يخدم رسالة محمد بن راشد بأن تكون دبي متحفاً مفتوحاً

عبدالله الفلاسي: في متحف الاتحاد تكنولوجيا حديثة تسرد الماضي

الفلاسي: الوعي الثقافي موجود لدى الناس لكنه يحتاج إلى المزيد من التنمية. تصوير: أحمد عرديتي

يقدم متحف الاتحاد تجربة خاصة للزوّار، من خلال الأقسام العديدة التي تقوم على التكنولوجيا بشكل أساسي، وعلى الدمج بين المعاصر والقديم، فيستمتع الزائر برحلة في تاريخ الإمارات منذ لحظة دخوله المتحف إلى حين المغادرة. مدير متحف الاتحاد عبدالله الفلاسي، تحدث عن أقسام المتحف التي بنيت وفق معايير عالمية المستوى، وعن المكتبة، إلى جانب أهميته في رفد المشهد الثقافي في إمارة دبي، وكذلك في تنشيط حركة السياحة الثقافية في الدولة.

معايير عالمية

حول الاستلهام من متاحف عالمية مشابهة، شدّد مدير متحف الاتحاد عبدالله الفلاسي، على أن بناء المتحف أتى بمعايير عالمية، لأنه بعد طرح الفكرة، تم استقدام شركات متخصصة في بناء المتاحف من حول العالم، وكانت الشركات التي تم استقدامها ذات باع طويل في بناء المتاحف وإتقان طريقة دخول المتحف، وكيفية تقديم المعلومات للزوار، فقدمت هذه الشركات العمل وفق معاييرها، ما جعل المتحف متميزاً.


المتحف يلعب دوراً بارزاً في التشجيع على السياحة الثقافية، والدور الذي سيلعبه مستقبلاً سيكون أفضل.

الفلاسي قال في حديثه مع «الإمارات اليوم»، إن نقطة الانطلاق لمتحف الاتحاد كانت «بتوفير المعلومات الموثقة عن تاريخ الإمارات، التي حصلنا عليها من الأرشيف الوطني للإمارات العربية المتحدة، الذي يحتوي على الكثير من الوثائق التي تقدم المعلومات الكافية عن تاريخ تأسيس الدولة، بالإضافة إلى الاستعانة بالأرشيف الوطني البريطاني، إلى جانب الاعتماد على مجموعة من الصور، التي توثق الحقبة القديمة، وتعود إلى مصورين عاصروا مرحلة الاتحاد، هذا إلى جانب وجود مستشارين ومختصين بتاريخ دولة الإمارات، وكذلك اعتماد الكتب الموثوقة كمصدر مهم للكثير من المعلومات».

الفلاسي لفت إلى أن «فكرة إنشاء المتحف تبلورت عام 2012، وقد تم العمل عليها في أواخر 2013، وفي ديسمبر 2016 افتتح المتحف رسمياً، فيما البناء الفعلي للمبنى استغرق نحو عامين ونصف العام، لكن تجميع المعلومات بدأ منذ العام 2012»، مضيفاً أن «المجلس الاستشاري للمتحف، المكوّن من نخبة من الإماراتيين، بينهم محمد المر، ومحمد القرقاوي، ومطر الطاير، وعبدالرحمن العويس، وهلال سعيد المري، أشرف على بناء المتحف حتى نهايته، كما أن الوثائق التي تسرد تاريخ الاتحاد كانت تُعطى لهم للموافقة على استخدامها، لاسيما أن الصرح يضم معلومات قيّمة وموثوقة». وأضاف الفلاسي «زيارة المتحف تعني التجول في أقسام عديدة، فقد أسس لتخليد المباني التاريخية، وهي دار الاتحاد وقصر الضيافة، والشركة التي أنجزت التصميم والمجلس الاستشاري، ارتأت أن تكون أقسام المتحف تحت الأرض، كي لا يؤثر في المباني التاريخية الموجودة».

وفي الحديث عن أقسام المتحف، قال الفلاسي «تم وضع الأقسام من قبل شركات عالمية، بهدف جعل زيارة المتحف رحلة من البداية حتى النهاية، وذلك للتعرف إلى أقسام عديدة، وللوصول إلى جميع ما يعرض بداخله، ففي البدء يكون التعرف إلى القسم المهم جداً، وهو قسم الآباء المؤسسين، ويشتمل على صور ومعلومات عن كل قائد مؤسس، وكل خزانة فيه تشتمل على ثلاث أمور، وهي الصورة للقائد المؤسس، ثم الشاشة التفاعلية التي تشتمل على الصور والتسجيلات الصوتية والمصورة، إلى جانب المقتنيات الشخصية، ثم نتعرف بعدها على فيديو يقدم مكانة الدولة قبل وبعد الاتحاد». ولفت إلى وجود قسم المعارض المؤقتة الذي افتتح فيه معرض تاريخ الطابع البريدي، مشيراً إلى وجود قسم الأفلاج، الذي يشتمل على الكثير من الصور والمستندات وتسجيل الفيديو، ويعتبر الأضخم من حيث المعلومات التي يقدمها، لافتاً إلى وجود ثلاث شاشات لما قبل وأثناء وبعد الاتحاد. واعتبر الفلاسي أن تسخير التكنولوجيا الحديثة لسرد الماضي، من أساسيات متحف الاتحاد، ولهذا تم الاعتماد على جعل «غرس الاتحاد»، بتقنية الهولوغرام الثلاثية الأبعاد، لافتاً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يسرد قصة الاتحاد في هذا القسم، ويأخذنا إلى قصة توحيد الإمارات. ونوه بأنه تمت مراعاة جميع الفئات التي تقصد المتحف، فالدستور مقدم باللغتين العربية والإنجليزية، فيما وضعت للأطفال شاشات تفاعلية لإثراء تجربتهم. ورأى الفلاسي أن متحف الاتحاد «يأتي في إطار خدمة رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أن تكون دبي متحفاً مفتوحاً، إذ يعد أحد المشروعات التي تهدف إلى رفع مستوى الثقافة في الدولة، وكذلك للتشجيع على السياحة الثقافية، فالمتحف يلعب دوراً بارزاً في هذا المجال، ويمكن التأكيد على أن الدور الذي سيلعبه مستقبلاً سيكون أفضل». وأشار إلى أن «هيئة دبي للثقافة والفنون هي حاضنة للفنون وكل ما يصب في مجال الثقافة، فالمتاحف أيضاً جزء من الثقافة، لذلك فدورها من جهة المتاحف هو تنمية للمشهد الثقافي، ورفد مستواه في دولة الإمارات». ولفت إلى وجود مكتبة ضخمة في المتحف تشتمل على نحو 3500 عنوان، وهي أغلبها تتحدث عن تأسيس دولة الإمارات، وتعد مرجعاً للكثير من الباحثين والجامعيين عن تاريخ الإمارات، والكتب تعود لكتّاب إماراتيين وغير إماراتيين أيضاً، لكنها جميعها تعنى بتاريخ دولة الإمارات.أما الوعي الثقافي، فاعتبره الفلاسي من الأمور الموجودة لدى الناس، لكنه يحتاج إلى المزيد من تنميته، ولهذا يسعى المتحف إلى تقديم كل ما هو جديد باستمرار، مرافقاً هذا العمل بخطط إعلانية مدروسة بإتقان هدفها التشجيع على زيارة المتحف.

تويتر