«معرض الفنون الإسلامية».. أسلحة نادرة ومقتنيات من التاريخ
في ممر طوله 80 متراً تقريباً، وُزعت بعناية مجموعة كبيرة من المقتنيات الإسلامية النادرة والقيمة، التي ضمها «معرض الفنون والمقتنيات الإسلامية»، الذي يقام في الخيمة الرمضانية في فندق قصر الإمارات، بالتعاون مع «الاتحاد غاليري».
التعرف إلى التاريخ يهدف «معرض الفنون والمقتنيات الإسلامية» إلى تشجيع الجمهور من مختلف الأعمار على التعرف إلى التاريخ الإسلامي وتذوق فنونه، من خلال عرض هذه المقتنيات النادرة في الفندق ومن دون حواجز، حيث يمكن لزوّار الخيمة مشاهدة القطع المعروضة عن قرب، والتعرف إلى تاريخ كل قطعة، من خلال المعلومات المرفقة بها، بما يعزّز الانتماء للحضارة الإسلامية والهوية العربية. وتم اختيار الخيمة الرمضانية في فندق قصر الإمارات، ليشاهد المعرض أكبر عدد من الجمهور من مختلف الجنسيات، حيث يتاح للجمهور تذوق الفنون الإسلامية المتميزة، إضافة إلى مشاهدة منظر غروب الشمس في إطلالة بحرية على مرسى اليخوت في «قصر الإمارات». • «السيف المأثور» هو أول سيف امتلكه الرسول، ويعرف أيضاً باسم «مأثور الفجر». • من القطع النادرة باب الكسوة الشريفة المصنوعة من المخمل المزيّن بالفضة. • يضم المعرض محفظة قرآن مصنوعة من الخشب المزيّن بزخارف نباتية تعود للقرن الـ14. • في المعرض عدد من الأسلحة التي كانت تستخدم في بلدان إسلامية بعصور مختلفة. • المعرض يضم نموذجاً لجامع الشيخ زايد بأبوظبي مصنوعاً من الكهرمان. |
يضم المعرض العديد من المقطع المميزة، وبعضها يُعرض لأول مرة، وتتنوّع المعروضات بين اللوحات الفنية ولوحات الخط العربي، وتحف قديمة، إلى جانب عدد كبير من الأسلحة التي كانت تستخدم في بلدان إسلامية مختلفة في عصور مختلفة.
أسلحة قيمة
من أهم القطع التي يضمها «معرض الفنون والمقتنيات الإسلامية»، وهي معروضة للانتقاء أيضاً، نسخة فريدة طبق الأصل عن سيف الرسول عليه الصلاة والسلام، المسمى «السيف المأثور»، وهو أول سيف امتلكه الرسول، ويُعرف السيف أيضاً باسم «مأثور الفجر»، وورث الرسول هذا السيف عن أبيه في مكة قبل أن يبعث بالنّبوة. وهو مصنوع من المعدن الصلب ومغطى بالذهب والأحجار الكريمة، بما يعادل 208 قطعة من الياقوت، و274 قطعة من الزمرد، ومكسي بنقوش ذهبية وأحافير من نمط نبتة السرو، كما كتب على نصله: عبدالله بن عبدالمطلب، في حين زُيّنت الجهة الخلفية من السيف برسومات نبتة السرو باللون الأسود، ويبلغ طول «السيف المأثور» ما يقارب 99 سم، ويبلغ طول النصل 81 سم، أما المقبض فطوله 14 سم تقريباً، والعرض عنده 4 سم، وعند الناصية 3.5 سم. وهذه النسخة هي الوحيدة عن النسخة الأصلية الموجودة في متحف طوب قابي سراي في تركيا.
كما يضم المعرض عدداً كبيراً من الأسلحة التي تتنوّع بين السيوف والخناجر بأشكال وتصميمات مختلفة، منها خنجر من تركيا وبلاد الشام، يعود إلى القرن الـ13 الهجري في فترة العهد العثماني، وهو مصنوع من الفولاذ، ومنحني النصل ذو حدين، وتوجد على النص بقايا من كتابات شعرية مذهبة، أما القبضة والغمد فهما من الفولاذ المطعم بالمينا الملوّنة بنقوش هندسية ونباتية. كذلك خنجر إماراتي بقبضة من قرن الخرتيت، وغمد من الفضة المنقوشة بالزخارف النباتية والهندسية، مع حزام جلدي مغلف بالفضة الخالصة المنقوشة بالزخارف التراثية. أيضاً يضم المعرض سيفاً من نوع شمشير ذات الحد الواحد يعود لأواخر القرن الـ13 وأوائل القرن الـ14، مصنوع من الفولاذ وقبضته مغلفة بالذهب الخالص والفضة المنقوشة مع أجزاء مصنوعة من الغمد من الجلد. وسيف مستقيم ينتهي بنهاية مائلة وغريبة مشابهة لنصال سيوف الساموراي اليابانية، بينما صنعت القبضة من العاج المغلف بالفضة المذهبة والمطعمة بالأحجار الكريمة، والغمد من الفضة المذهبة أو الذهب الخالص المنقوش والمزيّن بالأحجار الكريمة.
تحف نادرة
إلى جانب الأسلحة، يضم المعرض عدداً كبيراً من التحف البرونزية والخزفية، من أحجام مختلفة، وعلى اختلافها يجمع بينها ارتباطها بالمجتمعات العربية والإسلامية، من بينها تحف تمثل فرساناً على خيولهم بأزيائهم وأسلحتهم القديمة، وأخرى لأشخاص يمارسون رياضات ارتبطت بالتراث العربي القديم، مثل الصيد بالصقور وتدريب السلوقي على الصيد وغيرهما. إضافة إلى نموذج لدينار من العهد العباسي مع نموذج مكبر له. ونموذج لجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي مصنوع من الكهرمان.
ومن القطع النادرة التي يضمها المعرض، باب الكسوة الشريفة المصنوعة من المخمل المزيّن بالفضة الخالصة، وهي تمثل تصميماً تقليدياً أو احتياطياً لأحد أبواب مداخل المدينة المنورة، ويعود إلى القرن الـ20، ومحفظة قرآن مصنوعة من الخشب المزيّن بزخارف نباتية مطعمة بالصدف، ودرع السلحفاة وتعود إلى القرن الـ14، وباب من الصدف المزيّن بالعاج بتصميم مملوكي، وهو مصنوع في سورية، وباب خشبي تقليدي من الإمارات في أوائل القرن الـ20.
لوحات
يجمع المتحف عدداً كبيراً من اللوحات التي تنقسم إلى قسمين: أعمال المستشرقين، التي تصور الحياة في بعض المدن العربية في القرنين الـ19 والـ20 كما جسدها مجموعة من الفنانين الذين زاروا المنطقة في تلك الفترة، مثل لوحات تعبّر عن الأسواق العربية، خصوصاً سوق السجاد في القاهرة القديمة، والمساجد القديمة، والأهرامات المصرية ونهر النيل والقوارب ذات الأشرعة ترسو على ضفافه، إلى جانب لوحة تظهر الاحتفال التقليدي الذي كان يقام في القاهرة بمناسبة خروج موكب المحمل، الذي كان يحمل كسوة الكعبة المشرفة متجها إلى مكة المكرمة. أما القسم الثاني من اللوحات في المعرض فيتمثل في لوحات الخط العربي، التي خطها مجموعة من كبار الخطاطين، منها لوحات «الحلية الشريفة» للخطاط السوري أحمد الباري، ولوحات للفنان العراقي عبدالرحمن، تجمع مختلف أنواع الخط العربي استخدمها الخطاط في كتابة أحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام وآيات قرآنية.