استعرضت في «الشارقة القرائي» مسيرتها.. وتحولها لأعمال الأطفال
حنان ترك:ملتزمة برسالة أخـلاقية
قالت النجمة حنان ترك إن سبب توجهها لأعمال الطفل جاء نتيجة قناعات شخصية لها علاقة بالأدوار التي كانت تقدمها في السينما والتلفزيون، مشيرة إلى أنها وجدت نفسها ملتزمة برسالة أخلاقية، عليها أن تقدمها للأطفال بصورة تليق بعقولهم ومستقبلهم.
وأكدت الفنانة المصرية، خلال ندوة استضافها مهرجان الشارقة القرائي للطفل في إكسبو الشارقة، الليلة قبل الماضية، أن المحتوى الإعلامي المخصص للطفل في العالم العربي يعاني غياب الرقابة، ويفتقد المعايير الناظمة، مشيرة إلى خطورة ذلك على مستقبل الأجيال الجديدة في ظل ما يقدم لهم من مواد تشجع على العنف.
وشددت ترك خلال الندوة، التي أدارتها الإعلامية دينا قنديل، وشهدت حضوراً كبيراً من كل الأعمار، على ضرورة تكاتف جهود المؤسسات مع الفنانين، للنهوض بواقع إعلام الطفل، والعمل على تصحيح مساره، مشيرة إلى التجارب الفنية التي اجتهدت وفشلت بعد أن فقدت فرصها في الدعم والرعاية.
تجربة الشارقة
«بياض الثلج» بإطلالة جديدة قدمت فرقة «إس فور كي إنترناشيونال» من المملكة المتحدة، على خشبة مسرح مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تستمر فعالياته حتى 29 الجاري، مسرحية «سنو وايت والأقزام السبعة» (بيضاء الثلج)، التي تروي واحدة من أبرز القصص العالمية، وتحث على نبذ الغرور، وخطورة التحدث إلى الغرباء، وفهم قيمة الصداقة الحقيقية وأهميته. وتدور أحداث المسرحية، حول أميرة جميلة تهرب إلى الغابة بسبب زوجة أبيها القاسية، التي تسعى إلى التخلص منها كي تصير الأجمل في البلاد كلها، لتتصاعد أحداث القصة عندما تلتقي بياض الثلج بالأقزام الذين يساعدونها على الاختباء من ظلم زوجة أبيها، لتتماشى الأحداث وتلتقي بأمير أحلامها. وقدمت الفرقة المسرحية بشكل جديد يتواءم مع روح العصر، أخرجها من إطارها الكلاسيكي، إذ رافق العرض فرقة قدمت معزوفات المسرحية، بألحان تجمع بين الموسيقى الكلاسيكية، والحديثة المعاصرة، ليمزج العرض بين الغناء والعزف والتمثيل. وشهدت المسرحية إقبالاً كبيراً من جمهور المهرجان، الذي تفاعل مع أجواء أبطال القصة وأحداثها، وتعالت التصفيقات والضحكات تعبيراً عن انتصار الخير في نهاية القصة. |
توقفت عند تجربة الشارقة في العناية بالأطفال، والاهتمام بتطوير مهاراتهم ومعارفهم. وقالت: «تجولت في مجمل بلدان العالم العربي، وكنت ضيفة على الكثير من مهرجاناتها، وملتقياتها، إلا أنني لم أجد عناية واهتماماً بالطفل مثلما وجدته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، إذ ترافق أجنحة دور النشر، المتخصصة بأدب الطفل، فعاليات وورش حية تقدم للأطفال واليافعين مهارات ومعارف، تضيف إليهم خبرات، وتكشف لهم عن مواهبهم، الأمر الذي يستدعي القول إن الشارقة نموذج لم أجد له مثيلاً في العناية بالأطفال وثقافتهم، وينبغي أن يحذو حذوه سائر البلدان العربية». وأضافت بطلة مسلسل «سارة»: «سأحرص في الدورات المقبلة للمهرجان، أو خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، على تقديم ورشة للأطفال في صناعة الرسوم المتحركة، أعلمهم فيها، خلال ساعة، كيف يصنعون فيلماً قصيراً من دقيقة واحدة، إذ يعد ما يوفره المهرجان فرصة ثمينة لكل المقيمين والزائرين للشارقة، لإغناء تجارب أطفالهم وتعزيز مهاراتهم».
عن المحتوى المستورد
حول المحتوى الإعلامي والفني المستورد للأطفال، بيّنت حنان ترك أنها خلال مسيرتها الفنية عملت على «دوبلاج» واحد من أفلام كرتون الأطفال الأميركية، وكانت متحمسة جداً، إلا أنها صدمت بعد تسجيل عدد من الحلقات، إذ وجدت سلوكيات، وأخلاقيات لا تنتمي للثقافة العربية والإسلامية بصلة، لذلك لم تواصل العمل في جزأيه الثاني والثالث. واستعرضت محطات من مسيرتها الفنية، وتجربة تحولها من السينما إلى الرسوم المتحركة للأطفال، بقولها: «تعد تجربتي في مسلسل سارة هي المحطة التي دخلت منها إلى تجربة العمل في المحتوى الفني المخصص للطفل، إذ جاءت فكرة (نونة) (شخصيتها الكرتونية) من شخصية سارة نفسها، حتى إن الفنانة التي نفذت (نونة) استندت إلى ملامح (سارة) وشخصيتها». وفي ردها على سؤال: كيف استفادت من عملها مع نجوم السينما، مثل يوسف شاهين ونور الشريف ويحيى الفخراني، أجابت: «شكّل عملي مع قامات كبيرة في السينما والتلفزيون مدرسة فنية تتلمذت فيها على أيديهم، وتعلمت منهم الكثير، خصوصاً أنني لم أدرس التمثيل أو الإخراج أكاديمياً، فكنت استعين بهم مع كل دور أقوم به لأخرج من قالب الشخصية والعودة إلى شخصيتي الحقيقية».
تعاون
وقّعت هيئة الشارقة للكتاب، أخيراً، مذكرة تفاهم مع مكتبة صربيا الوطنية، على هامش مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في مركز إكسبو الشارقة.
وتُعد المذكرة ثمرة للعديد من الاجتماعات والنقاشات بين مسؤولي الهيئة والمكتب، على مدى الأعوام الماضية، من أجل التعاون بين الجانبين، ما قاد إلى توقيع المذكرة التي تنص على التزام كل طرف بتسليط الضوء على أعمال الطرف الآخر في جميع المنشورات، ومعارض الكتب، والمهرجانات، والعروض، والمؤتمرات، والندوات، والعروض الترويجية، التي ينظمها كل منهما.
وسيتم تفعيل المذكرة اعتباراً من الدورة المقبلة من معرض بلغراد للكتاب ومعرض الشارقة للكتاب، إذ سيشهد المعرضان تنظيم فعاليات مشتركة بين الجانبين، تنفيذاً لبنود المذكرة، وتأكيداً على عمق روابط الصداقة والعلاقات الثقافية المتميزة، بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية صربيا.
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد العامري: «نسعى باستمرار إلى مد جسور التواصل الحضاري والمعرفي بين مختلف دول العالم. ويُسعدنا تعزيز العلاقات الثقافية مع صربيا، الجمهورية العريقة ذات التراث الأدبي الغني».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news