«مزيد من الكلام».. 45 دقيقة «غربة» على خشبة المسرح الوطني

تصوير: عبدالله حسن

بالتعاون مع مسرح أبوظبي عرض اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على خشبة المسرح الوطني بمقره في العاصمة أبوظبي، أول من أمس، مسرحية «مزيد من الكلام»، تأليف وإخراج صالح كرامة العامري، والتي ستستمر في تقديم عروضها حتى يوم غد الجمعة، وهي من بطولة مجموعة من ممثلي المسرح مثل أسامة الحبيب، عبدالمؤمن تغرار، عزيز عوض، اقبال شاكر، وغيرهم.

واستطاع الأداء القوي للممثلين أن يتوافق مع قوة النص الذي اعتمد على نقل حالة أشبه بالفانتازيا تحاكي معنى الغربة، وتربطها بعلاقة بين البر والبحر وحيوانات، تم نقل كل المشاعر فيها على خشبة مسرح متواضعة، ارتأى من يؤدي دوره فيها أن يوسعها من خلال النزول عنها في كثير من المشاهد لتمتد الى ساحة القاعة.

وبين دق طبول، ولغة شعرية خالصة، يتحول فيها الممثلون في أدوارهم بين بشر تارة وبين حيوانات تارة، لتبدأ المسرحية بالكشف عن الشخصيات أو الحكايات الأساسية التي ترتكز عليها، فهناك فياض، سندس، أبووفل، ولكل واحد منهم قصته مع معانٍ كثيرة في الحياة، الخوف، الحرية، الفقدان، الغربة، كلها تتجمع في حوارية بلغة عميقة، تلمس قلبك فوراً من شدة الشاعرية فيها، والتي من الممكن أن تهز وجعاً تعيشه بشكل شخصي.

وأصر العامري على أن يقدم المسرحية بنفسه كعادته، معتذراً عن التأخير الذي لم يتجاوز الدقائق الخمس، ومع ذلك استطاع هذا الشغوف بالمسرح أن يشوق الحضور المتواضع، بأن ثمة فكرة سيعيشون تفاصيلها مع كل شخصية في المسرحية، وسيكون متفاعلاً بإحساسهم وبأصواتهم الجهورية، وتعابيرهم الحاضرة القريبة من مقعدك الذي تجلس عليه.

وفي مدة 45 دقيقة، ستتعرف إلى فياض الذي يحبس مجموعة من الحيوانات المفترسة، خوفاً على أهل المدينة منها، لكن ومع وجد شخصية سندس، ستدرك أن الخوف له علاقة بالتسلط، والأنانية، وعدم تقبل الآخر، فيحتد الصراع بينهما، حتى يغادر سندس فياض ويتركه وحيداً بين تلك الحيوانات التي تجوع كل يوم أكثر من قبله، فيقرر أن يتحول فياض الى قربان لهم.

تويتر