«معرض الطريق».. الفن يغادر جدران المتحف
الفن والمعرفة الحقيقية لا تحدهما حدود، ولا تحجبهما أسوار «فالفن والمعرفة للجميع»، وانطلاقاً من هذه المقولة، كشف متحف اللوفر أبوظبي، أمس، عن معرضه «الطريق الفني» الذي يعد المعرض الأول من نوعه في العالم، حيث يخرج المعرض بمجموعة من الأعمال الفنية ومقتنيات المتحف ليعرضها على الطريق السريع الممتد من أبوظبي إلى دبي على طول 100 كيلومتر على الطريق من سيح شعيب إلى مدينة الرحبة، ويقام بالتعاون بين متحف اللوفر أبوظبي و«أبوظبي للإعلام».
إحياء قصص التاريخ اعتبر رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، في تصريح له، أن تسليط الضوء على مجموعة من أبرز القطع الفنية المعروضة في المتحف من خلال تجربة تجمع ما بين المرئي والمسموع، يجعل الفن والثقافة بمتناول الجميع، وخارج جدران المتحف، من خلال إحياء القصص المرتبطة بهما، والتي قد تكون محدودة لكنها مثيرة للاهتمام، آملاً أن يشكل المعرض وسيلة جديدة للاستمتاع بالفن وإطلاق العنان للخيال. |
يقدم «معرض الطريق الفني»، الذي يتزامن إطلاقه مع شهر الإمارات للابتكار ويستمر شهراً، 10 قطع من أبرز القطع الفنيّة في متحف اللوفر أبوظبي على لوحات عملاقة بحجم 6 أمتار في 8 أمتار، على المَخرج رقم 11 من الطريق السريع الممتد من دبي إلى أبوظبي، ويترافق معه شرح عبر الراديو، حيث يمكن للسائق الاستماع إلى شرح مفصل مدته 30 ثانية عن كل لوحة يمر أمامها على أي من محطات الراديو الشريكة التي تضم: «راديو وان إف إم» (100.5 إف إم)، و«كلاسيك إف إم» (91.6 إف إم) و«إمارات إف إم» (95.8 إف إم)، ليعيش تجربة استثنائية فريدة من نوعها.
وأشارت وزيرة الثقافة والمعرفة رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام نورة الكعبي، إلى أن «نشر الثقافة وإثراء المحتوى المعرفي والإبداعي لكل أفراد المجتمع هو مسؤولية الجميع»، لافتة إلى أهمية دور الابتكار في إيجاد المزيد من الفرص لمثل هذه الشراكات التي تعكس تطلعات قيادة دولة الإمارات وشعبها نحو المزيد من الحراك الثقافي، كما أعربت عن سعادتها بالشراكة بين «اللوفر أبوظبي» و«أبوظبي للإعلام» لتقديم «معرض على الطريق»، وهو الوحيد من نوعه في العالم.
من جانبه، قال مدير عام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سيف غباش، إن إطلاق المعرض في «عام زايد» الذي يكرّم إنجازات الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، «إشارة إلى أننا نسير على النهج نفسه الذي رسمه المغفور له الشيخ زايد، نهج الحداثة والتطور»، مضيفاً أن «إطلاق المعرض يأتي في شهر فبراير، وهو شهر الابتكار في الإمارات، حيث تقدم الدولة للمجتمع والعالم عدداً من المبادرات الخلاقة التي تضع الإمارات على خريطة الابتكار كمركز لتعزيز الأفكار الجديدة ونشر الثقافة»، لافتاً إلى «حرص الدائرة على تشجيع الإبداع والابتكار واستخدام أحدث التقنيات».
وأوضح غباش أن المعرض «يجعل الفن يتخطى جدران المتحف إلى الحياة اليومية لكل فرد»، مشيراً إلى سعي أبوظبي المستمر إلى تحقيق التبادل بين الثقافات والتركيز على القواسم المشتركة بين الحضارات، لذلك يتضمن المعرض قطعاً فنية ترجع إلى بداية التاريخ وحتى العصر الحديث.
وتشمل القطع الأثرية المعروضة في معرض الطريق الفني «أسد ماري ــ تشا»، وهو من الأعمال الفنيّة الإسلامية من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتابوت الأميرة حانوت طاوي المصرية، وعملة معدنية مستوحاة من الإسكندر المقدوني تم اكتشافها في الإمارات العربية المتحدة، وهي معارة من متحف العين، وتمثال برأسين عمره 8000 سنة مُعار من دائرة الآثار العامة في الأردن، وهو من أقدم التماثيل في تاريخ البشرية.
أما بالنسبة إلى اللوحات، فهي تمتد من عصر النهضة حتى العصر الحديث، وتشمل لوحة لا بيل فرونيير للفنان ليوناردو دافنشي المعارة من متحف اللوفر في باريس، ولوحة عازف الناي لإدوار مانيه المعارة من متحف أورساي، وصورة للفنان فينسنت فان غوخ المعارة من متحف أورسيه. ومن ضمن مجموعة متحف اللوفر أبوظبي، لوحة أمير شاب أثناء الدراسة للفنان التركي عثمان حمدي باي، ولوحة جورج واشنطن لغيلبرت ستيوارت، ولوحة التشكيل من الأزرق والأحمر والأصفر والأسود للفنان الهولندي بييت موندريان.