«كوين بيتوين».. الموسيقى تصل إلى من يُصغي لها
بين موسيقى الروك وموسيقى التاميل الشعبية والصوفية، جاء العرض العالمي «كوين بيتوين» ليعطي نفسه فرصة التلاقي مع ثقافات مختلفة تعيش على أرض الدولة، في حفل أقامه مركز الفنون بجامعة نيويورك في العاصمة أبوظبي، أول من أمس. «كوين بيتوين» يعد مزيجاً من التعاون بين المغنية البريطانية سوشيلا رامان ومعلم الفن الصوفي رضوان معظم، اللذين استطاعا أن يثبتا أن الموسيقى لغة عالمية تصل إلى قلب كل من يصغي إليها، وأن الثقافات إذا ما اجتمعت لإنتاج موسيقى تكون النتيجة سحراً تراه في ردات فعل الجمهور الذي كان مستسلماً بشكل كلي لهذا المزيج بين الشرق والغرب. واستطاعت سوشيلا أن تبث طاقتها الإيجابية مع صوتها القوي والحنون المتداخل مع موسيقى تشعر بأنها آتية من كل صوب وجانب من هذا العالم.
ثقافات تشتهر أعمال سوشيلا رامان، وهي مغنية بريطانية لأبوين من التاميل، بالربط بين الثقافات. في حين يعد الأخوان الباكستانيان رضوان ومعظّم مجاهد علي خان من أبرز فناني الغناء الصوفي المعروف بـ«القوّالي»، وهما أيضاً أبناء إخوة وتلاميذ نصرت فتح علي خان، أحد أعظم فناني القرن العشرين. أما سام ميلز، فيتمتع بخبرة انتقائية في أداء وإنتاج الأنماط الموسيقية. |
الموسيقى، التي كانت صادحة في أرجاء مركز الفنون، جمعت أنواعاً متعددة من الموسيقى الروحانية، مثل التاميل الشعبية والصوفية والرباعيات الوترية الغربية في تعاون بين جهات عدة؛ سوشيلا رامان وزوجها المنتج وعازف الجيتار سام ميلز، مع كل من رضوان ومعظّم مجاهد علي خان، إلى جانب فرقة الرباعية الوترية «فيدرا»، وقسم الإيقاع الغربي، وتناولت كلمات الأغاني المتنوعة التي قدمتها سوشيلا موضوعات إنسانية متعددة، مثل الهجرة، والتابوهات، والعدالة.
والنتيجة أن الجمهور عاش في رحلة من الخيال الذي يصنعه تلاقي روائع اللغة والشعر والموسيقى، حيث تستكشف الأغاني الطبيعة المحيرة للواقع أو الحقيقة الروحية، وعمومية طقوس العبور والتفكير الشعائري والسحري، إذ يعكس هذا التبادل الموسيقي المتنوع بثقافاته وأنواعه الموسيقية، قدرة الفن دائماً على تلاقي الثقافات لإنتاج الجمال.