الفنون تحتفي باتحاد الإمارات
وسط حالة من البهجة والاحتفاء بالذكرى الـ46 لقيام الاتحاد، تشكل الفنون بأنواعها المختلفة نسجياً رئيساً في مشاهد فرح يسود مختلف أنحاء الإمارات، عاكسة بوسائل عدة ومتنوعة، عبر وسائط مختلفة، العديد من القيم والمعاني، التي رسخها «الاتحاد».
أريام: حالة متجددة قالت الفنانة الإماراتية أريام إن «الغناء للوطن، لاسيما في ذكرى تأسيس الاتحاد بالنسبة لها، حالة متجددة، معينها لا ينضب، وتحمل على الدوام الجديد الذي يواكب هذه المشاعر التي تفيض بها قلوب الإماراتيين، وكل محب للإمارات في ظل الاحتفاء بذكرى تأسيس الاتحاد». ووجدت أريام، التي حلت ضيفة على احتفالات مؤسسة دبي للإعلام، التي استضافها مسرح جريدة «البيان»، نفسها مدعوة للغناء فجأة على المسرح، وهي الدعوة التي لبتها، على الرغم من عدم استعدادها المسبق لذلك. وقالت أريام: «ليس هناك ما يشغلني الآن أكثر من التغني، ومشاركة أبناء الوطن ومحبيه بهجتهم بهذه الذكرى الميمونة، والدعوة لهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، حتماً لا تُرد، بل هي تاج على رأس كل فنان». |
وتتعدد مظاهر هذا الاحتفاء على نحو بانورامي، لتشمل إلى جانب الأوبريت، والأغنية والشعر والأنشودة، والأهازيج، كذلك معارض حروفية وتشكيلية، ولوحات درامية، وفنوناً ولوحات فلكلورية وتراثية متنوعة.
ومن «درة الأزمان»، وهو ثيمة احتفالات رئيسة تقيمها ندوة الثقافة والعلوم، تتنوع بين الشعر والغناء والتشكيل، مروراً بالفعاليات الرسمية للاحتفالات التي تشرف عليها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وصولاً إلى «وطن النور»، وهو الأوبريت الذي يستضيفه مسرح المجاز في الشارقة اليوم، وغيرها من الفعاليات المختلفة، يبقى الوطن على امتداده، بمثابة مسرح كبير للبهجة، وإقامة فعاليات مختلفة تعبر عن مشاعر الزهو والاعتزاز بذكرى تأسيس الاتحاد.
ويتضمن أوبريت «وطن النور»، خلال خمس لوحات مختلفة، تعبر كل لوحة منها عن مرحلة من المراحل التي مرت بها الدولة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، من خلال ما قدّمته للدول والشعوب الأخرى في مجال التنمية وقوافل الخير والعطاء، بالإضافة إلى الفقرات الدرامية والاستعراضية، حيث يشارك في الأوبريت عدد كبير من الفنانين منهم حسين الجسمي، أحمد الجسمي، سميرة أحمد، عريب، وغيرهم، إلى جانب طلاب وطالبات إمارة الشارقة.
ويأتي الأوبريت من كلمات وزير تطوير البنية التحتية، عبدالله بلحيف النعيمي والشاعر والإعلامي راشد شرار، ومن ألحان الملحن الإماراتي خالد ناصر، وإخراج الفنان محمد العامري.
وفي واحد من أكبر عروضها المسرحية، طيلة مسيرتها التي تمتد إلى 22 عاماً، اختارت «القرية العالمية» أن تجذب زوارها خلال احتفالات اليوم الوطني بأوبريت «بلاد الخير»، الذي يعكس مسيرة العطاء والخير في تاريخ الإمارات.
وسيأخذ عرض «بلاد الخير» المسرحي ضيوف القرية العالمية في رحلة عبر تاريخ الإمارات العريق، بما يحمله من زخم، بدءاً من استعراض تراث الصيد، ومروراً بالقلاع والعمارة التراثية حتى يومنا الحالي. وهو من إخراج علي الخوار، ومصمم الاستعراضات عبيد علي، ومن تلحين خالد ناصر.
ويشارك الشعر والتشكيل أيضاً في الاحتفالات التي تسود مختلف أنحاء الدولة بشكل جلي، حيث نظمت أمسية شعرية ومعرض للخط العربي.
وشارك في الأمسية الشعرية الشاعر محمد البريكي، والشاعرة شيخة المطيري، وقدمت لهما الإعلامية شيخة بن خميس، التي أكدت أنه عند الحديث عن الوطن لا تكفي الحروف لتأكيد الولاء والانتماء، ولا تؤدي الكلمات على بلاغتها الغرض.
وأضافت: «في الحديث عن الوطن نكتفي بالقول: بالدما نفديك.. نفديك بالأرواح يا وطن.. فليست هناك تضحية تفوق تقديم الروح والنفس رخيصة من أجل أن يبقى الوطن».
وأنشد الشاعر محمد البريكي قصائد عدة في حب الوطن، منها قصيدة دعوة داخل المحراب، وهي مهداة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي أتبعها «طعم الحصاد»، وقدمت الشاعرة شيخة المطيري قصائد عدة منها قصيدة «الإمارات»، وعقب الأمسية الشعرية افتتح رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم محمد المر، والأديب عبدالغفار حسين، ومستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية إبراهيم بوملحة، ورئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، والحضور، معرض حروف إماراتية، الذي نظم ضمن احتفالات الندوة باليوم الوطني، وبالتعاون مع جمعية الإمارات لفن الخط العربي، وتضمن المعرض لوحات حروفية في حب الوطن، منها لوحة لوفاء عامر خطت (الله – الوطن – خليفة)، ولوحة (السلام) لفاطمة الحمادي، وللشهداء خط الفنان خالد الجلاف لوحة (الشهيد)، ومحمد عيسى لوحة (الجنة لهم)، وقدم عمران البلوشي لوحة للشهداء خط فيها (أحياء عند ربهم يرزقون).
واعتبر الفنان حسين الجسمي، المشارك في أوبريت «وطن النور» «منصة الغناء في ذكرى الاتحاد الأسمى والأبهى» على الدوام لديه، في حين قال الفنان أحمد الجسمي: «كل الطاقات الفنية تتجدد لديّ، ولدى كل الفنانين الإماراتيين حينما نستدعى إلى عمل وطني»، أما مخرج العمل الفنان محمد العامري، فاعتبر المشهد المسرحي مكتملاً، يظل محدوداً ورمزياً مهما اعتمل خيال المخرج والمؤلف، ما دام المحتوى هو «حب الإمارات».