13 مشاركاً من الإمارات والعالم يحطون رحالهم اليوم في «القرية العالمية»

«رحلة الهجن».. 350 كيلومتراً في البادية

صورة

«ليس هناك ما هو أقدر على جمع وصهر الثقافات أكثر من التراث الأصيل، ولا توجد وسيلة لقراءة الحاضر أفضل من العودة إلى الموروث»، بهذه العبارة وصف قائد قافلة رحلة الهجن الاستكشافية، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، خليفة بن سبعين المعمري، بعد أن قاد 13 رحالة من جنسيات مختلفة، في الرحلة التي جاءت بمثابة جسر ثقافي عالمي ينتظر أن يحط رحاله، غداً، في القرية التراثية بقلب القرية العالمية في دبي.

وقال المعمري لـ«الإمارات اليوم»: «هي المرة الأولى التي أقوم فيها بهذه المهمة، على الرغم من أن «المركز» يقوم بتنظيمها للعام الثالث على التوالي، وعلى الرغم من حالة الطقس غير المستقر، وتقلبه، والعديد من التحديات التي صادفتنا، إلا أن ثمار المهمة العديدة والإيجابية، خصوصاً في ما يتعلق بالجانب المعلوماتي الاستكشافي، يستحق بالفعل ما تم بذله».

وأضاف المعمري، الذي كان يتأهب للوصول إلى دبي، على بعد 100 كم تفصله عن موقع نهاية الرحلة: «كنا نخطط لمسيرة 40 كم يومياً، لكن تعاون جميع أعضاء القافلة، ساعدنا في إنجاز أكبر من المتوقع، ولاتزال أمامنا 100 كم، سنقتسمها على مسير 48 ساعة، حيث نفضل - وفق تعليمات السلامة التي كان يتبعها الأجداد في بيئة البادية المتنقلين في دروب الصحراء بحثاً عن قوت يومهم وموارد الماء - أن نوقف المسير مع غروب الشمس، ونبدأه مع أول أضوائها الصباحية».

• سارت الرحلة وفق تعليمات السلامة، التي كانت يتبعها الأجداد قديماً عند اجتيازهم الصحراء.

وأضاف: «التعاون للعمل بروح الفريق الواحد كان من أهم الدروس المستخلصة من هذه الرحلة، فالجميع تميز بحسن الإنصات واتباع وتطبيق جميع التعليمات والنصائح والإرشادات المهمة، سواء حول البقاء في مسار واحد، أو في التعامل مع المطية أو أداء واجباته، فكل فرد لديه عمل ومهام يقوم بها بشكل يومي».

من الجامعة إلى دروب أهل البادية، جاء الإماراتي، علي حسن أهلي، ليسير على خطى الأجداد، أول مسيرة له من هذا النوع، وهو الشاب العصري الذي تلهمه وتجتذبه شتى وسائل التقنيات الحديثة، ويقول «لم أتوقع يوماً أنني سأركب المطية أو أسافر على ظهر الجمال لهذه المسافات الطويلة في الصحراء، فمنذ صغري كنت أكثر توجهاً نحو عالم التقنيات والإنترنت على الرغم من أنني أحب الصيد بالسلق، وبتشجيع مستمر من والدتي قررت خوض التجربة هذا العام، ومن الساعة الأولى لركوب المطية في مكان التدريب عقدت العزم على إتقان ركوب المطية، وزادت رغبتي في السفر مع القافلة لاستكشاف الصحراء والتخييم في المعسكرات».

التفكير في الانسحاب والعودة مبكراً إلى الديار، فكرة راودت أهلي، الذي يضيف «لا أنكر أن حالة من افتقاد كل ما هو عصري انتابتني في البداية، لكن بعد مضي أيام من الرحلة، بدأت أفكر ملياً في امتلاك ناقة خاصة بي».

وعلى الرغم من أنها عربية اللغة والثقافة، إلا أن المصرية، لبنى الحلواني، أكدت أنها المرة الأولى التي تقدم فيها على تجربة تستدعي أدق تفاصيل الحياة العربية التقليدية عموماً، والإماراتية خصوصاً، مشيرة بصفة خاصة إلى أهمية المعلومات والخبرة العملية التي تحققت عبر تلك الرحلة، وتختلف بشكل تام عما يمكن أن تتحصل عليه نظرياً عبر القراءة، أو المعلومات المروية.

الفرنسية آن لينيه ترى أن الاستغناء عن التكنولوجيا الحديثة في حد ذاتها بمثابة رحلة تعضد ثقة الإنسان بذاته، فما بالنا بالعودة عكس عقارب الساعة، واستلهام مرحلة ماضية من أسلوب حياة أهل هذا المكان، بما في ذلك الارتباط الوثيق بالناقة، مضيفة: «صحراء دبي كما وجدتها آسرة».

وعبر نصيحة الصديق الذي شارك في النسخة الماضية من البطولة، جاء الأميركي، مايك لان، من كاليفورنيا خصيصاً للمشاركة في «رحلة الهجن الاستكشافية»، مضيفاً: «كل شيء في رحلتي من الولايات المتحدة الأميركية يبقى تفاصيل بسيطة في مقابل ما اكتشفته خلال تلك الأيام التي قضيتها في (رحلة الهجن)».

تويتر