جاسم عبيد: «دبدوبي» علامة فارقة
بصوته الرخيم، وتأنيه الملحوظ، عاد الفنان الإماراتي، جاسم عبيد ــ من خلال محاضرة بعنوان «سير وعبر»، وهو عنوان إصداره الأول، الذي رعاه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في العاصمة أبوظبي، أول من أمس ــ إلى زمن الطيبين، حسب مدير الحوار الإعلامي عبدالرحمن نقي. أهدى جاسم عبيد كتابه الأول «سير وعبر» إلى أطفال الإمارات في كل زمان ومكان، وإلى المعنيين بمستقبل هذه الدولة الفتية، وتخللت الكتاب قصص كثيرة، ومحطات عايشها عبيد من تجربة الغوص مع والده الراحل، وابتكاره شخصية الدبدوب، ورحلته الإعلامية والفنية، إضافة إلى أرشيف من الصور التي تؤرخ رحلته.
تحدث عبيد عن تجربته مع الشخصية الكرتونية المتحركة الأولى، التي أطلق عليها اسم «دبدوب»، وولدت عام 1975، وكانت رفيق جيل كامل من مواليد السبعينات والثمانينات، ويصر وهو الذي دخل معترك الإعلام والتلفزيون في أكثر من مجال، كممثل ومخرج ومعد، أن شخصية الدبدوب، التي صار عمرها 42 عاماً، مازالت تؤثر في المجتمع الإماراتي، ومازالت حاضرة، رغم سيطرة التطبيقات الإلكترونية على حياة الأطفال.
عبيد الذي يتحدث بعاطفة كبيرة عن دبدوبه الخاص، الذي صار سمة مرافقة له، وكيف حاول أن يحوّل النظرات الاستهزائية إلى تحد في داخله، ليمضي قدماً، يثبت أن هذا الدبدوب ليس عابراً، بل مؤثر، استطاع خلال عشرات السنوات من عمره أن ينقل ذلك الدبدوب معه أينما حل وارتحل. وقال عبيد: «بدأت علاقتي مع الدبدوب وارتدائه في تلفزيون أبوظبي مع الشخصية الشهيرة بابا ياسين، وأصبحت الشخصية علامة فارقة في المجتمع الإماراتي والخليجي بشكل عام، حيث كانت (الرمسة) الإماراتية أساسية، وحاضرة في نشاطاتهم جميعها»، موضحاً «من خلال شاشة تلفزيون أبوظبي انطلقت، وانطلق معي الدبدوب ليجوب حياة الأطفال في مدارسهم ومناسباتهم والمناسبات الوطنية في الدولة»، وبعد ذلك انتقل عبيد للعمل في القيادة العامة في شرطة أبوظبي، وأصبح الدبدوب عنصراً من عناصر الشرطة، يذهب لتقديم نصائحه في المرور، وتجنب الخطر، وتفادي الأشرار، وغيرها من الموضوعات المجتمعية.
عبيد الممثل والمقدم والمعد والمخرج والمحاضر، ظل مخلصاً لشخصية «دبدوب» التي يعشقها الأطفال، ويتبعونها أينما سارت، ويقول: «هو جزء من كياني، وإصراري على عدم تطويره وتطوير شكله ما هو إلا تمسك بزمن أريد أن يظل حاضراً»، وإذا كان عدم تطوير الشخصية أو حتى تحويلها إلى تطبيق إلكتروني يؤثر في استمرارها، قال عبيد: «لا شك أنني أفكر جدياً في دمج دبدوب مع الثورة الإلكترونية، لكن الأهم ألا يكون الهدف ربحياً بقدر ما يكون توعوياً»، مشيراً إلى أن هذه الشخصية التي رافقته كانت فاتحة خير عليه في كثير من المجالات «فقد تم اختياري في الجزء الثالث من برنامج (افتح يا سمسم)، الذي كان مكتسحاً الوطن العربي لأكون مخرجاً فيه».
مؤكداً أن تلك التجربة كانت من المحطات المهمة في حياته.