تجارب لـ 50 فناناً من الإمارات والعالم العربي
«سكة».. حوار بصري في دبي القديمة
أكد فنانون، مشاركون في معرض «سكة» الفني، أن المعرض يعد منصة مهمة بالنسبة لهم، فهو يجمع الكثير من الفنانين، ويوجِد حواراً بصرياً متميزاً بين الأعمال الفنية المشاركة من جهة، وبين قلب المدينة التاريخي والروح المعاصرة في الأعمال من جهة أخرى. وجمع المعرض، الذي اختتم أول من أمس، ما يقارب 50 فناناً من الإمارات والدول العربية، كما تنوعت الإبداعات الفنية فيه بين ممارسات متعددة، تنطلق من اللوحة وتتجه إلى العمل التركيبي والحروفيات وفن الشارع.
«بورتريه» شخصي الفنانة فاطمة الحمادي قدمت «بورتريهاً» شخصياً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فرسمت شخصيته مع الحروف العربية، التي تعبّر عن الثقافة الإماراتية، مشيرة إلى أنها رسمت حروفيات وليس نصوصاً. وأكدت الحمادي أن فريق غرافيتي الإمارات يتألف من خمسة فنانين، يشاركون للمرة الأولى في «سكة»، لهذا قرروا ترك بصمة في المعرض تصل إلى كل الثقافات. «حنة» افتتحت الفنانة الإماراتية، فاطمة لوتاه، معرضها الشخصي «حنة»، بالتزامن مع انطلاق معرض سكة. وحمل المعرض مجموعة من اللوحات التي ترصد المرأة من بلدان عدة، فالحنة تربط النساء من المغرب إلى الهند، وتجمع النساء بجمال. وقالت فاطمة لوتاه: «قررت العمل على هذه الثيمة، وقد عملت على لوحات وعمل تركيبي، كما أن ابنتي قدمت فيديو وبعض الصور الفوتوغرافية المرتبطة بالمعرض، بينما وضعت الذهب الذي يجعل المادة تبدو كالمرآة، ويعكس ارتباط الحنة بمناسبات الفرح ولبس الذهب». وعن تزامن المعرض مع «سكة»، لفتت إلى أنها تسعى إلى إقامة المعرض أثناء المهرجان كنوع من المشاركة، لاسيما أن المهرجان يشهد حضوراً كبيراً، وهي مساعدة للشباب الجدد والمواهب الفنية. وأشارت إلى أن التواصل في الفن مسألة تحتاج إلى كثير من الإصرار. |
قدمت جمانة الشيخ، من ورق الألمنيوم، عملاً مستوحى من نبتة «الربلة» الصحراوية، التي كانت تستخدم لعلاج الأمراض. ولفتت إلى أنها وضعت الزهور في أرض الغرفة، لمنح العمل الإيحاء الخاص بالأعشاب، ما يجعل المساحة أكثر فاعلية مع الجمهور، فهذا يربط بين فكرة العرض والعمل. وأشارت إلى أن مشاركتها في «سكة» تعد نقطة البدء بالنسبة لها، لاسيما أنها لاتزال تدرس في الجامعة، فهذا يمنحها الفرصة لعرض أعمال جديدة بمعارض جديدة.
بينما قدمت آمنة البلوشي أعمالاً رقمية، مستوحاة من الحالة النفسية التي تمر بها، التي تحمل الصراع بين الحاضر الذي تعيشه، والحنين إلى الإمارات كونها تعيش حالياً في لندن، بينما في العمل الآخر تضع المشاعر المكتومة داخلها، لتعبر عن كل ما يعتريها في الغربة. ولفتت إلى أنها استخدمت الذهب الإماراتي في العمل، لأن المرأة الإماراتية حينما تعيش في الخارج قد تتخلى عن الزي الإماراتي، لكنها لا تتخلى عن الذهب الإماراتي، معتبرة مشاركتها الثانية في «سكة» مهمة، كونها تبرز التغيير في عملها، وتحمل أفكاراً جديدة.
وشارك محمد الفلاسي بعمل مع قريبته فاطمة محمد، ويبرزان في العمل - المؤلف من لوحة وتسجيل صوتي - تاريخ الإمارات القديم غير الموثق. ولفت الفلاسي إلى أن تاريخ الإمارات القديم يحمل الكثير من الأحداث، التي تم تناقلها شفاهياً وهي غير موثقة، وبالتالي استوحيت اللوحة من اللوحات الأوروبية التي توثق الثقافات الأوروبية، مبيناً أنها تستعيد مشهداً من سنة «الطبعة»، وهي تعني سنة الغرق، بحيث كانت تسمى السنوات بأسماء الأحداث الكبرى المهمة، وفي عام 1925 كان هناك كثير من السفن التي غرقت بفعل إعصار. ونوه محمد بأن اللوحة ترصد مرحلة الصدمة ما بعد الحادثة، حيث غرق معظم من في السفن، ومنهم من أخذهم البحر إلى بلدان أخرى أو فقدوا الذاكرة، بينما يقدم التسجيل الصوتي حديثاً بصوت جدته وجده، يتحدثان فيه عن سنوات كثيرة، ومنها الطبعة والجدري، وغيرهما. وأكد الفلاسي أنه يعمل مع قريبته منذ وقت طويل، وقد أسسا الاستديو الخاص بهما معاً، مشيراً إلى أن العمل الذي قدم في «سكة» استغرق شهوراً، لأنه يعتمد على البحث.
ومن خلال يدي والدتها، عملت الفنانة السعودية نجلاء الخليفة على معرضها، فالتقطت مجموعة من الصور تحاكي يد الأم التي ترعى وتربي وتسهر وترشد الصغار. وأوضحت أن فكرة الصور بدأت من صور التقطتها بشكل مفاجئ إلى أن تطور المشروع، وباتت لديها سلسلة كبيرة. ولفتت إلى أنها أخذت من الآيات القرآنية التي تحث على رعاية الأهل، واختارتها بالأبيض والأسود، كونه موضوعاً عاطفياً شخصياً، وقد استدعى الكثير من الذكريات خلال العمل، لاسيما أن الخطوط تحكي الوجع والألم والفرح والذكريات.
ومع الفنان الإماراتي أحمد العنيزي، تحول البشت الإماراتي إلى قطع فنية معاصرة، من خلال الأعمال التي حملت عنوان «فحم». وقال: «عملت على البشت الإماراتي بشكل معاصر، لكسر الحواجز بين المشاهد والعادات والتقاليد الإماراتية المعنية بالرجل، لهذا استخدمت الفحم الذي يحمل اللون الأسود، لكنه مادة مصفية تزيل السموم من الجسم، كتعبير عن تصفية مفهوم العادات والتقاليد». وأضاف: «البشت يلبس في المراسم اليوم، علماً بأنه تاريخياً كان يستخدم بشكل يومي، بينما الكندورة تلبس بشكل يومي، لهذا أردت جذب المشاهد من خلال جعل العمل ذا حس فكاهي، فهكذا يتقرب المشاهد من القطعة الفنية». واستخدم العنيزي السعف، ودمجه مع الأقمشة، إلى جانب بعض الأشياء المأخوذة من المعامل الصناعية.
أما الفنانة لمياء الشامسي، فقدمت معرضاً بعنوان الازدواجية، ووضعت الوجوه المتقابلة بشكل غير متطابق تماماً. ولفتت إلى أنها استخدمت أربع وسائط، منها الحبر والإكرليك والغواش والتذهيب والنحاس والفضة، بينما تتألف اللوحة من 10 طبقات. استغرق التحضير للمعرض وقتاً طويلاً، لأن التقنيات المستخدمة تتطلب الإعادة والتكرار، أما الازدواجية التي ترصدها فتعبّر عن الصراع الذي تعيشه هي، وليس عن الصراع مع الناس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news