عزف أمام محمد بن راشد ومحمد بن زايد خلال افتتاح مركز الشباب في دبي
حمد الطائي.. طيّار يوزع موسيقاه على العالَم
من عالم الطيران والجولات في سماء البلدان يستوحي الطيار المدني حمد الطائي موسيقاه التي يعزفها على البيانو، وعلى الرغم من أنه لم يتدرب على العزف في مدارس أكاديمية متخصصة، لكنه استطاع أن يقدم الى اليوم 25 مقطوعة موسيقية من تأليفه، كما أنه يقدم معزوفاته في الحفلات الى جانب فرقة أوركسترا. تحمل الموسيقى التي يقدمها الطائي نكهة خاصة، اذ يستلهمها من رحلاته حول العالم ومن وجوه الناس وثقافات الشعوب، فهي أشبه برحلة تحلق بالمستمع في عالم الجمال والإبداع الفني.
رسالته ترك بصمة إماراتية في الموسيقىعن طموحاته المستقبلية، لفت الطائي إلى أنه يطمح للتقدم في مجالي الموسيقى والطيران، فهو يطمح الى التقدم في عمله والطيران الى أماكن أكثر بعداً عن التي سبقتها، ويكتسب من الثقافات الجديدة، بينما في مجال الموسيقى يطمح الى إيصال رسالة مفادها أن الشعب الاماراتي يمكن ان يترك بصمة في الموسيقى، لأن هناك فكرة راسخة بأنه لا يوجد من يعزف الموسيقى في الإمارات، منوهاً بأنه سيقدم خلال الأشهر المقبلة حفلاً في صربيا مع الأوركسترا الصربية، اذ تلقى دعوة للعزف بعد ان تعرفوا الى عزفه عبر مقاطع الفيديو على «يوتيوب»، كما سيقدم حفلاً في أبوظبي. ونوه بأنه يطمح الى العزف في أي دولة تستضيفه، لأن هدفه نشر السعادة والايجابية، تماماً كالموسيقى التي يصنعها، التي تضج بالسعادة والفرح، وهذا يعكس شخصيته. وبين الطيران والموسيقى رأى أن الأولى تبعده قليلاً عن الموسيقى بسبب تغيير البلدان، لكنه غالباً ما يسعى الى تنظيم وقته، وحينما يرى أي بيانو في أماكن السفر يعزف عليه، سواء في المطاعم أو المطارات أو الفنادق. عزف تطوعييسعى حمد الطائي الى تقديم رسالته الإيجابية ورسم ابتسامة على وجوه الناس من خلال الموسيقى، فهو يعزف تطوعاً في المستشفيات مع ستة عازفين من فرقة الأوركسترا، اذ يسعى الى مشاركة معزوفاته مع المجتمع. ولفت الى أنه غالباً ما يسمع تعليقات إيجابية من الناس على عزفه، لكونه تمكّن من زرع الفرح في نفوسهم. عناوينتحمل بعض المقطوعات الموسيقية أسماء وعناوين، بينما بعضها لم يضع له الطائي أسماء بعد، ومن أسماء مقطوعاته، «سماء ديسمبر»، «المصير»، «رقصة ليلى»، وبعض هذه الأسماء وضعت لأسباب تتعلق بقصص، ومنها «سماء ديسمبر»، التي استوحاها من أول رحلة له في عالم الطيران المدني، وكان مازال في طور التدريب حينها، وذلك منذ ثلاث سنوات. |
في الأيام الماضية انتشر لحمد الطائي فيديو كان يعزف فيه إحدى مقطوعاته بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب شما المزروعي . وقال عن الفيديو: «كان هذا الفيديو خلال افتتاح مركز الشباب في دبي، وكان كل شخص يعكس موهبته في المركز، وقمت بالعزف على البيانو، وكان فخراً لي أن أقدم معزوفاتي على آلة البيانو، أمام أصحاب السمو الشيوخ، وأن يروا مؤلفاً موسيقياً إماراتياً، فهذا يعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة بتنمية المواهب الشابة، ويمنحنا الحافز لتقديم المزيد». وأضاف «أحسست أنني لا أريد التوقف عن العزف حينها، وكنت مستمتعاً، فما يهمني حين أعزف أن أرى الابتسامة على وجوه الحاضرين».
وعن رحلته في عالمي الموسيقى والطيران، قال الطائي لـ«الإمارات اليوم»: «منذ الصغر كان لدي شغف العزف على البيانو، وكذلك أن أصبح طياراً، وقد كبر حلمي في المجالين مع الزمن، الى أن أصبحت طياراً، ورحت أدمج الموسيقى بالطيران من خلال سفراتي، وأتعرف الى عادات كثيرة من دول أخرى، ما جعل الموسيقى التي أؤلفها مختلفة». ولفت الى أنه غالباً ما يزور المدن التي تكون خارج العاصمة والمدينة، ويختلط مع السكان الأصليين للبلد، «الذين يتحلون بالبساطة، الى جانب الأطفال الذين يحملون البراءة في وجوههم، بالإضافة إلى تعرّفه الى الآلات الشعبية التي يعزفون عليها، وهو ما يعكس اللون الذي يتسم به المكان». ولفت الطائي الى أنه يركز على التعرف الى العادات في كل بلد، «فالموسيقى لغة عالمية تصل الى كل الناس»، كما يصفها، مشيراً الى ان أكثر الدول التي أثرت فيه هي الدول الافريقية، وكذلك بعض الدول في شرق آسيا، كونها مجتمعات بسيطة تحمل جو الألفة والعائلة.
هذه المقطوعات الموسيقية التي يؤلفها الطائي، ليست نتاج دراسة أكاديمية، إذ قال: «لم أتعلم الموسيقى أكاديمياً، وفي السابق لم يكن هناك من وسائل يمكنها أن تحسن مستوى العزف، ولكن مع الممارسة وبعد 15 سنة من العزف، ليس هناك من مستحيل، والى اليوم لا أعرف النوتات بالضبط، ولكني أثبت أن الشباب الإماراتي قادر على العزف مع فرقة أوركسترا، إذ أقوم من خلال برامج الكمبيوتر بتحويل المقطوعات التي أكتبها الى نوتات موسيقية، ويتم توزيعها على الفرقة». وأشار الى أن الدراسة النظرية الخاصة بأساسيات الموسيقى مهمة، لاسيما للعزف مع الأوركسترا، لأن لكل آلة حدوداً، اذ أخذ الطائي بعض الدروس والدورات ليتمكن من توزيع أدوار العازفين في الأوركسترا.
الطائي ألّف الى اليوم 25 مقطوعة موسيقية، مع الأوركسترا، وكل مقطوعة تمتد من ثلاث الى ست دقائق، واعتماد هذه المدة للمقطوعة ينبع من الزمن المثالي ليستمتع الجمهور بالموسيقى، مع الاعتماد على الصعود والهبوط، «بحيث تكون الموسيقى فرحة، وتصل الرسالة بشكل أوضح». ولفت الطائي الى أنه يرتب النوتات والآلات، وبعدها، بمساعدة موزع ينظم ويعدل ويتأكد من تقديم كل ما كتبه. أما مرحلة التأليف فتكون ارتجالية، وقد تخضع للقليل من التغيير.
ويضع الطائي الموسيقى التي يقدمها في خانة الموسيقى التي تميل الى الأسلوب الكلاسيكي، وتحمل نكهات عربية، ولكن هذه النكهة لا تظهر إلا من خلال العزف مع الأوركسترا من خلال وجود آلات معينة كالقانون والإيقاع. ولفت الى أن «الاقبال كبير على الموسيقى من قبل الأجانب في الإمارات، فيما الاقبال على حضور الحفلات من قبل المواطنين مازال قليلاً».
اكتسب الطائي من ثقافات البلدان من خلال تنقله بين أكثر من بلد، لأن والده يعمل في السلك الدبلوماسي، فقد عاش في ماليزيا أربع سنوات، وقد اكتسب منها الكثير، وكان دائم السفر، وخلال الرحلات كان يسأل دائماً عن إمكانية رؤية الطيار في قمرة القيادة، منوهاً بأن الحافز الذي يقدمه الأهل هو الذي يمكن الناس من التطور والتقدم، فالهدايا التي كانت تصله في الصغر كانت دائماً من عالم الطيران والمطار، كما أنهم شجعوه جداً على إكمال رحلته في الموسيقى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news