«نساء» محمود سعيد يزيّن «فنون الشرق الأوسط»
تنظّم دار «كريستيز» للمزادات العالمية أول مزاد لها لفنون الشرق الأوسط في لندن، تحت عنوان مزاد فنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة، الذي يقام إلى جانب معارض ومزادات من العالم الإسلامي والهند. وتستقبل معارض المزادات الجمهور في مقرّ كريستيز بالعاصمة البريطانية في 21 أكتوبر المقبل، فيما تُعقد المزادات يومي 24 و25 من الشهر نفسه.
فاتح المدرس يوصف الراحل فاتح المدرس بأنه أبوالحركة الفنية الحديثة في سورية، وأحد أبرز رموز ثقافة الشرق الأوسط في القرن الـ20. برع فاتح المدرس في المزج بين الحاضر والماضي، بين الحداثة والأصالة، وقال النقاد إنه استطاع أن يوجِد لنفسه عالماً خاصاً به. واعتاد أن يرسم أشخاصاً مجهولين في لوحاته، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للوحتيه المشاركتين في مزاد كريستيز بلندن. ففي اللوحة الأولى غير المعنونة هناك شخصية أمل الغازي، وتجسّد اللوحة التي رسمها المدرس في عام 1974 الأمومة، إذ تُشاهد في اللوحة تحتضن طفلاً صغيراً. وفي اللوحة الثانية غير المعنونة أيضاً هناك غيث الغازي، شقيق أمل الغازي، وهو يحتفل بالأبوة باستخدام الرمز المستخدم في لوحة البورتريه الأخرى. وهنا يُشاهد غيث الغازي يحتضن أطفالاً ليجسّد كأنه يوفر لهم الحماية والأمان. 60 لوحة منتقاة من روائع أعمال الفنانين المعاصرين العرب، يضمّها المزاد. |
وواظبت «كريستيز» على عقد مزادات فنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة في دبي طوال 11 عاماً الماضية، فيما قررت نقل المزاد في أكتوبر المقبل إلى لندن من أجل تعزيز جاذبية فنون المنطقة في أوساط المقتنين الدوليين، وإعطاء فنون الشرق الأوسط مكانة ومنصة عالمية جديدة إلى جانب مدينة دبي. وتستمر كريستيز في تقديم موسم مزادات شهر مارس 2018 في دبي في الموعد المعتاد خلال «أسبوع الفن 2018».
ويتضمن مزاد كريستيز لفنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة قرابة 60 لوحة منتقاة من روائع أعمال الفنانين المعاصرين العرب، معظمها من مقتنيات خاصة، وتتصدّر المزاد أعمال فنانين مصريين معاصرين، أبرزهم محمود سعيد.
يُذكر أن كريستيز نظّمت في مارس الماضي حفل إشهار كتاب شامل مقرون بشروحات مفصلة عن الفنان التشكيلي المصري محمود سعيد (1897 – 1964) بالتزامن مع الاحتفال بمرور 120 عاماً على ميلاد أحد أهم رواد الحركة التشكيلية العربية والمصرية. وشاركت في تأليف هذا الدليل الشامل مؤرخة وناقدة الفن الفرنسية فاليري ديديه هاس، مدير تطوير الأعمال - كريستيز الشرق الأوسط.
وكشف الكتاب عن أن محمود سعيد رسم لوحتين بعنوان «ذات العينين الخضراوين»، إذ رسم الأولى في عام 1931، ومازالت تلك اللوحة ضمن مقتنيات متحف الفن المصري الحديث بالعاصمة المصرية، ثم رسم اللوحة الثانية في السنة التالية بعنوان «ذات العينين الخضراوين (نسخة مطابقة)»، وهي في الأصل ضمن مقتنيات تشارلز تيراس، أول مدير لمتحف الفن المصري الحديث، وتُعرض اللوحة في مزاد كريستيز بلندن.
وقال نقاد إن هوية الفتاة الجالسة مجهولة، غير أن نظرتها المحيّرة تجعل من اللوحة أحد أهم أعمال محمود سعيد. ففي ثلاثينات القرن الماضي رسم محمود سعيد سلسلة من لوحات البورتريه لأفراد من أسرته وعدد من أصدقائه، وفي تلك الفترة أيضاً ظهرت نساء «محمود سعيد» في أعماله، ومن أبرز سماتهن العيون الكحيلة لوزية الشكل، والشفاه الحمراء، والملامح الذهبية. وتجسّد لوحة «ذات العينين الخضراوين (نسخة مطابقة)» كل ذلك، وبتجريد تلك الفتاة من اسمها يجعلها تجسّد جوهر جمال الفتيات المصريات (وتبلغ القيمة التقديرية الأولية 80 – 120 ألف جنيه إسترليني). ومن أعمال محمود سعيد المشاركة بالمزاد لوحة «هانم» التي تجسّد أيضاً امرأة، وتُعدُّ اللوحة إعادة استكشاف لبراعة محمود سعيد (القيمة التقديرية الأولية 80 – 120 ألف جنيه إسترليني). كما يضم المزاد أعمالاً لكل من الفنانين: رمسيس يونان، وأحمد عسقلاني (مصر)، وجواد سليم وشاكر حسن آل سعيد (العراق)، وفاتح المدرس ومروان كساب باتشي (سورية)، وشفيق عبود وهيلين خال (لبنان)، ومنير شهرودي فارمنفرمايان وسهراب سبهري وکوروش شیشه گران (إيران).