لطيفة باقا: الأدب له علاقة أكثر بالخيانة.. وليس بالوفاء
ترى الكاتبة المغربية لطيفة باقا، أن الجوائز مهمة، وتلعب دوراً كبيراً في الترويج للعمل الأدبي، إلا أن «الفساد الثقافي» يصنع جوائز غير ذات صدقية، ويشجّع بعض الأعمال الضعيفة.
«غرفة فرجينيا وولف» أصدرت الكاتبة المغربية أولى مجموعاتها القصصية بعنوان «ما الذي نفعله؟»، التي حازت جائزة الأدباء الشباب عام 1992، ثم أتبعتها بمجموعة «منذ تلك الحياة» عام 2005، كما كتبت لمجلات عدة في المغرب وخارجها. وحصلت مجموعتها القصصية الأحدث «غرفة فرجينيا وولف» على جائزة القرّاء الشباب من شبكة القراءة بالمغرب لعام 2017. |
وقالت باقا إن الجوائز الكبيرة والمتنوعة «تتميم للعمل الروائي، كما تلعب دوراً كبيراً في الترويج له». وأضافت «لكن أي جائزة؟ وأي مقاييس؟ وأي صدقية؟ لأي رواية؟ فنحن نعيش شكلاً من أشكال الفساد الثقافي، وهذا الوضع يخلق لنا جوائز ليست ذات صدقية، كما أن بعض الجوائز تشجع بعض الأعمال الأدبية الضعيفة».
وتابعت «مثلاً نجد أن بعض الجوائز تراعي هذه السنة دولة عربية، والسنة المقبلة لدولة أخرى.. وهكذا دواليك، وكأن المسألة تتعلق بالجغرافيا، في حين أن الأدب وجودته هي المقياس الوحيد الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار».
وترى باقا، المولودة في سلا بغرب المملكة المغربية عام 1964، أنه عند تحكيم أي عمل أدبي ضمن مسابقة أو جائزة، يجب النظر إلى جودة العمل وبنائه، وعدم ربطه بالقضايا الرائجة وموضوعات الساعة. وقالت «عندما أحكم على عمل يجب ألا ينطلق من مقاييس معينة، أو مصالح معينة، عادة ما تكون على حساب جودة العمل».
وأضافت «يجب عدم محاكمة العمل الأدبي من خلال باب المذاهب أو المعتقدات أو السياسة، أو تطرق الكاتب لموضوعات الساعة.. بمعنى مسايرة الكاتب نوعاً من (الموضة)، فهذا يلعب دوراً سلبياً بالنسبة للأدب بصفة عامة، ويصبح مقياس النجاح ليس الجودة أو الكفاءة الأدبية، بل مسايرة موضوعات معينة».وأكملت باقا: «هناك من الكتّاب من يكتب عن موضوعات يهتم بها الغرب أو الساحة الثقافية عموماً، إما للفت الانتباه أو للفوز بجوائز».
ورغم تميزها في كتابة القصة القصيرة، ترى باقا أن من الصعب على الكاتب «الإخلاص» لنوع واحد من الكتابة، وأن تنقل الكاتب من نوع إلى آخر يسهم في إثراء الأدب وازدهاره.
وقالت، إن «الأدب له علاقة أكثر بالخيانة، وليس بالوفاء، هناك عدد من الروائيين بدأوا بالشعر، وانتقلوا إلى الرواية والعكس صحيح، أو بدأوا بالقصة القصيرة وانتقلوا إلى الرواية.. فالإخلاص ليس من شيم الكاتب».