من ندى الماضي

الثقلاء يسقمون الروح

قيل للشعبي هل تمرض الروح؟ قال: نعم من ظل الثقلاء، قال بعض أصحابه: فمررت به يوماً، وهو بين ثقيلين فقلت: كيف الروح؟ قال: في النزع.

وعن جرير قال: جئت الأعمش يوماً فوجدته قاعداً في ناحية وفي الموضع خليج من ماء المطر. فجاء رجل فيه سواد (مال كثير) فرأى الأعمش وعليه فروة، فقال: قم وعبرني هذا الخليج، وجذب بيده، فأقامه وركبه، وقال: «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين»، فمضى به الأعمش حتى توسّط الخليج، ثم رمى به، وقال: «وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين»، ثم خرج وتركه يتخبط في الماء... وقيل للأعمش: ممَ عمشت عيناك؟ قال: من النظر إلى الثقلاء. وقال جالينوس: لكل شيء حمى وحمى الروح النظر إلى الثقلاء... ودخل على الأعمش رجل يعوده فقال له: ما أشد ما مر بك في علتك هذه؟ قال دخولك.

وقال السيناني: دخلت مع أبي حنيفة على الأعمش. فقال: يا أبا محمد لولا أني أكره أن أثقل عليك لزدت في عيادتك. فقال له الأعمش: إنك تثقل علي وأنت في بيتك، فكيف إذا دخلت علي!

- «أخبار الظرّاف» عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله (ابن الجوزي ـ ت 597 هـ)

تويتر