تجمع بين «البورد العربي» والعضوية الفخرية للكلية البريطانية

بدرية الحرمي: حلمي الارتقاء بمستويات الصحة العامة

تصوير: أسامة أبوغانم

تتنوّع اهتمامات الدكتورة بدرية الحرمي، بين العمل في مجال تخصصها الأكاديمي وعملها الحالي كأخصائية طب مجتمع وصحة مهنية التابع لهيئة الصحة بدبي، وبين إطلالتها الأسبوعية عبر أثير إذاعة «نور دبي» مع الإعلامي الإماراتي محمود يوسف.

بيئة محفزة

قالت الدكتورة بدرية الحرمي: «حلمي أن أرى مزيداً من الاهتمام بموضوع الصحة العامة، وأن ترتقي المسألة إلى قائمة أولويات المؤسسات العامة والخاصة في الإمارات، وذلك عبر الاهتمام والالتفات أكثر لموضوع الصحة المهنية، عبر تبني مختلف السلوكيات والعادات المفترض تبنيها، واتباع إجراءات الصحة المهنية التي تكفل حماية الموظفين والعاملين من المخاطر المهنية اليومية، وصولاً إلى خلق بيئة عمل محفزة وسعيدة تكرّس تجربة التميز».

أكثر من أصدقاء

تتحدث الحرمي عن علاقاتها الإنسانية المميزة بزوجها الدكتور سيف بوسعيد، الذي يشاركها التخصص الطبي نفسه، فتقول «أعتبر نفسي محظوظة بالارتباط بزوج يعمل في المجال نفسه الذي أحببته، الأمر الذي أسهم في تقاسمنا الكثير من الأشياء المشتركة سواء على صعيد وجهات النظر أو الأحلام والطموحات، إضافة إلى الأصدقاء والزملاء في الوسط الطبي»، وتضيف «لا يبخل زوجي عليّ بالنصيحة والمشورة والتحفيز على التميز والعطاء، وهذا ما يشعرني بالسعادة والرغبة في تحقيق ما أصبو إليه، كما يجعلني فخورة بهذه العلاقة التي تشعرني بالتوزان النفسي وتدفعني في اتجاه الإبداع».


- «لا أنسى والدتي المدرسة، وحرصها إلى جانب والدي على توفير كل الظروف الملائمة للدراسة والتحصيل العلمي».

- «لا يبخل زوجي عليّ بالنصيحة والتحفيز على التميز والعطاء، وهذا ما يشعرني بالسعادة والتوزان النفسي».

تتنوّع اهتمامات الدكتورة بدرية الحرمي، بين العمل في مجال تخصصها الأكاديمي وعملها الحالي كأخصائية طب مجتمع وصحة مهنية التابع لهيئة الصحة بدبي، وبين إطلالتها الأسبوعية عبر أثير إذاعة «نور دبي» مع الإعلامي الإماراتي محمود يوسف، وذلك في إطار حرصها على فتح المزيد من قنوات التواصل مع الجمهور وتسليط الضوء على شؤون القطاع الصحي في إمارة دبي، التي تضيفها الحرمي إلى قيادتها لإحدى مبادرات الصحة المهنية في استراتيجية الصحة بدبي وصولاً إلى عام 2021، وتميزها في دراسة الطب التي كانت فيها أول طبيبة إماراتية تجمع بين البورد العربي «دكتوراه إكلينيكية» لطب المجتمع من المجلس العربي للتخصصات الصحية، وذلك ضمن الدفعة الأولى على مستوى الدولة في عام 2011، وأول طبيبة تحصل على العضوية الفخرية بكلية الصحة العامة (FFPH) بلندن في 2014، إلى جانب زمالة «الإمبريال كوليدج» في لندن، والعضوية الفخرية بكلية الصحة العامة بلندن.

دور الأسرة

في حوارها الخاص مع «الإمارات اليوم»، تحدثت الدكتورة بدرية عن دور الأسرة والعائلة في تميزها المعرفي، قائلة «لا أنسى والدتي التي كانت تعمل مدرسة، وحرصها الدائم إلى جانب والدي على توفير كل الظروف والبيئة الملائمة للدراسة والتحصيل العلمي، بالإضافة إلى تشجيعهما الدائم لي على تفعيل تجربة خدمة المجتمع على نطاق واسع، الأمر الذي أسهم في اختياري للطب كتخصص أستطيع من خلاله تقديم خبرتي لمن يحتاجها»، وتتابع «لهذا السبب كنت أشعر بالحماس لدى عودتي لتأسيس أول عيادة صحة مهنية للعاملين في مجال الرعاية الصحية في هيئة الصحة بدبي، لتصبح أول عيادة تخصصية على مستوى الدولة تقدم خدماتها لهذه الفئة المهمة، وتسهم في تعزيز صحة الموظفين في الهيئة، على اعتبار تعرضهم اليومي لمخاطر المهنة».

رغبة الدكتورة بدرية وحماسها في تأسيس هذه العيادة المتخصصة، لم يتوقفا عند هذا الأمر، بل تعدياه إلى توسيع نطاق أنشتطتها لتشمل المجتمع من حولها، حيث عمدت إلى المشاركة بفعالية في مختلف المؤتمرات والأنشطة الصحية المقامة على مستوى الدولة، مثل مشاركتها كمتحدثة في مؤتمر دبي الدولي للإسعاف، ومساهماتها المتعددة في ورش عمل الصحة المهنية لهيئة الصحة بدبي، إلى جانب مشاركتها في ورش عمل على مستوى وزراة الصحة، وغيرها من الأنشطة المتنوعة الأخرى.

تجربة الإعلام

لا تنكر الحرمي شغفها الكبير بالتواصل مع الجمهور وامتلاكها العديد من المهارات التي تؤهلها لدخول هذا المجال، وذلك بحكم خبرتها في التعامل مع الناس وإلقاء المحاضرات وإقامة الورش التدريبية والتخصصية، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في نجاحها على صعيد المشاركة الإعلامية، في الفقرات التوعوية التي تبث على شاشة تلفزيون دبي وقناة «سما دبي»، وما تحمله من رسائل توعوية ومعلومات صحية واجتماعية ونفسية، تصفها بالقول «هي تجربة ناجحة بكل المقاييس، قامت بها هيئة الصحة بدبي بالتعاون مع مؤسسة دبي للإعلام، حيث قامت الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في الهيئة، بترشيحي للمشاركة في هذه الفقرات التي نالت متابعة جماهيرية غير مسبوقة، وذلك بعد إدخال عدد من الشخصيات الكرتونية المحببة مثل شخصيتي (سعيد) و(سلامة«) لتكريس بعض الرسائل التثقيفية والتوعوية لكل شرائح الجمهور».

وأثبتت الدكتورة بدرية جدارتها في العمل الإعلامي، بعد أن استضافها الإعلامي الإماراتي محمود يوسف في برنامج «صحة وسعادة» عبر أثير إذاعة نور دبي، لتصبح لاحقاً مشاركة رئيسة تتناوب فيها مع عدد من الأطباء والأخصائيين لتقديم المعلومة، وفتح المزيد من قنوات التواصل مع جمهور المتعاملين ومؤسسات المجتمع المعنية وأفراده، وتحدثت الحرمي عن هذه التجربة الإذاعية، قائلة «يمكن اعتبار (صحة وسعادة) منصة إذاعية ومساحة مفتوحة لتفاعل الجمهور مع هيئة الصحة بدبي، وأحد المصادر المهمة للهيئة، التي تستقبل الآراء والاقتراحات والأفكار المبتكرة، التي من شأنها تعزيز جهود إمارة دبي في تطوير المنظومة الصحية، بما يتناسب ومكانة دبي العالمية»، وأضافت «يهتم البرنامج بالتركيز على الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة لإعادة هندسة القطاع الصحي، ومناقشة توجهات الهيئة مع الجمهور، من خلال طرح خططها الاستراتيجية والتنفيذية ومبادراتها، ومجمل مسارات أعمال التطوير، إلى جانب إلقاء الضوء على حزمة الخدمات الصحية والتطبيقات الذكية التي توفرها للمتعاملين». 

تويتر