الفائزون بـ «جائزة الشيخ زايد» على منصة معرض أبوظبي للكتاب

قال المؤرخ والمفكر المغربي، الدكتور عبدالله العروي، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فئة «شخصية العام الثقافية»، إن العرب في حاجة إلى الالتفات إلى التاريخ الواقعي واستخلاص العبر منه، وأن يكون لديهم منطق للاختيار بين المدارس الفكرية المختلفة للاستفادة منها، منتقداً اعتماد العرب على الفكر الانتقائي الذي يأخذ من كل فلسفة أو منهج فكري، ما يعتقد أنه أحسن، ويقوم بالتوفيق بين هذا وذاك، ما أوقع الدول العربية تحت طائلة الاستعمار.

وأضاف العروي: «لا نستطيع إنكار أن التاريخ الحديث يقول إن الاقتصاد هو الأساس، وهي فكرة لا نجدها في التاريخ القديم، لأن مفهوم الاقتصاد لم يكن موجوداً قبل نهاية القرن الـ18»، مشدداً على أنه لا مكان للانتقاء «فالتاريخ، كما حصل، به منطق يلزمنا جميعاً وعلى أساسه علينا فهم الماضي والتخطيط للمستقبل».

جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب، مساء أول من أمس، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، للفائزين بالجائزة في دورتها الـ11، ومن المقرر أن تحتفي الجائزة اليوم بالفائزين.

من جهته، تحدث الدكتور زياد بوعقل، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فئة «الترجمة» عن كتاب «الضروري في أصول الفقه لابن رشد» الذي نقله للغة الفرنسية، خلال الأمسية عن علاقته بالفيلسوف ابن رشد؛ واصفاً إياه بأهم الفلاسفة في العالم العربي والعالم أجمع، نظراً إلى أنه أكثر فيلسوف ترجم للغة اللاتينية، وبذلك كان بمثابة البوابة التي دخلت منها الحضارة العربية إلى أوروبا.

وأوضح أن المشكلة الأبرز التي واجهته في ترجمة الكتاب تمثلت في ترجمة المصطلحات الفقهية؛ فهي مهمة ومعقدة، ما يخلق صعوبة في ترجمتها، بينما المصطلحات الفلسفية عابرة للثقافات.

وذكر بوعقل أن الترجمة مرفقة بدراسة طويلة لشرح وتفسير كل مصطلح من المصطلحات التي يتضمنها الكتاب.

من ناحيته، قال الباحث الألماني، ديفيد فيرمر، الفائز بالجائزة في فئة «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» عن كتابه «من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر»، إن اختياره للكتابة عن الفيلسوف ابن باجة جاء لأن الأخير ظل قابعاً في ظل ابن رشد، الذي قدم شروحات كثيرة وحاز شهرة كبيرة، رغم أن أفكار ابن باجة في غاية الأهمية، وأخذ ابن رشد منها، مشيراً إلى أن كتابات الفيلسوف الأندلسي تتسم بالصعوبة، وتتطلب أن يتحلى القارئ بمعرفة حقيقية، وأن يغطي الفجوات في ثقافته قبل أن يبدأ فيها.

من جانبه؛ تحدث مدير دار «كلمات»، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فئة النشر والتقنيات الثقافية، تامر سعيد، عن الدار التي تعد الأولى في الإمارات المختصة بنشر وتوزيع كتب قيّمة للأطفال باللغة العربية، وإنتاجها وفق المعايير العالمية، لافتاً إلى أنها الآن تضم خمس شركات نشر منفصلة، بالإضافة إلى ثلاث شراكات دولية لتوصيل الأدب العربي إلى العالم.

وأشار سعيد إلى أن الدار تركز على تقديم المختلف، والابتعاد عن الكتابة والصورة النمطية وتقديم محتوى يتناسب مع تحديات العصر، موضحاً أن كل دار نشر ضمن المجموعة بها محرر يتولى اختيار الأعمال التي يتم نشرها اعتماداً على معايير من أبرزها جودة الكتاب، وتقديم الجديد والابتعاد عما هو تقليدي، وأضاف أن «كلمات» في خططها المستقبلية تتجه نحو المزيد من الشراكات الدولية، وأنها حالياً في طور التشاور مع شركاء جدد لتصدير الكتب إلى آسيا وأوروبا.

أما الكاتب اللبناني، عباس بيضون، الفائز بالجائزة في فئة «الآداب» عن روايته «خريف البراءة»، فأوضح أن روايته تتحدث عن ثقافة الترويع التي لا تعد وليدة اللحظة، لكن لها مسارها وامتدادها، مشيراً إلى أن «هذه الثقافة، في أزمتنا الحالية وانحطاطنا التاريخي والحضاري الحالي، تخرج من تحت الأرض من تاريخنا وتراثنا وتربيتنا».

وعن كتابته للرواية والشعر، قال: «هو ليس انتقالاً من الشعر للرواية أو العكس؛ فقد وجدت نفسي دائماً بين النثر والشعر، منذ اللحظة الأولى التي مارست فيها الصحافة، فكنت أقترب من اللغة الدارجة والنثر، وأتعلمهما وأتمرن عليهما، وكانا دائماً جزءاً من عملي، كما أنني شاعر قصيدة نثر».

وذكر أن للنثر مجاله وللشعر مجاله؛ معرّفاً الرواية بأنها قبض على لحظة راهنة.

في حين أشار المفكر السوري، محمد شحرور، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فئة «التنمية وبناء الدولة» عن كتابه «الإسلام والإنسان - من نتائج القراءة المعاصرة»، إلى أن الثقافة الإسلامية مبنية على الأحادية «فنحن عزلنا أنفسنا عن بقية العالم بإرادتنا، واعتبرنا أننا الفرقة الناجية»، مضيفاً أن هناك اختلافاً بين الإسلام في المصحف والتراث، كما حذر من أن المجتمعات الأحادية تحمل بذور هلاكها، والمجتمعات التعددية هي التي يكتب لها الحياة، وعلى المجتمعات أن تبحث عن آليه لتطورها.

بينما قال الفائز بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية، الباحث العراقي سعيد الغانمي، إن كتابه الفائز بالجائزة «فاعلية الخيال الأدبي»، من الصعب إيجاز فكرته، موضحاً أنه يتناول نظرية الأطوار الثلاثة في اللغة، فيتمثل الطور الأول في الطور السحري أو الأسطوري، إذ تسبق اللغة الفكر وتقرره، والطور الثاني هو طور العقل أو المنطق الذي نشأ مع الحضارة اليونانية، بينما يعتمد الطور الثالث على اللغة الوصفية التي جاءت مع العلم في القرن الـ17.

كما تطرق في الكتاب إلى نشأة الملحمة باعتبارها أداة لصناعة البطل الأسطوري مطبقاً ذلك على ملحمة «جلجامش».

ورغم مرضها؛ حرصت الكاتبة الكويتية، لطيفة بُطي، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فئة أدب الطفل والناشئة، على المشاركة في الأمسية، واستعرضت كتاب «بلا قبعة» الذي حصلت به على الجائزة، مشيرة إلى أنها بدأت الكتابة للأطفال بسرد الحكايات الشعبية الكويتية، وإعادة تقديم شخصيات خرافية ليس لها وجود.

الأكثر مشاركة