الأمسية الغنائية تحظى بتفاعل جماهيري.. والمونودراما تعايش آلام الوحدة
لطفي بوشناق يُرسل «تحية من القلب» على كورنيش الفجيرة
عاش روّاد مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، الليلة قبل الماضية، سهرة طربية مع الفنان التونسي لطفي بوشناق، الذي تنقّل بين باقة أغانٍ، اعتبرها «تحية إلى الإمارات»، وحظيت بتفاعل جماهيري ضاعفه زخم الحضور على المسرح الكبير على كورنيش الفجيرة.
سعيد سالم: يعيشك سي لطفي مارس الفنان الإماراتي سعيد سالم، خفة ظله التي تميز حضوره بالمهرجانات المسرحية المختلفة، واحتفظ بها أيضاً في السهرة الطربية للطفي بوشناق، ليوجه تحية باللهجة التونسية عقب أطرابه لأغنية «إله الكون سامحني أنا حيران». وقال سالم: «يعيشك سي لطفي»، قبل أن يقوم الفنان تقديراً للتحية، وبإنحناءته الوقورة قائلاً: «ربي يسلمك». تفاعل بوشناق لم يكن فقط مع الحضور الذي طالبهم في بعض الأحيان بالتصفيق، بل مع فرقته الموسيقية، التي حدثها أحياناً بصوت مسموع ليكون تنسيق الأغاني أحياناً جزءاً من معاينة الحضور للاختيارات. موعد مع المسرح العالمي كشف رئيس الهيئة الدولية للمسرح محمد سيف الأفخم، أن الفجيرة ستحتضن فعاليات الاحتفال بيوم المسرح العالمي في 27 مارس الجاري، ببرنامج خاص، يواكب الدور الذي تلعبه الإمارة في واقع أبوالفنون. وقال الأفخم، خلال افتتاح معرض صور الهيئة الدولية للمسرح، بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيسها، إن الفجيرة ستستضيف أيضاً اجتماع رؤساء المكاتب العرب من أجل مزيد من تفعيل الدور العربي في الهيئة، وسبل الاستفادة من الدعم الذي تقدمه. بين الطرب والمونودراما والعروض الفلكلورية تنوّعت فعاليات رابع أيام المهرجان. |
أمّا في دبا الفجيرة؛ فجاءت عروض المونودراما، ضمن فعاليات المهرجان، لتقدم تجربة جديدة عبر العرض الكويتي «غلطان بالنمرة»، الذي جاء بمثابة نكء جراح لمشاعر الوحدة والفقد، برؤية إخراجية وأداء تمثيلي ونص الفنان ناصر كرماني، في حين بدا كرماني الذي احتفظ بأضلاع الإبداع الرئيسة الثلاثة بالفعل «غلطان بالنمرة»، عبر عمل فقد تواصله مع الجمهور أيضاً لأسباب تقنية.
وبين الطرب والمونودراما، ضمن رابع أيام المهرجان، العديد من الفعاليات والعروض الفلكلورية والتشكيلية، فضلاً عن الاحتفال بمئوية الهيئة الدولية للمسرح، إذ قدمت فرقة تلفزيون الكويت الشعبية، وفرقة تشاو تشان الصينية، وفرقة جانقي للرقص الفلكلوري الشعبي من أذربيجان، وفرقة أراجيح الحب الإيطالية، عروضها، ليجد الجمهور بالمحصلة، خيارات متنوعة للاستمتاع والتعرف إلى ثقافات الآخر، عبر لغة الفنون.
بين العروبي والعاطفي
وبحضور الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ومدير عام الهيئة، حمدان الكعبي، بدأ بوشناق حواره الطربي بأغنية «عجبي منك ومني عجبي»، ثم شدا بباقة من أغانيه ومواويله المتنوعة. وأخذت النصف الآخر من السهرة الطربية ميلاً أكبر باتجاه الأغنية العروبية والوطنية، التي بدأها بوشناق بـ«أنا العربي مفتاح الجهات.. أنا العربي آخر من سيبقى.. ليشهد في الحياة على الحياة»، وأغنية «أنا مواطن.. حاير وانتظر منكم جواب»، التي تضمنت عرضاً للمتنازعين على السلطة في بعض البلدان العربية التي تشهد عدم استقرار أمني وسياسي، مفاده: «خذوا المناصب والمكاسب.. لكن خلولي الوطن» بـ«لا حروب ولا دمار ولا إرهاب»، وهي المشاعر التي تلاحم معها الجمهور بتصفيق حار.
وعاد بوشناق إلى الحالة العاطفية قبل الختام، ليغني «كل ما يزداد جنوني»، ثم «قالولي اللي غاروا مني.. قالولي ويش عاجبك فيها»، ليختتم واحدة من الليالي التي سهر في أجوائها جمهور «الفجيرة للفنون» إلى ما يقارب منتصف الليل على كورنيش الفجيرة.
3 مهام
وعلى مسرح جمعية دبا الفجيرة للفنون، جاء العرض الكويتي «غلطان بالنمرة»، من تأليف وإخراج وتمثيل ناصر كرماني الذي جمع - في مغامرة لحد كبير - بين المهام الثلاث كمخرج ومؤلف وممثل في عمل واحد، وبرر ذلك بأنه عاش الحالة منذ كانت فكرة، إلى أن ترجمها على الورق، وأخيراً جسدها على المسرح.
وقدمت «غلطان بالنمرة»، مونودراما اجتماعية إنسانية عن شخص يواجه وحدته التي فرضتها ظروف تقدمه في العمر مع عزلته الاختيارية، إذ ينشغل بصنع عالم وزمن جديدين خاصين به، بدل الحنين إلى الزمن الماضي، ولو من خلال دمية، يختلق معها حكايات بديلة، عن تلك التي كان يعيشها مع امرأته التي رحلت، ولكن إعادة صنع الزمن تظهر له مرآة تكشف دواخله قبل أن يكتشف أن الزمن يجب أن نتصالح معه، على الرغم من مرارات الفقد والوحدة التي تطرق باب أحدنا بلا استئذان أحياناً.
وعانى كرماني مشكلات طارئة بالصوت الذي جاء ضعيفاً، وهو ما استشعره الممثل بعد إلحاح الجمهور على رفع كفاءة الصوت دون أن تتم معالجة الأمر، ما اضطر الممثل نفسه لأن يعمل على رفع صوته، لينعكس ذلك على أدائه التمثيلي بشكل واضح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news