«كسارة البندق».. حب وسلام وأبطال خارقون
من وحي العمل الفني «كسارة البندق»، وشخصية الجندي الخشبي الشهيرة، جاءت المبادرة الفنية الخيرية، التي أطلقها محل «ترايانو» في ياس مول أبوظبي، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تحت عنوان «Bespoke أبوظبي»، التي تهدف إلى دعم الفنون في المجتمع المحلي، والإسهام في «عام الخير» في الإمارات، عبر إقامة مزاد صامت يعود ريعه إلى مصلحة مؤسسة «تحقيق أمنية».
- فاطمة علي أكسبت «كسارة البندق» مفردات من التراث الإماراتي. - جيما لي وظّفت معالم الإمارات مثل برج خليفة وجامع الشيخ زايد الكبير. |
وتقوم المبادرة، التي تم الإعلان عنها في يوليو الماضي، على دعوة عدد من الفنانين الناشئين في دولة الإمارات إلى إعادة تصميم «كسارة البندق» الشهيرة، وفقاً لرؤية كل منهم الخاصة، وشهدت المبادرة مشاركة أكثر من 50 فناناً وفنانة من جنسيات مختلفة، تقدموا بتصميماتهم عبر نموذج رسم تم توفيره على الموقع الإلكتروني لـ«ترايانو»، ثم تم اختيار 10 متأهلين للمنافسة في التصفيات النهائية، حيث مُنح كل منهم مجسم لكسارة البندق بطول مترين ليقوم بتلوينه، وفقاً للتصميم الذي قدمه، وتولى اختيار المتأهلين للتصفيات النهائية لجنة تحكيم ضمّت كلاً من: رئيس تحرير مجلة «كانفاس»، الناشر علي خضرة، والمدير الإبداعي لمجموعة «شلهوب لينتون كروكفورد مور»، ورئيس قسم التسويق في «ترايانو»، كاثرين أوريلي.
واتسمت التصميمات التي قدمها المشاركون في المبادرة، والتي أقيم عليها مزاد صامت، مساء أول من أمس، بالتنوّع الشديد، حيث اكتسب كل منها طابعاً خاصاً عكس شخصية الفنان الذي قام بتصميمه، وأسلوبه الفني، ومصادر الإلهام التي استمد منها التصميم، وبشكل عام عكست التصميمات موضوعات بارزة مثل: التراث والتقاليد الإماراتية، والحنين إلى الطفولة والألعاب القديمة، وأفكار حول والحب والسلام والقوة والأبطال الخارقين، وثقافات الجاليات الأجنبية المختلفة. وكان من أكثر التصميمات لفتاً للانتباه، الذي قدمته الفنانة الكورية جيما لي، التي تمتلك خبرة تزيد على 15 عاماً في مجال صناعة أفلام التحريك، واستلهمت لي التصميم الذي قدمته من دولة الإمارات نفسها وما تشعر به كمقيمة فيها من تقدير، فجسّدت التنوّع السكاني للمقيمين في الدولة، وأبرز المعالم فيها مثل: برج خليفة وجزيرة النخلة وجامع الشيخ زايد الكبير وغيرها. وإلى جانب تميز الفكرة، استخدمت لي اللون الفسفوري لتمنح التصميم حيوية وطاقة إيجابية. وتميز تصميم الفنانة الإماراتية فاطمة علي، التي تدرس التسويق في جامعة زايد، بميزتين: الأولى تمثلت في مخالفتها للطابع الذكوري لمجسم «كسارة البندق»، وإكسابها طابعاً أنثوياً مميزاً، والميزة الثانية هي اختيار التراث كمصدر إلهام للتصميم الذي قدمته، الذي جسّد شخصية فتاة تضع البرقع الإماراتي، كما استخدمت مفردات أخرى من الزي التراثي الإماراتي، وزينة المرأة التقليدية. واستلهمت الفنانة ومصممة الأزياء الإماراتية سارة أهلي، التي درست الفنون الجميلة في سان فرنسيسكو، النقوش التي زيّنت تصميمها من أبراج الكهرباء، التي يمكن مشاهدتها على الطريق بين إمارات الدولة. واختارت الفنانة عائشة الرميثي، وهي طالبة في جامعة زايد، محل «ترايانو» لتستلهم منه تصميمها، بما يتميز به المحل من تصميم داخلي وديكورات تتسم بالرقي والأناقة، وما يضمه من معروضات فاخرة من مختلف الماركات العالمية. وقدمت الفنانة الإماراتية عائشة البلوشي، تصميماً يعتمد على الشخصيات الأصلية في «كسارة البندق». واختارت الفنانة سلمى علي، أن تعبّر عن موسم الاحتفالات برأس السنة الميلادية وفصل الشتاء، من خلال تصميم يطغى عليه اللون الذهبي وزينته بالثلوج والألعاب النارية، لينشر روح الإيجابية والسعادة حوله. وحمل تصميم رومي رافيدران، عنوان «حلم»، حيث اكتسى المجسم باللون الأحمر المغطى بورود مبهجة لينثر الفرح والسعادة من حوله. وجاء تصميم إدغار فاوستينو، ليدمج بين الشرق والغرب، حيث استلهم شخصية بطل خارق من التاريخ العربي، وحمل التصميم اسم «الحارس الساهر».