إماراتيون يروون حكاية الشغف بالقراءة من البداية

في مديح الكتاب الأول، وكذلك الخطوة الأولى في رحاب «الفردوس الأرضي»، الذي يُسمى مكتبة، وكل ما يتعلق بطقوس القراءة وذكرياتها البعيدة والقريبة، يأتي كتاب «شغف القراءة: عادات قرائية إماراتية» للمبدعة فاطمة المعمري، التي ترافق على الورق شخصيات تتحدث عن تجربتها مع المعرفة، وتعيدها إلى ذكريات مضى عليها الكثير، لتدفعها إلى سرد حكاياها من البداية، وكيف مسّها ذلك الداء الجميل الذي يدعى عشق القراءة. اختارت صاحبة «حب من نوع فاخر»، نماذج إماراتية تقدّر الكتاب وتبجّله، وتراه جزءاً من ماضيها وحاضرها ومستقبلها، تشعر بالدفء والأمان والراحة، وهي برفقة تلك الكائنات الورقية، لا تعتبر الكتب مجرد وجاهة أو حلية، أو غلاف يزينون به صفحاتهم على مواقع التواصل، لكي يقولوا للآخر نحن مثقفون، وطالعنا أخيراً رواية من هنا، أو ديواناً من هناك.. فمعظم من ساقوا شهاداتهم يروون بمحبة قصتهم مع القراءة، ينشدون أن يتشاركوها مع الغير، لعلها تفتح الباب لشغوفين جدد، وتجتذب روّاداً إلى العوالم السحرية عبر القراءة.

إهداء

تهدي فاطمة المعمري كتابها «إلى القائدين اللذين وجهانا نحو أهمية القراءة، ثم ابتكرا لنا شهراً للقراءة، صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى شعب دولة الإمارات أهديهم تجارب أبنائهم في القراءة ليقرأ العالم أن الإمارات أنجبت قرّاء منذ عهد قديم».

240

صفحة يضمها كتاب «شغف القراءة: عادات قرائية إماراتية» الذي صدر حديثاً عن وزارة الثقافة.

يحفل الكتاب الذي صدر حديثاً عن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في نحو 240 صفحة، بكثير من القصص، بطلها الرئيس ونجمها الأوحد هو الكتاب، ودوره في بناء تلك الشخصيات، وأفضاله عليها.. يروي ذلك أصحاب تلك الذكريات بانطلاق، وخفة ظل ومفارقات أحياناً، كما الحال مثلاً لدى الكاتب أحمد أميري، الذي يسرد حكايته عن أول معرض كتاب زاره، وهو في الـ15 من عمره، وكيف أفرغ كل ما في حصالته من نقود. ويستعيد ذكرياته: «يبدو أنني لم أحسب حساب رحلة العودة إلى البيت وأنا احتفل باقتناء الكتب الواحدة تلو الأخرى، وإذا بنقودي لا تكفي لإعادتي إلى البيت، وربما كان لدي نحو درهمين فقط، وتوقف سائق سيارة الأجرة في منتصف الطريق من المعرض إلى البيت، وطلب مني النزول، وقال إن هذه المسافة مساوية للدرهمين، واضطررت إلى إكمال الطريق سيراً على الأقدام وأنا مفلس لكنني غني بالكتب».

كما تستعيد فاطمة المعمري حكاية الكتاب الأول، وكيف اشترت «نوادر جحا» من معرض مدرسي صغير، ورغم الخصم الذي قدم لها من قبل صاحب المكتبة الذي خفض الكتاب من خمسة دراهم إلى ثلاثة فقط، إلا أنه لم يكن في جيبها سوى درهمين، وأعطتها الدرهم الثالث صديقتها مريم.

مقدمة «شغف القراءة» تأتي بقلم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الذي أعرب عن سروره بالكتاب وصاحبته، فاطمة المعمري، الموظفة بالوزارة، مؤكداً أن القراءة هي «المفتاح الحقيقي لكل ما ننشده من فكر وابتكار تثري به حياتنا المعاصرة، ونصل بها إلى كل ما نبتغيه من تقدم وازدهار».

وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك أن «ما يحتويه الكتاب من تجارب قرائية يدل على القدرات المتميزة لدى أبناء وبنات الإمارات، وما يتسمون به من حب كبير للوطن». وتابع: «إن الكتاب بما يعرضه من نماذج ناجحة ومتنوّعة لأبناء وبنات الإمارات في مجال القراءة، إنما يضع أمام شباب الدولة، أفكاراً مهمة، تشجعهم على القراءة وتدعم مبادراتهم في الكتابة والابتكار في كل المجالات.. القراءة بالنسبة لنا جميعاً المدخل الحقيقي إلى تنمية المعرفة، والارتقاء الدائم والمتواصل بثقافتنا الوطنية، ومواكبتنا لكل مستجدات العصر وعلى نحو فاعل».

أما عن الشخصيات التي يلخص الكتاب مسيرتها مع القراءة، وأثر القراءة في حياتها فهي: إيراهيم الهاشمي، أحمد أميري، إيمان اليوسف، أيوب يوسف، باسمة يونس، بثينة شريف، حبيب غلوم، حصة سيف، حمدة الحمادي، حميد بن صروخ الدرعي، حنيفة بن كرم، خالد الظنحاني، زهرا موسى، سالم أبوجمهور، سلمى الحفيتي، شمسة حمد، شيخة الجابري، شيخة المطيري، شيماء المرزوقي، صالحة غابش، عائشة البوسميط، عارف الشيخ، الشيخ عبدالعزيز النعيمي، عبدالله السبب، عبدالله الهدية، عبير الحوسني، علي عبيد الهاملي، عمر الحمادي، فاطمة بوهارون، فهد المعمري، كلثم عبدالله، لطيفة الحمادي، لميس يوسف، لولوة المنصوري، محمد شعيب الحمادي، مرعي الحليان، مريم النقبي، مريم الزعابي، مروان البلوشي، ناصر نصيب الياسي، ناصر البكر الزعابي، نجاة الظاهري، نجيب عبدالله الشامسي، نورة بن عمير، هالة كاظم، هند سيف البار، الهنوف محمد، وهيبة راشد اليهمة، آمنة باروت، وتختتم المؤلفة فاطمة علي المعمري الكتاب بشهادتها الخاصة، وتجربتها التي تأتي تحت عنوان: «ختامها شغف».

تنشد صاحبة الكتاب الإسهام في دفع الحراك القرائي، ووضع نماذج محفّزة أمام الأعين، تحثّ على محبة القراءة والتعلق بها، وفي الآن ذاته تؤكد كل تلك الشخصيات التي تصل إلى نحو 50 أن البيئة الإماراتية حافلة بعشاق الكلمة، ومريدي الحرف، وما هؤلاء الذين استوعبتهم صفحات كتاب المعمري سوى بعض من كل يختصر صور آخرين، قد يكونون مبدعين بفضل القراءة، وربما يكتفون منها بما تمنحهم من زاد ثري ومعارف وارتحال بين عوالم فسيحة.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الأكثر مشاركة