محمد المر: «الإمارات للآداب» يبدّد الصورة النمطية الغربية لثقافات الخليج

قال رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، الأديب محمد المر، إن مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي تمتد فعاليات دورته العاشرة حتى بعد غد، يعد بمثابة مهرجان استثنائي، يحمل العديد من الخصائص التي تميزه عن سواه من المهرجانات المناظرة المهتمة بمجالات الأدب المختلفة.

وأضاف المر في حواره مع «الإمارات اليوم»: «لم يحفل المهرجان، سواء في إطاره التنظيمي، أو من حيث برامجه المختلفة، بالنمط الكلاسيكي للمهرجانات المناظرة، وانتصر لجدة الخروج عن المألوف، ومفاجأة رواده، سواء ببرامج غير تقليدية، أو عبر تكريس لقاءات مباشرة بين الكُتاب والقراء».

وتابع: «بالإضافة إلى الثمار العديدة التي يتقاطع فيها مع فعاليات ثقافية وأدبية تهتم بمجالات الشعر والرواية والقصة، وغيرها، ينفرد مهرجان طيران الإمارات للآداب باعتباره مناسبة مثالية لتبديد الصورة النمطية لثقافات المجتمعات الخليجية عموماً، التي لاتزال في الصورة الذهنية لدى بعض المنتمين للثقافات الأوروبية بأنها بدائية، قرينة مفردات الصحراء والرمال والإبل، والابتعاد عن شتى مظاهر المدنية الحديثة».

ترسيخ قاعدة الإبداع

قال الأديب، محمد المر، إن مهرجان طيران الإمارات للآداب، من خلال اهتمامه بشرائح عمرية مبكرة، يسهم في ترسيخ قاعدة الإبداع، على نحو منهجي ومنطقي.

وأضاف: «لطالما كانت دعوتنا، لمختلف الفعاليات الثقافية المحلية، هي إيلاء اهتمام أكبر بالقارئ والمبدع الناشئ، ابتداء من الصفوف الأولى بالمدارس، وصولاً إلى الجامعات، ومراكز الشباب، ومختلف التجمعات التي تستوعب الأطفال والشباب».

وتابع: «الاهتمام الملحوظ ضمن برنامج المهرجان ليس وليد الدورات الأخيرة فقط، لكنه ممتد منذ دوراته الأولى، وفي حال استلهام هذا النمط لدى مختلف المؤسسات الثقافية، ستكون الفائدة أكثر شمولية».

رؤية داعمة للآداب

أشار الأديب، محمد المر، إلى أن الدعم الرسمي الحكومي لمهرجان طيران الإمارات للآداب، يؤكد أولوية المشهد الثقافي والأدبي، وتوازيه مع شتى القطاعات الرئيسة الأخرى، التي تعكس ترسيخ نهضة حضارية مستدامة في دبي، والإمارات عموماً، تبقى الثقافة والفنون والآداب في القلب منها.

وأضاف: «على الصعيد العالمي، لا نجد دعماً رسمياً لمهرجانات الآداب، باستثناء المهرجانات العريقة التي تستضيفها المدن الكبرى، لذلك نحن أمام واقع يجب أن يكون مؤثراً ومحفزاً، ليس للمبدع الإماراتي فقط، بل على النطاق العربي الأعم أيضاً، باعتبار المهرجان نافذة مثالية للانفتاح على الأدب العالمي».

وأكد المر أن «دعوة ما يزيد على 100 كاتب من مختلف قارات العالم، في معظم دورات المهرجان، يعني أنك توفر فرصاً واقعية لتغيير تلك الصورة، لاسيما أن الكتاب والأدباء والمبدعين عموماً، هم في معظم الثقافات المتحضرة الأكثر تأثيراً في السياق الاجتماعي الأعم، والأبرز حضوراً في وسائل الإعلام المختلفة».

نجاح في فترة وجيزة

ورأى الأديب الإماراتي أن المهرجان نجح في فترة زمنية وجيزة، قياساً بالمدى الذي احتاجت إليه المهرجانات العريقة لتحقيق انتشار بارز، في ترسيخ حضوره الرئيس على أجندة أبرز الفعاليات الثقافية والأدبية في المشهد الثقافي بالمنطقة عموماً، فضلاً عن دوره كإحدى أهم الفعاليات التي تشهدها الساحة الثقافية المحلية.

وأشاد المر بنزوع برامج «الإمارات للآداب» باتجاه القارئ أو المبدع المتخصص، مضيفاً: «هناك برامج تبدو أكثر احتفاء، ليس فقط بجنس إبداعي بعينه، مثل الشعر أو الرواية أو القصة على عمومها، بل نجد ورشاً ومحاضرات وندوات متخصصة مثلاً في السيرة الذاتية، وأدب الجريمة، وحتى الجلسات المتخصصة في مؤلفات الطبخ، وغيرها، وهو نزوع يعد أيضاً من خصائص هذا المهرجان».

نافذة كبرى

محلياً، يرى المر أن المهرجان يؤدي خدمة جليلة من جهة منح نافذة كبرى ورئيسة لإطلالة المبدع الإماراتي، في مجالات الأدب المختلفة، على ثقافات عالمية متنوعة. وقال إن «المهرجان يقام كل عام، وتُعقد فعالياته بتداخل لافت بين الآداب العالمية من جهة، والأدب العربي والمحلي من جهة أخرى، ليشكل نقطة تلاقٍ وتلاقح بين الدوائر الثلاث، العالمية والعربية والمحلية، ويبقى نتاج الشاعر والروائي والقاص الإماراتي أمام فرصة استثنائية للوصول إلى الآخر، سواء في ما يتعلق بالآخر المبدع، أو الآخر المتلقي، في رحاب فعاليات (الإمارات للآداب) المتنوعة».

وتوقع المر أن ينعكس هذا الحراك ذو البعد العالمي المتنوع تأثيراً إيجابياً على المشهد الإبداعي المحلي، مضيفاً: «دائماً يبقى للتأثير جمالياته في مجال الأدب والفنون عموماً من حيث إثراء التجارب وتنويعها، في مقابل سلبيات التقوقع والانزواء، طالما ظل في نطاق التأثير الذي لا يُغيّب ملامح الخصائص المائزة، ليبقى الحدث السنوي، الذي نحتفي بعقده الأول، مناسبة محفزة للمبدع الإماراتي في شتى صنوف ومجالات الإبداع الأدبي».

الأكثر مشاركة