«المبدع المقيم» ينطلق بطموح إثراء المكتبات والمعارض والمسارح
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن «دولة الإمارات مهيأة تماماً كي تشهد طفرة كبرى في مجال الإبداع الثقافي والفني، بحرص الدولة على بناء قوتها الناعمة، وتأكيد مكانتها المحورية عبر بلدان العالم أجمع»، مشيراً إلى أن «القدرة على الإبداع الفكري والفني هي جزء مهم من ثروة الوطن».
اتفاقية تعاون
شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، خلال إطلاق برنامج «المبدع المقيم»، توقيع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة اتفاقية تعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي. ووقّع الاتفاقية كل من وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، عفراء الصابري، ونائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، الدكتور الفريد بلوم. وتضمنت الاتفاقية التركيز على الأنشطة الفنية والمعرفية في مجالات الهوية الوطنية، من خلال التعاون في تنفيذ أنشطة ومشروعات مشتركة، ومؤتمرات وندوات ودورات تدريبية متخصصة، بهدف تعزيز الهوية الوطنية. وأشارت عفراء الصابري إلى أنه «سيتم تشكيل لجنة عمل مشتركة تجتمع دورياً لإعداد وتنفيذ البرامج والفعاليات المشتركة، وللتنسيق ومتابعة وتقييم تلك البرامج، وتقديم الدعم المتبادل والتواصل مع الجهات المختلفة بشأنها، وتقييم النتائج بناء على الأهداف المشتركة، ورفع التوصيات والمقترحات اللازمة التي من شأنها تحقيق الأهداف المشتركة». من جانبه، أشار الدكتور ألفريد بلوم إلى أن «الفن يعدّ ركناً أساسياً من أركان التميز في جامعة نيويورك أبوظبي، بما له من وجود قوي ضمن برامجها التعليمية، علاوة على كونه عنصراً حاسماً في تحفيز الإدراك لفهم المعايير الجمالية والتفاصيل المعقدة التي تتميز بها الروح الإبداعية للإنسان، كما أنه يفتح مسارات جديدة لاحترام الاختلافات بين الأفراد، من حيث الثقافة والتكوين الإنساني»، معرباً عن سعادته بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، لدعم وتوسيع نطاق المشاركة في المجالات الفنية عبر دولة الإمارات. |
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك، خلال إطلاق مراحل تنفيذ مشروع برنامج «المبدع المقيم»، الذي يعدّ أحد أضخم المشروعات التي تنظمها الوزارة، صباح أمس، في جامعة نيويورك أبوظبي بالسعديات، أن «البرنامج يهدف إلى بث المزيد من الحيوية والنشاط في بيئة الفكر والإِبداع في الدولة، إذ يتيح للوزارة التواصل مع المبدعين كافة، عبر كل الإمارات، لدعمهم وتحفيزهم والاحتفاء بإنجازاتهم، ما يؤكد اعتزاز الوزارة بالهوية الوطنية والانتماء والولاء لهذا الوطن».
آليات تنفيذ
عن طبيعة البرنامج وآليات عمله، أوضح الشيخ نهيان بن مبارك أن «البرنامج يقوم على اختيار عدد من المبدعين، من أبناء وبنات المناطق المحيطة بمراكز الثقافة والمعرفة التابعة للوزارة، ليقيموا في المراكز لمدد محددة، وتوفر لهم (الثقافة) التسهيلات والمرافق، ومنح التفرغ لتعزيز قدراتهم على الإبداع والابتكار والإنجاز، ومساعدتهم على تحويل وتطوير أفكارهم وابتكاراتهم، إلى مشروعات اقتصادية ناجحة».
وأعرب عن أمله في أن «يسهم ذلك في إثراء الواقع الثقافي في الدولة كلها، من خلال إنتاج ثقافي وفني يثري المكتبات ويعمّر المعارض، بل وأيضاً يشغل المسارح، وقاعات العرض، ليكون ذلك كله تعبيراً حقيقياً وصادقاً، عن رُوح الوطن، وترجمة مؤكدة، عن آماله وتطلعاته».
كما يسهم البرنامج في توظيف خبرات عدد من المؤسسات العالمية في مجال الإقامة الثقافية في المراكز الثقافية والمعرفية التابعة لها بأبوظبي وعجمان ورأس الخيمة كمرحلة أولى.
وتابع: «يهدف البرنامج إلى نقل الثقافة الإماراتية إلى العالمية بشكل منظم ومدروس، ويلبي توجهات القيادة الرشيدة التي تسعى لأن تكون الإمارات قبلة عالمية للثقافة والمعرفة»، لافتاً إلى أن «البرنامج كذلك يأتي استثماراً لما أنتجه البرنامج الوطني (صيف ثقافي) من مواهب تجاوزت 300 مشارك في المجالات الأربعة، إضافة إلى المواهب الراغبة في المشاركة، حتى تتحول مواهب وهوايات الطلبة إلى إنتاج إبداعي ترعاه الوزارة، من خلال فعالياتها المحلية والدولية».
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن «وجود مدربين على مستوى عالمي بشكل مستمر داخل المراكز، يعدّ أمراً حيوياً من أجل الارتقاء برسالة هذه المراكز في بيئتها المحلية، وحتى تكون جاذبة لكل الموهوبين على مستوى الدولة، لأن الهدف الرئيس من المشروع يتعلق بجودة الإبداع، وليس بالعدد أو الكمّ».
بيئة خصبة
وأوضح أن «فكرة المشروع الذي يتم تنظيمه للمرة الأولى هذا العام، وحشدت الوزارة كل إمكاناتها وجهودها خلفه، قائمة على توفير بيئة خصبة للإبداع والتألق، ومنصة للحوار ومشاركة الأفكار، والعمل بين مجموعة من المبدعين، كما يبرز (المبدع المقيم) توجهات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة المتناغمة مع رؤية القيادة الرشيدة على أرض الواقع، لتصبح دولة الإمارات مركز إشعاع ثقافي وحضاري لاحتضان المبدع الإماراتي وصقل خبراته».
وعن الأسلوب الذي يتبعه «المبدع المقيم» في نقل الخبرات إلى المواهب الشابة، قال الشيخ نهيان بن مبارك: «إن الوزارة تتبع آلية واضحة في هذا المشروع تقوم على التوجيه والإرشاد من قبل المختصين، ثم تدريب المشاركين على القراءة الصحيحة، وكيفية البحث عن المعلومات المهمة للكتابة، من خلال الورش التأسيسية، والورش التخصصية، ثم تنظم الوزارة لقاءات لهؤلاء الشباب مع المثقفين محلياً ودولياً، إضافة إلى تنظيم برنامج زيارات لكل المعالم السياحية والثقافية في الإمارات، لتعريف الشباب بتاريخ الدولة وحاضرها، وهو ما يمكن من اكتشاف القدرات والإمكانات الأدبية، وصقل المهارات اللغوية للمشاركين، وتدريبهم على تقنيات اللغة والكتابة، على أن يتم عرض جميع الإنتاجات المعرفية والفكرية التي ينتجها المبدعون في المهرجان المعرفي السنوي للوزارة».