عمل يتعقب رحلة البحث عن الكأس المقدسة
كوميديا «سبامالوت».. على خشبة «أوبرا دبي»
يستوحي العرض المسرحي الغنائي «سبامالوت» قصته من الفيلم البريطاني «مونتي بيثون والكأس المقدسة»، الذي تدور قصته حول الملك آرثر الذي يبحث عن فرسان ليذهبوا معه إلى قصر كاميلوت، وفي طريقهم يقرر الفرسان عدم الذهاب، ثم يظهر لهم شيء من السماء ويطلب منهم البحث عن الكأس المقدسة. المسرحية التي تقدم على خشبة «أوبرا دبي» تنتمي إلى المسرح الفكاهي الخفيف، وتقدم في قالب غنائي وتمثيلي، كما تم التعديل عليها لإكسابها بعض الملامح المحلية من خلال إضافة بعض التعابير التي تسهم في إدماج الجمهور المحلي مع العمل.
سيرة العمل انتجت مسرحية «سبامالوت» للمرة الأولى عام 2005، وهناك العديد من المراجع حول القصة، ولهذا يتم تحديثها بشكل مستمر. أما الفيلم الذي استوحيت منه القصة «مونتي بيثون والكأس المقدسة» فقد أنتج عام 1975، ويتميز بكونه كوميدياً هزلياً. وحاز العرض جائزة توني لعام 2005 لأفضل موسيقى جديدة. وقد كتب العمل من قبل الكاتب أريك ايدل، وشاركه كتابة الموسيقى الخاصة بالعمل المؤلف، جون دوبريز. وأنتجت العمل شركة «سلادور»، المعروفة بإنتاجها العديد من الأعمال الضخمة، ومنها فوتلوس وأميركان ايديوت، وغيرهما من العروض التي حققت نجاحات باهرة. |
على أرضية المسرح تتوزع قطع الديكور التي تحولها إلى غابات خضراء، ثم تنقل المشاهد إلى القصور ولاس فيغاس، بينما تتفاعل الإضاءة مع هذه البيئة المختلقة، الخاصة بالعمل ما يجعله يحمل الكثير من الجوانب الطفولية، ولاسيما لجهة الملابس والبيئة. وقال الممثل بوب هارمس، الذي يقوم بدور الملك آرثر، عن دوره، لـ«الإمارات اليوم»: «يتميز الدور بكون الملك آرثر يعيش بلا دور، ولا فائدة من وجوده، ولكنه يعتقد أنه من الممكن أن يكون جيداً ويتغير، وفي الحقيقة لن يتمكن من ذلك». ونوه بأن الدور يحمل بعض التحديات، فالملابس التي يرتديها فيها الكثير من الألومنيوم، وهي تتميز بكونها تحمل وزناً ثقيلاً إلى حد ما، كما أن الحركة بها ليست مريحة تماماً، إضافة إلى أنه من الممكن أن يتعب الصوت بسبب الجهد والغناء. واعتبر هارمس ان العمل مختلف عن الفيلم الذي قدم سابقاً، فهناك الكثير من الاختلاف في ترتيب الأغنيات، والعرض والشكل اللذين تحملهما المسرحية، وأوضح أنه يقوم بالدور منذ عام واحد فقط، فقد تم البدء بعرض العمل في لندن منذ عام، وما يجعله ناجحاً أنه يحمل الشكل الكوميدي الهزلي، مضيفاً أن العمل يحمل أسماء أشخاص ترتبط بكل بلد نذهب إليه، ففي دبي هناك بعض الأسماء والجمل التي ستضاف إلى دور الملك آرثر. ولفت إلى أن العمل يتناول الشخصية التاريخية بشكل مختلف، ففي الأعمال المسرحية تجري العادة بالاستقصاء عن الشخصية، والتماهي معها، فهذه القصة حقيقية، لكن في الحقيقة يقدم العمل العالم بشكل هزلي وليس بشكل جاد، وهذا ما يجعله مختلفاً.
المخرج دانيال بوكيورد اعتمد الكثير من التغييرات في شكل العمل، والإكسسوارات والملابس، وقال عن هذا التغيير: «المسرحية مستوحاة من الفيلم السينمائي، لكن في الواقع ما حاول الكاتب تقديمه هو دمج بين القصة التاريخية وأحداث الفيلم، لتخلص النتيجة بعمل مختلف، أما الجانب السينوغرافي فقد قدم بعناية لأنه يحمل الكثير من التبديلات، التي يجب أن تكون سلسة أمام الجمهور، فيتم نقله من خلال المسرح إلى الأشكال البيئية المختلفة من غابات وجبال ووديان وبحيرات، إضافة إلى لاس فيغاس، المدينة التي تدور فيها أحداث القصة، وهذا تطلب الجهد أيضاً في نقل الديكورات التي تناسب كل أنواع المسارح. ونوه بأنه كمخرج لا يحرص على تقديم ديكورات تشبه الواقع، فهو لا يبحث عن فرض بيئة يقنع فيها الجمهور بأنها واقعية، لأن الجمهور في الختام يدرك أنها قطع ديكور، ولهذا يبحث عن مشاهد بسيطة غير معقدة ومألوفة وجميلة. وأكد أن العرض يمتد إلى ما يقرب من ساعتين، وأن عدد الفريق التمثيلي يصل إلى 12 ممثلاً على المسرح، مشيراً إلى أن الجزء الأكثر تحدياً هو عمل الفريق المسؤول عن الرقصات، خصوصاً أن على الممثلين الرقص في أثناء الغناء وهذا متعب.
ومن الأدوار التي كتبت للمسرحية وغير موجودة في الفيلم، دور سيدة البحيرة، الذي تلعبه سارة هالينغتون التي قالت عن دورها: «يتطلب الدور الكثير من المهارات، ولاسيما أنني أغني الجاز والأوبرا والبوب، فهذا التنقل بين أنواع مختلفة من أنواع الغناء يعد مرهقاً للمغني»، وأضافت: «هذا الأمر لا يجعل حضوري على المسرح مطلوباً لكثير من الوقت وبشكل متواصل، ولكن الانتقال في الغناء يعد من أكثر الأمور تحدياً، كون المغني في العادة يتخصص بنوع واحد من الغناء»، أما في ما يتعلق بالأزياء التي ترتديها فلفتت إلى أنها غالباً ما تنبع من شكل أزياء الحوريات، لكنها أثواب ضخمة وثقيلة، وتحتاج إلى من يساعدها في ارتدائها في الكواليس كي تنتقل من مشهد إلى آخر، وهذا أيضاً يجعل الشخصية محببة قليلاً للأطفال، خصوصاً من الناحية البصرية. ونوهت الممثلة إلى أنها تقوم بدور امرأة قائدة، وبالتالي هذا يضع الممثلة أمام تحدٍّ، ولاسيما أن الدور يتطلب الأداء الكوميدي في الوقت عينه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news