60 قطعة نادرة في «المتحف الإسلامي» بأبوظبي

60 قطعة من المقتنيات الفريدة التي تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي، يقدمها معرض «المتحف الإسلامي»، الذي اختتم فعالياته، أمس، في قاعة اللؤلؤة بـ«ياس مول»، بهدف تعريف الجمهور من مختلف الفئات والأعمار بصفحات من التاريخ الإسلامي، وما يزخر به من فنون متميزة، ونشر الثقافة بين أفراد المجتمع، على أن ينتقل المعرض إلى المركز التجاري العالمي بأبوظبي في الفترة من 12 إلى 22 رمضان.

وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة المتحف بأبوظبي، عبدالله بن حوفان المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، أن «المعرض يضم ما يقرب من 60 قطعة تعود إلى الفترة من القرن الثالث إلى القرن الـ15 الهجري، وتتضمن 25 مصحفاً وأربع مخطوطات لصفحات من القرآن مكتوبة باليد بعضها على ورق، والبعض الآخر على رق الغزال، إلى جانب 16 قطعة من الأسلحة تتنوع بين السيوف والخناجر والخوذ والدروع وغيرها، وقطع أخرى متنوعة». وأشار إلى أن شركة المتحف هي أول شركة تتخصص في إقامة متاحف متنقلة في أماكن مفتوحة للجمهور مثل المراكز التجارية، بهدف نشر الثقافة، وإلقاء الضوء على جوانب من الحضارة العربية والإسلامية وتراث الإمارات، والتعريف بالإرث العظيم الذي تتمتع به المنطقة. وذكر أن مقتنيات الشركة تنقسم إلى مجموعة للمقتنيات الإسلامية التي تعرض في المعرض الحالي، ومجموعة مقتنيات العالمية، إلى جانب مجموعة تنتمي لتراث الإمارات، ومجموعة «مقتنيات زايد»، التي عرضت في يناير الماضي في فعالية «مجلس زايد»، بالتزامن مع إعلان «عام زايد».

أبرز المعروضات

جامع الشيخ زايد

احتفاءً بـ«عام زايد» يضم «المتحف الإسلامي» تحفة فنية لجامع الشيخ زايد في أبوظبي، مصنوعة من الكهرمان البولندي والذهب، ويبلغ وزنها 1.7 كيلوغرام.

25

مصحفاً وأربع مخطوطات لصفحات من القرآن من بين معروضات «المتحف الإسلامي».

وفي استعراضه لأبرز القطع المعروضة، أشار المنصوري إلى أن أقدم قطعة يضمها المعرض عبارة عن مخطوطة قرآنية مكتوبة بالخط الكوفي من دون تنقيط على رق الغزال من جنوب الجزيرة العربية، وتعود إلى أواخر القرن الثالث الهجري، كما يضم المعرض مجموعة من المصاحف من مختلف قارات العالم تقريباً، من أندرها مصحف تتاري يرجع إلى قبيلة مكاريسكي التتارية المسلمة، التي عاشت في إفريقيا ثم هاجرت بعد إسلامها إلى بولندا هرباً من بطش التتار، إذ احتضنهم ملك بولندا ومنحهم أرضاً لبناء المسجد الأبيض، أما المصحف فقد كتب في القرن الـ12 الهجري، والطريف أنه كُتب في الكنيسة على ورق يحمل نقوشاً كنسية ومزخرف بزخارف نباتية، وكان آخر من توارث المصحف من أفراد القبيلة راشد مكاريسكي، الذي توفى في بريطانيا عام 2006. ومن المصاحف كذلك مصحف من ولاية بهار في الهند يعود إلى القرن التاسع الهجري كتب بالخط البهاري، ورسمت بعض الرسومات الإسلامية على شكل دمعة على جانب بعض الصفحات بماء الذهب والحبار الملوّنة. أيضاً هناك «مندوس» أو صندوق عثماني من الخشب المطعم بالصدف وأسلاك الفضة على شكل زخارف وأغصان نباتية يعود إلى القرن العاشر الهجري. وأوضح المنصوري أن «المصادفة لعبت دوراً في اكتشاف حفر في خلفية الصندوق، خلال فترة الترميم، يشير إلى حرملك السلطانة ناهد وتوقيع عثماني، وهو ما يزيد من قيمة الصندوق تاريخياً، كذلك يجمع المعرض عدداً من المخطوطات النادرة، منها قصيدة البردة للبوصيري، بتخميس ناصر الدين محمد الفيومي تعود للقرن السابع الهجري».

أسلحة

يضم «المتحف الإسلامي» مجموعة فريدة من الأسلحة، من أهمها مدفع «لنتاكا» وهو مدفع يدوي برونزي يعود إلى سلطنة بروناي في القرن العاشر الهجري، وكان يستخدم في محاربة القراصنة في حالة اقترابهم من السلطنة، و«زي مبارك عثماني»، وهو زي إسلامي عثماني باللون الأخضر مصنوع من ستارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يلبس للتبرك به. ومن القطع الحربية أيضاً خوذة ودرع لمحارب من العصر القاجاري، كل منهما مزخرف بزخارف نباتية ومطعم بطبقة من الذهب والفضة وتعودان لمنتصف القرن الـ11 الهجري، وخنجر بحدين من العهد نفسه، صنع المقبض من عاج الفقمة، ونقش عليه بالحرف البارز «ملك علي زند» وزين بصورة رجل يرتدي تاجاً ويقف مع زوجته وابنه، وهو يعود للقرن الـ13 الهجري، وسيف إسلامي من الجوهر نقش عليه اسم الصانع الشهير أسد الله الأصفهاني، وعبارة «نصر من الله وفتح قريب» ويعود للقرن الـ12.

فنون

ومن القطع التي تعكس نماذج من فنون العمارة الإسلامية، قطعة من الجص تعود للعصر العثماني كانت في أحد أروقة المسجد النبوي الشريف، وتمت إزالتها في التوسعة الأولى للملكة في عهد الملك سعود عام 1956، وقطعة عثمانية أخرى من الجص حفر عليها لفظ الجلالة بالخط الكوفي، تعود إلى المسجد الحرام وأزيلت في التوسعة الأخيرة للمسجد. وكذلك قطعة من كسوة الكعبة وكتيب افتتاح مصنع كسوة الكعبة المشرفة عام 1977، إضافة إلى مخطط لبئر زمزم رسم بدقة للتفاصيل والقياسات الحفرية للمسجد الحرام، ومجموعة أباريق من الطين كان يوضع فيها ماء زمزم في القرن الـ14 الهجري.

من جانبه، أشار المدير العام لـ«ياس مول»، سعود خوري، إلى أن المعرض أتى ضمن إطلاق المركز مبادرة تفاعلية مجتمعية بالتزامن مع «عام زايد»، واحتفاءً بذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تعكس استراتيجية «الدار العقارية» في توفير أجواء متميزة تجمع بين الثقافة والترفيه والتسوّق.

الأكثر مشاركة