«الإنترنت» مكَّنتهم من السفر وهم في داخل بيوتهم

معرض الآثار الرقمي.. الغزّيون يتجولون داخل المتاحف العالمية

صورة

يشاهد سكان قطاع غزة الأماكن الأثرية الموجودة في جميع أنحاء العالم عبر شبكة الإنترنت، إلا أن أغلبيتهم لم يتمكنوا من زيارتها جراء الحصار الإسرائيلي، والإغلاق المستمر للمعابر، ولكن الآن أصبح بإمكانهم التجول افتراضياً داخل المتاحف الأثرية العالمية دون عناء السفر، والتقاط الصور بجانبها، وذلك من خلال زيارة المتحف الأثري الرقمي الذي أقيم أخيراً في جامعة فلسطين وسط غزة.

متحف الآثار الرقمي هو الأول من نوعه في القطاع، إذ يُعد كياناً افتراضياً لعرض العديد من المقتنيات الأثرية الموجودة في عدد من المتاحف العالمية، أو الأماكن المختلفة في دول العالم ضمن موقع ثابت، وتحويلها إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد بواسطة تقنيات رقمية، وبذلك يمكن للزائر التجول بين أرجاء المعرض ومشاهدة المعالم الحضارية والآثار التاريخية، وكأنه يتجوّل بين أرجاء متحف اللوفر أو متحف ني كارلسبرغ غليبتوتيك.

زيارات تاريخية

تمكّن الغزيون من خلال التردّد على المعرض الرقمي من زيارة 14 متحفاً عالمياً، من أهمها تمثال (Baroncss Sipierc)، وهو من أشهر تماثيل العالم الموجودة في متحف «ني كارلسبرغ غليبتوتيك» في الدنمارك، وتمثال الراهب الصيني المشهور (Guanyin avalokits)، بالإضافة إلى تمثال «الملكة نفرتيتي» في متحف برلين الجديد بألمانيا، وتمثال الحرية في خليج نيويورك بولاية نيويورك الأميركية.

واستمر العمل لتجهيز المتحف بكل المعالم الحضارية أربعة أشهر متتالية، وبعد ذلك فتحت أبوابه بشكل مستمر أمام المواطنين والأطفال لزيارته والتجول بين أركانه، لمشاهدة الأماكن السياحية والقطع الأثرية حول العالم، التي حرموا من زيارتها منذ 11 عاماً.

وفي هذا السياق، تقول رئيس قسم كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين وصاحبة فكرة المتحف الرقمي، إيمان العجرمي: إن «التطور التكنولوجي وزيادة مستخدمي الإنترنت مكَّنا عدداً كبيراً من أهالي غزة من رؤية العالم أجمع، لكنهم لا يستطيعون زيارتها أو التقاط الصور التذكارية بجانبها، فألهمتنا الفكرة لعمل متحف افتراضي، حيث نجمع كل المواقع الأثرية المهمة المنتشرة حول العالم، وتجسيمها بتقنية رقمية ثلاثية الأبعاد، ليتجول الزائر بداخلها».

وتبيّن العجرمي، في حديث لـ«الإمارات اليوم»، أن المتحف الافتراضي يعتمد على تكنولوجيا الواقع المعزز، (Augmented Reality) والواقع الافتراضي (Virtual Reality)، لافتة إلى أن التقنية المستخدمة في المتحف تجسم المعالم الحضارية والقطع الأثرية بشكل ثلاثي الأبعاد، ليتمكن الشخص من مشاهدتها بشكل طبيعي، ولكن افتراضاً.

وتشير إلى أن الفكرة المستخدمة في المتحف الرقمي يمكن تطبيقها في مجالات عديدة، مثل التعليم والصحة، وكذلك في اللوحات الإرشادية ومجال السياحة.

ويسهم المتحف الافتراضي، بحسب العجرمي، في تعزيز ثقافة المواطنين في غزة، ونقلهم إلى العالم الخارجي الذي حرمهم منه الحصار الإسرائيلي، كما أكسبهم المتحف معلومات كافية عن المواقع الأثرية المنتشرة حول العالم دون الحاجة إلى السفر، وتوضح رئيس كلية تكنولوجيا المعلومات أن الهدف الرئيس من المتحف الافتراضي هو اطلاع أهل غزة على الأشياء التي لا يمكنهم مشاهدتها في الحقيقة، فيمكنهم مشاهدتها بشكل افتراضي، ويمكنهم التفاعل معها من خلال ارتداء النظارة الرقمية، ووضع الهاتف النقال داخلها، وتحديد الجسم الذي يريدون رؤيته، فيظهر أمامهم بشكل طبيعي.

من جهته، يقول المحاضر في كلية تكنولوجيا المعلومات وأحد القائمين على تطوير المتحف، أسعد التيان، لـ«الإمارات اليوم»: «إننا حملنا تطبيق المتحف الافتراضي عبر الهاتف النقال، ونقلنا صور المعالم الأثرية داخله، فيما وضعنا عدسة الهاتف على صورة التحفة الأثرية، لتتحوّل من شكل ثنائي إلى ثلاثي الأبعاد».

ويضيف أن «مواقع الإنترنت وفرت للشباب معارف واسعة عن ثقافات وحضارات، وأوجدت لديهم الفضول لزيارتها والتجوّل في أركانها، وهو ما جعل هناك أهمية للتطبيق الذي استخدم في المتحف الرقمي، كونه يوفر جولة في أي مكان، مع وجود إسقاط صوتي لمعلومات عن كل زاوية في المكان». ويشير إلى أن العالم الرقمي المستخدم في المتحف الافتراضي يكسب أهالي غزة معلومات عن حضارات العالم وآثارها، وأيضاً الأماكن التاريخية داخل مدينتهم المغلقة. ويردف التيان قائلاً: «يتمكن الزائر للمتحف الافتراضي من التقاط صورة له وهو بجانب التحفة الأثرية من خلال استخدام كاميرا الهاتف المحمول لرؤية الأشياء، ويتم باستخدام معالجة الهاتف تحديد الشكل الذي أمام الكاميرا والتعرف اليه، ثم يبحث عن الشكل المطابق لهذه الصورة وإخراجها على شاشة الجوال، وربطها بالصور الموجودة في الواقع الحقيقي، وهذه هي التقنية المعروفة بالواقع المعززAugmented Reality».

تويتر