تناولت التداوي في كتابها الثاني «وين الخيل دوا العليل»
صبحه الخييلي: أهل البادية شخّصوا الداء بالنظر في وجه المريض
التعريف بالموروث، وإطلاع الأجيال الحالية والمقبلة على ما حظي به أهل البادية من وعي بالفطرة، وعلم بالتداوي كان يعتمد عليه كلياً حتى وقت قريب جداً، وتحديداً حتى فترة الستينات من القرن الماضي.. كانا دافع الشيخة صبحه محمد الخييلي لتقديم كتابها الجديد «وين الخيِل دوا العليل»، الذي صدر أخيراً عن دائرة للثقافة والسياحة - أبوظبي.
موضوعات متعددة ينقسم كتاب «وين الخيِل دوا العليل» إلى فصلين أساسيين، الأول بعنوان «حياة البدو الصحية» ويتضمن ستة أبواب: طبيب في كل فريج، طرق الوقاية من الأمراض، الدواء في الغذاء، نباتات وأشجار البر، غذاء الماشية، باب التوابل والأعشاب. بينما يتضمن الفصل الثاني «أدوية وطب البدو» ثلاثة أبواب: أدوية نباتية عشبية، أمراض ووصفات علاجها، ممارسات طبية بدوية. واشتملت الأبواب على محاور فرعية وشروح تفصيلية لكل باب. واستعانت الشيخة صبحه الخييلي بالعديد من الأحاديث النبوية والأمثال الشعبية وأبيات الشعر والقصص الواقعية، للتأكيد على أهمية الطب والتداوي في حياة البدو. • يملك أهل بادية أبوظبي إرثاً ضخماً من الخبرات والتجارب في التداوي، اكتسبوها وتعلموها من الآباء والأجداد. • الناس كانوا يعتمدون على الأدوية الطبيعية بشكل أساسي، وتراجع الاعتماد عليها مع الوقت وتطور الحياة وإنشاء مستشفيات حديثة. |
وأوضحت الشيخة صبحه أن الكتاب الجديد يعد مكملاً لإصدارها السابق «وين الطروش»، من حيث تناولهما حياة أهل البادية الاجتماعية والصحية والعادات والتقاليد التي كانت سائدة لديهم، في حين استمدت عنوان الكتاب من المثل الشعبي «الخيِل دوا العليل».
وأشارت خلال الجلسة، التي عقدت مساء أول من أمس، في جناح مؤسسة المباركة بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحضور الشيخ محمد بن نهيان آل نهيان، والشيخة موزة بنت مبارك آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة «المباركة»، إلى أن الكتاب يتناول طرق وأساليب التداوي في المنطقة بهدف توثيقها، إذ كان هذا النمط من العلاج سائداً حتى فترة الستينات، وكان الناس يعتمدون على الأدوية الطبيعية بشكل أساسي، وتراجع الاعتماد عليها مع الوقت وتطور الحياة وإنشاء مستشفيات حديثة متطورة، ليصبح استعمالها بشكل جزئي لمن يرغب، ولكن مازالت الأدوية الطبيعية علاجاً تكميلياً إلى جانب الأدوية المعتمدة.
إرث ضخم
وأضافت الشيخة صبحه الخييلي: «يملك أهل بادية أبوظبي إرثاً ضخماً من الخبرات والتجارب في التداوي، اكتسبوها وتعلموها من الآباء والأجداد، فأتقنوها وبرعوا في هذا المجال حتى وصل علمهم إلى القدرة على تشخيص المرض بمجرد النظر في وجه المريض، وقد ساعدهم على هذا التميز العديد من العوامل والأسباب، أهمها الفطرة التي خلقها الله في أهل البادية، فلديهم نهم وحب شديدان للتعلم وإتقان كل شيء. فكان هناك الكثير من البدو على علم واسع بالتداوي رغم وجود طبيب في الفريج يلجأون إليه في الحالات الطارئة والأمراض المستعصية».
وعن خطة عملها لإعداد الكتاب، أفادت باعتمادها على أبحاث ومصادر متعددة حول الأدوية الطبيعية في المنطقة، وكذلك البحث في السنة النبوية والأمثال الشعبية وأبيات الشعر التي تناولت أهمية ومكانة التداوي بالطرق الطبيعية في بيئة البادية، إلى جانب مراجعة «مجمع الشيخ زايد لبحوث الأعشاب» في ما ورد بالكتاب من معلومات، منوهة بالدور الكبير الذي يقوم به المركز في دراسة الأعشاب والأدوية المتوارثة وتوثيقها وذكر فوائدها وطرق استخدامها، إذ أنشأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نظراً إلى أهمية الطب التقليدي في المجتمع المحلي.
لستُ معالجة
وقالت الشيخة صبحه الخييلي: «لست معالجة أو طبيبة، وإنما أحكي جانباً مهماً في حياة بادية أبوظبي في فترة زمنية عشتها، بهدف التعريف بهذا الإرث، وإطلاع الأجيال الحالية والمقبلة على ما حظي به أهل البادية من وعي وعلم، يعدان منهجاً علمياً كان يعتمد عليه كلياً حتى وقت قريب جداً، وتحديداً حتى فترة الستينات من القرن الـ20».
وأشارت إلى أنها تناولت في الكتاب دور المرأة في التداوي والعلاج التقليدي، كما ذكرت النباتات والأعشاب والتوابل، واستخداماتها وفوائدها العلاجية، وتفاصيل العلاج بالحجامة والوسم والمسح والرقية، لافتة إلى أن هناك معالجين متخصصين في الطب التقليدي يمارسون مهنتهم إلى يومنا الحالي، وأن العديد من الأدوية الحديثة استمدت تكوينها الأساسي من النباتات والأعشاب الطبيعية، وفي الآونة الأخيرة بدأ العالم مرة أخرى في تغيير المسار والاتجاه والعودة للطبيعة نظراً إلى بعض الآثار الجانبية التي قد تسببها العلاجات الكيميائية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news