فعاليات «عام الخير»، يسعى الفريق إلى التواصل مع جهات مختلفة لنشر ثقافة التطوع لدى العاملين فيها، وعقد دورات توعوية وورش عمل لهذا الهدف. مشيراً إلى أن القواعد التي يجمعها الكتيب تمثل خلاصة تجارب العديد من الشخصيات ذات الخبرة في هذا المجال، وبعضها تم اختياره من مراجع وكتب عربية وأجنبية.

وأوضح الوشاحي، لـ«الإمارات اليوم»، أن المبادرة تهتم بنشر ثقافة التطوع في المجتمع العربي، ونشر مفهوم «الوعي التطوعي»، لإعداد جيل واعٍ يمتلك ثقافة العمل التطوعي، بدلاً من الوضع السائد حالياً، الذي يركز فقط في هذا المجال على مساعدة الآخرين، بينما نشر الوعي التطوعي يعود بالنفع على المستوى الشخصي للفرد، إضافة إلى النفع الذي يعود على المجتمع ككل. مشيراً إلى أن البداية كانت من خلال حملة استمرت لمدة أسبوعين على «تويتر»، بإطلاق هاشتاغ «#متطوع_واعي»، لقياس مدى التفاعل مع الفكرة، ولأن الحملة وجدت تفاعلاً فاق التوقعات، حيث شارك فيها 1299 حساباً على «تويتر»، بينما بلغ عدد التغريدات على «هاشتاغ» 17 ألفاً و493 ما بين تغريد وإعادة تغريد، ووصل معدل انتشار «هاشتاغ» 32.697.425 حساباً على الموقع، وتقرر الاستمرار في المبادرة وتوسيع نطاقها، كما تم تكوين فريق من المتطوعين يضم ما يراوح بين 30 و40 متطوعاً من مختلف الدول العربية، تم اختيارهم وفق معايير متعددة، منها الكفاءة والخبرة في مجال التطوع والمبادرات التي أطلقوها أو أسهموا فيها.

وأشار الوشاحي، الذي بدأ مسيرته مع العمل التطوعي منذ 2011، وشارك في العديد من الفعاليات من بينها القمة الحكومية، وقمة الاتصال الحكومي في الشارقة، كما أسس فريق «رواد العمل التطوعي»، إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من أفراد المجتمع في الإمارات على الانخراط في مجال التطوع، لكن في المقابل هناك غياب لثقافة التطوع، فالأمر لا يقتصر على التعاون مع مؤسسة أو جهة معينة، والمشاركة في تنظيم فعاليات وأحداث مختلفة، لكن تجب مراعاة الطرق الصحيحة للقيام بذلك، وفقاً للأنظمة والقوانين والمتطلبات، والإلمام بالحقوق والواجبات التي يتوجب على المتطوع مراعاتها، سواء كانت هذه الأنظمة والحقوق والواجبات صادرة من الدولة أو متعارفاً عليها في فريق العمل المتطوع فيه، أو حتى على مستوى التطوع الفردي. داعياً إلى إجراء دراسة علمية واجتماعية، للتعرف إلى المشكلات الحقيقية والمحلية التي يواجهها العمل التطوعي.

وأشار الوشاحي إلى أن غياب ثقافة التطوع لا يعانيه فقط الأفراد، لكن أيضاً المؤسسات المختلفة، فهي تتعامل معه كدور تنظيمي، وعنصر مساعد في الفعاليات المختلفة، «ونادراً ما نجد جهة تهتم بالثقافة التي تنظم وتحكم هذا العمل، لذلك يتم توظيف المتطوعين لإنجاح الفعاليات، دون أن ينعكس ذلك على شخصياتهم ومعارفهم». وعن الصعوبات التي تواجهه في تفعيل ونشر مبادرة «#متطوع_واعي»؛ ذكر سلطان الوشاحي أن أهم هذه الصعوبات هو نقص الإمكانات المادية وقلة الدعم، وكذلك عدم استيعاب بعض الجهات لمضمون المبادرة وأهميتها.

الأكثر مشاركة