أعمال شموط وفائق حسن الأغلى سعراً في المزاد

ماسة الكتبي: 161 عملاً في الدورة الأضخم من «كريستيز»

صورة

يقدم «مزاد كريستيز» في الدورة الجديدة 161 عملاً فنياً من الشرق الأوسط وإيران وتركيا، تضم مجموعة بارزة من الفن العراقي والمصري، بينما تعدّ لوحة «مسيرة شعب» للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط، التي تعود لعام 1980 من أغلى اللوحات سعراً، إذ سيبدأ المزاد عليها بثلاثة ملايين درهم. وتتميز الدورة الجديدة بمجموعة من الأعمال الشهيرة والنادرة، التي استغرق الحصول عليها مناقشات دام بعضها سنوات.

أخصائية الفنون رئيسة الدورة الحالية في «مزاد كريستيز»، ماسة الكتبي، أكدت أن «هذه الدورة من المزاد، الذي سيقام السبت المقبل، في (أبراج الامارات)، تعد من الدورات الأكبر، إذ تضم ما يقارب 161 عملاً، تنقسم بين الحديث والمعاصر لأهم الفنانين من العالم العربي، إلى جانب مجموعة من أبرز الفنانين من العراق، ومنهم شاكر حسن السعيد، وفائق حسن، وتتميز لوحاتهما بكونها من اللوحات النادرة التي يصعب إيجادها في السوق»، ولفتت إلى أن «المزاد يضم أعمالاً لأسماء لم يقدمها المزاد سابقاً، من بينها صادق الفراجي»، منوّهة بأن «وضع اللوحات في (الكاتلوغ)، أتى تبعاً لثيمة اللوحات، وليس البلدان أو التاريخ الفني».

وأضافت الكتبي أن «اللوحة الأغلى هي لوحة الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط، وقد حصل عليها المزاد نتيجة حديث استمر لفترة طويلة جداً، وهذا ما يشكل إضافة للمزاد لجهة العلاقة التي يبنيها مع المقتنين»، مشيرة الى أنهم «بعد عمل جاد في السوق في الشرق الأوسط، بات لديهم علاقة كبيرة مع المقتنين، وكذلك هناك أسماء فنية كبرت مع المزاد، وباتت دبي تشهد تركيزاً كبيراً على الثقافة بشكل عام»، مشددة على أن «(كريستيز) يركز على الأعمال النادرة التي يصعب الحصول عليها، لأنه من الصعب إقناع الناس الاستغناء عن لوحاتهم، فالمهمة الأساسية تكمن في إقناعهم بأنه الوقت المثالي لبيع اللوحات».

وشددت الكتبي على أن «عدد لوحات الفن العراقي وصل إلى 35 عملاً، وتعدّ لوحة فائق حسن من أغلى اللوحات العراقية، ويعرض فيها قصة صلاح الدين في حطين، وتعود لعام 1968، إذ رسمها بعد حرب 67 مباشرة، وتعرض الكثير من القضايا المرتبطة بتاريخ العراق والشرق الأوسط بشكل عام». ونوّهت بأن «حسن قدم أكثر من أسلوب في تاريخه الفني، ولكن خلال تلك الفترة التي تعود لها اللوحة، أسس مجموعة الزاوية التي لم تستمر لفترة طويلة، ومن هنا تستمد اللوحة أهمية إضافية، فضلاً عن حجمها الكبير، كما أن اللوحة تستمد قيمة إضافية من خلال الملامح التاريخية التي تحملها، التي تعبّر عن مسيرة شعب، وهي من أقوى اللوحات التي أتت من الشرق الأوسط، كما أنها أكبر وأغلى اللوحات العراقية، وسيبدأ المزاد عليها من 800 ألف درهم». مضيفة أنه «من بين الأسماء التي يقدمها المزاد في هذه الدورة مجموعة من الفنانين السعوديين، منهم أحمد ماطر، وعبدالناصر غارم». ولفتت الكتبي إلى «وجود حديث حول إمكانية وجود مشاركة سورية في البينالي، لكن الأمر مازال غير أكيد إلى اليوم، وإن ثبتت المشاركة ستكون من خلال فنانين نعرض لهم في المزاد أيضاً، وهم: صفوان داحول، وثائر هلال، وهذا الأمر يعنينا لأنه يسهم في إبراز التاريخ الفني العربي إلى العالم».

وأشارت الكتبي إلى وجود مجموعة من الفنانين الجدد الذين تقدم أعمالهم للمرة الأولى، منها لوحات للفنانة بيبي الزغبي، وكذلك سامية حلبي، إذ بدأت أعمال الفنانين في بلدان الاغتراب تثير شهية المقتنين، موضحة أن «هناك انتشاراً كبيراً للفن في الشرق الأوسط، مع وجود الكثير من المقتنين الأجانب».

وفيما إذا كانت الدورة الجديدة موسعة أكثر من سابقاتها، نظراً لتزامنها مع موسم الفن، بينت الكتبي أن «الأمر ليس متعمداً كي تكون الدورة أكبر، كونها تتزامن مع موسم الفن، ولكنه يعود إلى فرصة إيجاد الأعمال الأفضل، لأن الحصول عليها غالباً ما يكون فرصة يصعب تكرارها، ولهذا لا يمكننا ترك أي عمل قيم بعد الحصول عليه». وشددت على أن «الفورة في سوق الفن، قد بدأت منذ سنوات لا تزيد على 10، وهذا بشكل عام يعدّ وقتاً قصيراً، فما تم تحقيقه في دبي يعدّ خيالياً إذا ما تمت مقارنته بالعودة إلى تاريخ الفن».

 

غياب إماراتي

أكّدت أخصائية الفن ورئيسة الدورة الحالية من «مزاد كريستيز»، ماسة الكتبي، أن «المقتنين الذين يعملون معهم يهتمون كثيراً بالفن المعاصر، ولكن هناك من يهتم بالفن الحديث بلا شك، ولكن كون الأخير هو الذي يصعب الحصول عليه من السوق، يتوجه المقتنون إلى الفن المعاصر، وهذا جيد لأنه يضمن دوران العجلة الفنية، وتشجيع الفن المعاصر». أما عن غياب الفنانين الإماراتيين عن المزاد، فلفتت الكتبي، إلى الرغبة في تقديم أعمال للفنان الإماراتي الراحل حسن شريف في المزاد. وعزت غياب الفنانين الإماراتيين إلى صعوبة التحدي الأساسي مع المقتنين الذين يرفضون التخلي عن أعمالهم، لأن التواصل لا يكون مع الفنان مباشرة، فالمزاد هو السوق الثانية، وهنا يكمن دور الصالات في دفع الفنان الإماراتي، من خلال تقديم أعماله لنا.

تويتر