سلطان: أنا من دعاة الثقافة وليس السياسة
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أنه من دعاة الثقافة والمعرفة وليس من أصحاب السياسة، وأن من الضرورة النأي بالثقافة عن الأمور السياسية، فللسياسة ظروفها ومتطلباتها، ومنهج الشارقة في مشروعها الثقافي والتنموي عدم الخوض في أمور السياسة، والتركيز على خدمة الإنسان وزيادة مداركه العلمية والفكرية.
وأشار سموه إلى أن نجاح تجربة إمارة الشارقة في مجال الثقافة والمعرفة ترجع أسبابه إلى عوامل كثيرة، من أهمها وجود البيئة المناسبة والخصبة لهذا المشروع.
جاء ذلك في مداخلة لسموه خلال جلسة حول الثقافة وعلاقاتها بالسياسة، مساء أمس في مركز إكسبو الشارقة، ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بعنوان «الثقافة والتنمية»، وشارك في الندوة كل من وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور محمد صابر عرب، ومدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي، وأدارها أمين عام مجلس الشارقة للإعلام بالإنابة الإعلامي حسن يعقوب المنصوري
وأوضح سموه أن المشروع الثقافي للشارقة شمل الوطن العربي وسعى إلى وحدة العالم العربي بعيداً عن الأمور السياسية، فبادرت الشارقة بإقامة المهرجانات الثقافية وتأسيس بيوت الشعر العربي في أقطار العالم العربي، لتعزيز المكانة للشعر العربي، داعياً سموه إلى تضافر الجهود من الأفراد والمؤسسات للعمل على خدمة مجتمعاتهم العربية والإسلامية، والنهضة بها في المجالات كافة.
استهلت الجلسة بتعريف الثقافة والتنمية، حيث عرف الدكتور محمد صابر عرب الثقافة بأنها كل أنماط الحياة الإيجابية والمعنية بكل أنماط الحياة. وحدد الدكتور مصطفى الفقي التنمية بأنها حشد الموارد الطبيعية والبشرية للارتقاء باقتصاد الدول، وزيادة الدخل القومي ودخل الفرد.
وأشار عرب إلى أهمية الثقافة في عملية التنمية بمختلف مجالاتها، إذ إن الدول التي تهتم بالثقافة هي التي لها القدرة على مواكبة التطور والتقدم وخدمة مجتمعها.
وبين الفقي أن مقومات التنمية الصحيحة للدول ترتكز على عناصر عدة هي: الخيال واستشراف المستقبل والرؤية الشاملة، موضحاً أن التنمية تحتاج إلى توازن يشمل كل الأمور، ولا يكفي تطوير الجانب الاقتصادي وإغفال الجوانب الأخرى للتطور والتقدم، وأخذ مثالاً على الدول الدكتاتورية التي وضعت جل همها في تنمية الاقتصاد وأهملت الإنسان، فكانت النتيجة فشلاً في مشروع التنمية.
وتطرق عرب إلى حادثة حرق المجمع العلمي في جمهورية مصر العربية، وما تركه من أثر كبير على الثقافة في مصر والعالم العربي، كونه يضم كنوزاً علمية وثقافية في مختلف المجالات والعلوم.
وأكد عرب أهمية الثقافة في مواجهة أفكار الظلام والكراهية، معتبراً الثقافة صمام الأمان لدحر الكراهية والتشدد، داعياً إلى جعل الثقافة والفنون ضمن المناهج الدراسية، لما لها من أثر بالغ في مواجهة الأفكار الدخيلة.
وأشار الفقي إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في نشر الفكر النير والثقافة في النشء وفق التعاليم الإسلامية السمحة، وما نراه اليوم في الشارقة من تقدم وتطور كبير هو حصيلة جهود آتت ثمرها. كما دعا إلى العودة للجذور الحقيقية للثقافة العربية مع الفهم الصحيح للروح العصرية.