«المسرح العربي».. رحلة الأيام الـ 10 تبدأ في الجزائر
20 ساعة هي جملة ما قضاه وفد المسرح الإماراتي المشارك في فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، بالجزائر، التي تمتد على مدار 10 أيام بمشاركة ما يقارب 40 عرضاً منها ثمانية أعمال فقط في المسابقة الرسمية.
وما بين الخامسة صباحاً وهو الموعد المقرر لتجمع الفنانين المتجهين إلى الجزائر في مطار دبي الدولي، وحتى الواحدة من صباح اليوم التالي، كان أعضاء الوفد لايزالون في رحلتهم، ما بين رحلة طيران طويلة، أعقبها انتظار للحافلة التي أقلتهم من الجزائر العاصمة، حتى مدينة وهران الساحلية في غرب الجزائر.
لمشاهدة لقطات من لحظات وصول بعض الفنانين الإماراتيين والعرب الى الجزائر، يرجى الضغط على هذا الرابط. ادخلوا الأوطان من مسارحها ما أشبه الليلة بالبارحة، في ما يتعلق بالكلمات الافتتاحية مكثفة الدلالة التي يلجأ إليها رئيس الهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله، فتجذب مقولاته آذان جمهور تغص به قاعات مسارح عربية عدة، قائلاً: «ادخلوا الأوطان من مسارحها»، واجعلوا «ايامنا الـ10» شمعات تضيء أعماركم، بسحر المسرح. ونقل عبدالله لفناني «المسرح العربي» تحية تقدير خاصة لهم من المحيط الى الخليج من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة ليقدم لهم بعد ذلك تهنئته الشخصية بيوم المسرح العربي: «يا خلاصة القلب ونبضه، كل عام وأنتم بخير، لتكون الدنيا بخير». أقدم اعتذاري لم يتسنَ للفنان الأردني حاتم السيد أن يكون حاضراً لإلقاء كلمة «يوم المسرح العربي» كما كان مقرراً، حيث نوهت اللجنة المنظمة بأن ظروف الأحوال الجوية حالت دون اتمام رحلته في موعدها. وتلا الكلمة بالنيابة عنه الفنان العراقي عزيز خيون، على الرغم من ذاتية الكلمة، التي حملت اعتذاراً من الفنان الى أمه: «أقدم اعتذاري لروح أمي التي أرادت أن تكون أم الدكتور.. لا أم الفنان، وأشكرها لأنها غيرت قناعتها لتفخر بأم الفنان». وساق خيون مجموعة من الأسئلة التي تستنكر في مجملها واقع المسرح العربي، اختزلها بقوله: «راتب نجم كرة قدم في أحد الأندية أكبر من مجموع ميزانيات وزارات الثقافة العربية جميعها». |
رغم ذلك تواجد جميع أعضاء الوفد الإماراتي في الموعد المقرر لحفل الافتتاح، مساء أمس الأول، الذي جاء بالتزامن مع يوم المسرح العربي، والذي كان من المقرر أن يلقي كلمة افتتاحه الفنان الأردني حاتم السيد، قبل أن يُعلن عن تعذر قدومه بسبب سوء الأحوال الجوية، ليلقيها بدلاً منه الفنان العراقي عزيز خيون.
المهرجان الذي يقام تحت رعاية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، شهد حضوراً جزائرياً رفيعاً ممثلاً في وزير الثقافة، ووزيرة التضامن والأسرة، فضلاً عن والي كل من ولايتي وهران ومستغانم، وعدد كبير من السفراء العرب بالجزائر.
وجاءت مسرحية الافتتاح الجزائرية «حيزية» عن نص الشاعر عزالدين مهيوبي وإخراج فوزي بن براهم، بمثابة ابحار عاطفي رومانسي في فضاء من ثنائية الوجد والفقد، أو العشق وفقدان الحبيب، عبر لوحات غنائية واستعراضية متكئة على الفلكلور الجزائري، مستلهمة فكرتها الرئيسة من قصص العشق المعروفة في الأدب العربي، بين عاشقين ينتميان للقبيلة ذاتها أو العشيرة، أو حتى العائلة، مستعينة بخلفيات متبدلة عبر الشاشات، وموسيقى وغناء لعبا دوراً رئيساً في العرض.
في المقابل، حملت كلمة يوم المسرح العربي التي ألقاها الفنان العراقي عزيز خيون، الكثير من مشاعر الأسى، ونكأ الجراح، باستدعاء الظروف التي يعيشها المسرح العربي في الوقت الحالي، ضمن ما اعتبرته الكلمة، تهميشاً بيناً من الكثير من الحكومات العربية للشأن الثقافي عموماً، والمسرحي منه بصفة خاصة من جهة، وهيمنة وانتشار الفكر الظلامي دون الوقوف على أهمية المسرح ومحوريته من أجل الواقع، ومن ثم غداً أفضل للإنسان العربي، لكن الكلمة في الوقت نفسه دعت المسرحيين الى التمسك بالأمل، عبر الطاقات البشرية التي يزخر بها أبوالفنون العربي.
وشهد اليوم الافتتاحي تكريم فرقة الجبهة الوطنية للتحرير، التي تأسست عام 1958، وكان لها دور وطني في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وجميع أعضائها من مخضرمي المسرح الجزائري.