56 لوحة ملونة بالوفاء لـ «زايد وتراثنا الخالد»

بتوليفة من المفردات الفنية؛ قدمت الفنانة الإماراتية خلود الجابري مجموعة الأعمال المتميزة التي ضمها معرضها الجديد الذي افتتح مساء أول من أمس، تحت عنوان «زايد وتراثنا الخالد» في مقر مركز زايد للدراسات والبحوث، التابع لنادي تراث الإمارات في منطقة البطين بأبوظبي، وضم 56 لوحة.

حضور بارز

شهد المعرض حضوراً كثيفاً من العديد من الأسماء التي أثرت، ومازالت، الساحة الثقافية والفنية في الإمارات، في مجالات الرسم والشعر والكتابة والمسرح والسينما والإعلام، جمع بينهم أن المجمع الثقافي كان مسرحاً لأنشطتهم وجلساتهم وحاضناً لإبداعاتهم، وهو ما أشارت إليه خلود الجابري في أنه يمكن إعادة وجود المجمع من جديد بهذا التجمع.

12

كولاجاً يضمّها المعرض الذي يستضيفه مركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الإمارات.

وظّفت خلود في لوحاتها الكولاج للجمع بين مفردات من قلب التراث الإماراتي ارتبطت بالمرأة وحياتها الأسرية والاجتماعية قديماً، مع ملامح من الحياة الحديثة حالياً، لتبرز حجم الإنجاز الذي حققته المرأة في دولة الإمارات منذ قيامها وحتى الآن، بفضل الدعم الكبير الذي قدمه لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، و«أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.

نصير المرأة

بثلاث لوحات تجمع صورة للمغفور له الشيخ زايد مع صور لسيدات إماراتيات، يستقبل المعرض الذي يمثل باكورة فعاليات الموسم الثقافي للمركز لعام 2018 زواره، وهي لوحات جمعت فيها الفنانة بين باني الدولة ومؤسّسها وبين مشروعها الفني المرتبط بالمرأة الإماراتية.

وقالت خلود الجابري: «لقد تأثرت بالشيخ زايد والداً وقائداً ورائداً يدعم الفن ويرعى براعمه، ويتعهّد المرأة بكل سبل الدعم والتمكين.. فرسمت آثاره لحن وفاء لروحه وللوطن»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»: «لقد اعتمدت على أسلوب الكولاج في تنفيذ اللوحات، نظراً لأني لا أميل إلى رسم البورتريه، واستفدت من الأرشيف الذي امتلكه لصور الشيخ زايد، رحمه الله».

وأفادت بأنها بدأت العمل في إحدى أبرز اللوحات قبل انطلاق المعرض بأربعة أيام فقط، مشيرة إلى أن اختيارها لصورة الشيخ زايد وهو يفتح يديه في إشارة إلى العطاء الوفير للمرأة الإماراتية، بينما تبرز الألوان المختلفة في اللوحة مشاعر الفرح التي استقبلت بها المرأة هذا العطاء، وقدرتها على الاستفادة منه للمساهمة في خلق حياة أفضل للمجتمع ككل «فقد استقبلت المرأة الإماراتية عطاء زايد بعزم وإصرار، وكما قدرها قدرته دون حدود».

تراث ثري

يضم المعرض، الذي يختتم اليوم، 12 عملاً من لوحات كولاج ومواد مختلفة من تراث الإمارات، وهي محاكاة لصور الشيخة عائشة بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وصديقاتها والمطوعات، في حفل «التومينة» (ختم القرآن الكريم) بعدسة رونالد كودري (عام ١٩٥٣)، وتظهر فيها الشيخة عائشة وصديقاتها بالحلي التقليدية، إذ كان من السائد أن تجتمع الفتيات اللواتي ختمن حفظ القرآن الكريم في الفريج وهن يرتدين أجمل الثياب والحلي، ويرددن الأدعية ومعهن المطوعة والأمهات؛ بحسب ما أوضحت الجابري، لافتة إلى أن المعرض يضم أيضاً مجموعة من اللوحات التي تظهر فيها وجوه لإماراتيات يرتدين البرقع التراثي، وهي 15 لوحة، بدأت الفنانة العمل عليها منذ عام 2013.

وفي استحضار لمشروعها الفني الأول «البرقع»؛ تقدم خلود الجابري في المعرض 23 لوحة تضم براقع خاصة لنساء إماراتيات من أمهات وجدات عرفتهن في حياتها وطفولتها، وتربطها بهن ذكريات وعلاقات صداقة ونسب وروابط اجتماعية، وقدمن براقعهن بترحاب للمشاركة في معرضها، وليصل التراث الإماراتي إلى الجميع. وقالت إن كل برقع يحمل بصمة وشخصية صاحبته، إلى جانب عمل واحد تركيبي للبرقع والزي الإماراتي بتعبير الفنانة (عمل إنستليشن) عام 2018.

وتقدم الجابري مقارنة للمرأة الإماراتية بين الماضي والحاضر في ثلاث لوحات، واحدة منها ظهرت في معرض المرأة التشكيلي الأول في المجمع الثقافي في عام 1986 تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وقامت سموها بافتتاحه، وكانت الجابري وقتها طالبة في المرسم الحر بالمجمع الثقافي، وعمدت في لوحتها إلى تجسيد مسيرة المرأة الإماراتية، وحضور سمو الشيخة فاطمة ودعمها للفن التشكيلي كان له أثر كبير على الفنانة، التي كانت من أبرز المواهب الشابة في المرسم.

وأوضحت: «كان لهذا الحدث أثر كبير في نفسي، خصوصاً مع دعم سمو الشيخة فاطمة للفن والفنانات الإماراتيات».

كما تضم المجموعة لوحة تبين دور المرأة في المجتمع، إذ تقف مثل السهم مرتدية البرقع التقليدي والعلم الإماراتي، خلف بناء الحضارة والإنسان، بما يشير إلى أن المرأة هي التي تقف بحضورها ومساهماتها وراء تقدم الأمم والمجتمعات.

من جانبها، أشارت مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، التابع لنادي تراث الإمارات، فاطمة مسعود المنصوري، إلى دور النادي في الإسهام في الحراك الثقافي وإبراز الموروث الوطني في مختلف مجالات الإبداع الفني، لاسيما المتعلق بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقالت: «يشرفنا في مجلس زايد الثقافي في المركز أن نحتفي بعام زايد الخير، زايد الذي يعيش معنا في كل الأعوام، ننهل من إرثه الحضاري مقومات حاضرنا ومستقبلنا. زايد الخير والتسامح والعطاء، زايد الثقافة والحضارة، زايد الذي يكمل أبناؤه مشوار البناء؛ فها هو سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، يسير على درب والده، يحتفي بالتراث، ويسخّر كل الإمكانات من أجل الحفاظ عليه، ويبثُّه في نفوس الكبار والصغار، بحيث استحق أن يلقَّب برجل التراث».

وأوضحت المنصوري أن هذا الحدث الثقافي يمثل باكورة الموسم الثقافي للمركز لعام 2018، ويجمع لوحات للفنانة الجابري تعرض في شكلها بعض مكونات تراثنا، وتحمل في مضامينها رسالة وفاء من مبدعة استلهمت ما عاشته في كنف زايد.

من جهته، عبر المستشار الثقافي في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، سعيد العامري، عن تقديره للجماليات التي عكستها لوحات الجابري، وللمضامين التراثية المتنوعة باستخدام الوجوه والبراقع والمفردات التراثية الأخرى بصورة فنية إبداعية أبرزت جمال تراثنا الوطني، وجسَّدت فيها حضور المغفور له الشيخ زايد في عامه، عام الخير.

شهد المعرض عدد من المسؤولين في النادي، ونخبة من المثقفين والفنانين والأدباء والشعراء والأكاديميين، وجمهور من محبي الفن التشكيلي.

الأكثر مشاركة