الحجاري: أصنع الجمال.. وأداوي الألم بالفرشاة
قال الفنان التشكيلي العماني، سلمان الحجاري، إنه يسعى عبر أعماله التشكيلية إلى محاولات لصنع الجمال، ومداواة الألم، عبر الفرشاة، مضيفاً: «أخوض غوايات الرسم، وهاجسي معرفة أي طريق سيقودني إلى هوسه».
وأضاف الحجاري لـ«الإمارات اليوم»: «الفن صناعة جمال تعتمل في المجتمع بأسره، لكن ما يميز الفنان عن سواه في مختلف الفنون، أنه هو سفير الجمال للإنسانية».
أعمال الحجاري متأثرة بمفردات البيئة الشعبية العُمانية، وبعض جماليات وتقنيات فن الخط العربي |
جاء ذلك خلال افتتاح عبدالحميد أحمد، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، معرضه التشكيلي «ضفاف حلم»، أول من أمس، في مقر المؤسسة بشارع الرقة بدبي.
وفاجأ الحجاري المتلقين باختياره أسماء أدبية لكل الأعمال، تهيمن عليها ثيمة «المكان»، منها: «تجلي، صلوات، من ذاكرة القرية، كشف الأسرار، حديث الأرض، لا حوار، أطياف ذكرى»، وغيرها، بل إن بعض العناوين جاءت مرقمة، للدلالة على أنها ذات جزأين. الحجاري الذي جاءت معظم أعماله عبر الأكريليك والكانفاس، والأحبار، وبمقاسات متنوعة، ومتأثرة بشكل واضح بمفردات البيئة الشعبية العمانية، وبعض جماليات وتقنيات فن الخط العربي، عبر توظيف هندسي للحرف، أضاف أن «هذه العناوين بالفعل قد تكون مستلهمة من خلفيتي الشعرية، لكنها جميعاً تعبر عن الحالة النفسية التي سيطرت عليّ أثناء إنجاز اللوحة».
وتابع: «بعض الحالات تمثل استدعاء من المخيلة، كما في لوحة (صلوات)، التي أستدعي فيها حلم أمي البسيط بزيارة الأراضي المقدسة، وهكذا جميع الأعمال تؤدي إلى التشبث بحلم ما، في حين يشير عنوان المعرض إلى أن هناك حالة تمكن آمنة في رحاب الحلم».
وأضاف التشكيلي العماني أن معرضه بمثابة سعي لإعادة تعريف «المكان» بكل تجلياته، وتقديم رؤية بصرية جديدة ذات صياغات معاصرة قادرة على تقديم تفسيرات فلسفية وجمالية، تحركها فكرة فلسفية مجردة، مفادها دور الفن في صناعة الجمال ومداراة القبح. وكشف الحجاري أن «على ضفاف حلم» هو بمثابة المعرض الثالث له، مضيفاً «جاء معرضي الأول من دون عنوان، على اعتبار أنه المعرض الشخصي الأول لي، واخترت (على مشارف حلم) عنواناً لمعرضي الثاني». وحول إصراره على استحضار ثيمة «الحلم» في أعماله، أضاف: «الحلم مشروع محوري لدى الإنسان، وعبره تتفجر كل قدراته وإمكاناته، لكن ثمة حقائق جوهرية وفلسفية يجب أن نكون على وعي بها، ومنها أن الوصول إلى الحلم ليس هو أجمل الأشياء دائماً، بل ربما الطريق إلى الحلم بكل ما فيه من تفاصيل، وربما معاناة، تبقى هي منبع التصالح مع الذات، وهو ما أسعى لأعكسه في أعمالي». فكرة الإلحاح على ذات الثيمة أيضاً تبقى مرتبطة لدى الحجاري بسعيه إلى ترسيخ أسلوبه وبصمته الفنية، مضيفاً «أؤمن بأن الأسلوبية هي أهم ما يميز العمل الفني، فحينما أتذوق لوحة، وأعرف أنها لنجاة مكي أو لعبدالقادر الريس، دون أن أطالع التوقيع، فهنا يكون الفنان قد نجح في إبداع أعمال هي بمثابة البصمة الخاصة، التي لا يمكن أن تنطبق سماتها على سواه».
«على ضفاف حلم».. تجربة عمانية تحتفي بخصوصية المكان.
عبدالحميد أحمد وسلمان الحجاري خلال افتتاح «على ضفاف حلم»