إياد نصار وياسر جلال أبطال الخطوات المتأنية
ثمة ما يجمع بين الممثلين، الأردني إياد نصار والمصري ياسر جلال، خصوصاً في انتظارهما الفرصة التي تقدم لهما كي يتحملا مسؤولية بطولة أولى تعبر عنهما، بعد تجارب عدة تركا بصمتهما عليها، على الرغم من أن اسميهما لم يكونا في المقدمة. ولهذا يبدو من المنصف المرور على تجربتيهما في بطولة مطلقة لأول مرة، في عملين مختلفين كلياً، «هذا المساء» للمخرج تامر محسن، و«في ظل الرئيس» للمخرج أحمد سمير فرج.
هبة في «حلاوة الدنيا».. دور لافت شخصية أخرى ضمن مسلسلات رمضان لهذا العام، تلفت الانتباه بشكل كبير، هي شخصية هبة في مسلسل «حلاوة الدنيا»، وهي شخصية حقيقية، جسدتها ياسمين رمزي، المصابة بسرطان الثدي حقيقة، والتي تعمل مصممة أزياء، ومتزوجة، ولديها طفلة عمرها خمس سنوات، اختارتها مؤسسة «بهية» سفيرة لدعم المرضى بسرطان الثدي. ياسمين (حفيدة الفنان الراحل عبدالله غيث) ظهرت بكل شجاعة حليقة الرأس، تغطيه بالاستعانة بباروكات منوعة وأقمشة ملونة، تقدم شخصيتها الحقيقة، مع ردود أفعالها المختلفة حسب حالتها النفسية، ياسمين لم تقم بأي اختبار أداء أمام الكاميرا، بل تركت لنفسها حرية التعبير لكل ما تشعر به من أحاسيس، لذلك كانت قريبة من قلوب المشاهدين الذين شعروا بصدقيتها قبل أن يعرفوا قصتها الحقيقية. |
هذا المساء.. لمساء لم يأت بعد
على الرغم من أن مسلسل «هذا المساء» لم يأخذ حصته المناسبة من الدعاية الرمضانية هذا العام، إنما يبدو أنه قد حجز مكانه لمشاهَدات ما بعد رمضان من قبل متابعين مختصين وغير مختصين، بعد أن بدأت تتسرب أخبار نجاحاته البطيئة المتتابعة والمتواصلة، على الأقل حتى منتصف حلقاته.«هذا المساء» من تأليف محمد فريد، وإخراج تامر محسن، وهو العمل الذي قرر الممثل العربي إياد نصار أن يعود به إلى الشاشة الرمضانية، ببطولة أولى، بعد الفوز المحقق الذي حصده العام الفائت في العمل الدرامي المميز «أفراح القبة». وعلى الرغم من التفاوت الشاسع ما بين وجهي الفنان في العملين الآخرين، لكن يبدو بما لا يدع مجالاً للشك أن اختيار الموضوع أصبح من أولويات هذا الفنان الهادئ، ما يذكرنا باختياره بل ومجازفته في «موجة حارة» ذات رمضان.العمل يجمع ثلة مميزة من الممثلين المصريين، مثل أحمد داوود ومحمد فراج وأروى جودة، وحنان مطاوع التي ظهرت هذا العام بشكل مفاجئ ومدهش في الحقيقة في أكثر من دور. القصص في هذا العمل، وإن بدت غير مترابطة، إنما هي تلتقي في منتصف الطريق لتتشابك مع بعضها، بين أكرم وهو الدور الذي يلعبه نصار، ويمثل رجلاً يعمل مديراً تنفيذياً لإحدى الشركات الكبرى، ويعيش مع زوجته ذات التربية الغربية التي تلقتها في بريطانيا، ويتطبع هو بطباعها الغربية في كل ما يتعلق بمناحي حياته وتفاصيلها، ليجد نفسه وحيداً بشكل مفاجئ، بعد أن تقرر زوجته أخد «بريك زوجي» لمدة شهرين، بهدف القضاء على حالة الملل التي بدأت تتسلل إلى حياتهم. بالطبع هذا الترف في أسلوب الحياة ربما لم يستسغه المشاهدون في مجتمعاتنا العربية، الذين عبروا عبر مواقع التواصل بأن المبرر للترك ليس عظيماً ولا مقنعاً، في ظل تقاطع حالات الملل الزوجي المنتشرة عموماً في البيوت الزوجية، وفي النهاية يتخذ أكرم لنفسه مكاناً قصياً، يعتقد أنه سيجد روحه الهائمة فيه، والذي تجسده علاقته بعبلة وحارتها الشعبية القديمة بكل تفاصيلها المتطرفة في اختلافها عن حياته السابقة. أما الأدوار التي يقوم بها فراج وداوود فهي وإن كانت تتقاطع مع القصة الأصلية، بسبب وجودهما في ذات الحارة، لكن الأخطر هو تسليط الضوء على قضية في منتهى الأهمية والحساسية، التنصت على الهواتف الخلوية وفتح كل النوافذ المتاحة لأصحابها، من خلال تطبيق جاسوسي يبدو أنه أصبح متاحاً لأصحاب محال ودكاكين الهواتف الخلوية. الخطورة ليست في كشف المستور لكل حالة على حدة، بقدر استغلال النفوس الضعيفة منهم، ويمثله باقتدار كبير محمد فراج للنيل من البنات والنساء المتورطات بمكالمات، وفيديوهات خاصة جداً. قضايا كثيرة ستظهر تباعا في حلقات العمل، بانتظار الحسم في حل أو تعقيد الحكايات اليومية لأبطال العمل الدرامي.
ظل الرئيس.. فرصة لحضور قوي
يحيى نور الدين هي الشخصية الرئيسة في مسلسل «ظل الرئيس»، للمخرج أحمد سمير فرج، التي يؤديها الممثل ياسر جلال في بطولة أولى له، ويقف أمامه ممثلون عديدون مثل هنا شيحة وعلا غانم.
فهو حارس رئيس سابق، تحول إلى عالم الأعمال بعد محاولة اغتيال، راح ضحيتها زوجته وابنه، فانقلبت موازين حياته بعدها وأولوياته، جلال وبطريقة ظهوره الخاصة، وبهذا الشكل الباهر، صنع سببًا رئيساً في لفت الأنظار إليه، فهو يتمتع بمهارات خاصة في الدفاع عن النفس، تظهر في كثير من المشاهد وفي ردود أفعاله، على الرغم من أنه لم يعد حارساً للرئيس، لكنه يحتفظ بلياقته وقدرته على الاحساس العالي بالخطر، وهذه الشخصية وتحولاتها تخلق الفضول حقاً لمثل هذه النماذج الموجودة حقيقة، وماذا يمكن أن يصبحوا.جلال يؤكد من خلال حضوره في هذا العمل أنه صاحب بال طويل، وخطوات متأنية، تأخرت كثيراً كي يحقق هذه النقلة في حياته، وعودته بعد اختفاء طويل، تؤكد دائماً وأبداً على الفرصة التي ينتظرها كثيرون من أصحاب المواهب كي يستطعيوا التعبير عن ما لم يقدموه بعد.