تستعيد إبداعات الروّاد.. ورفقاء يجدّدون صحبة «أبوالفنون»
«عيون» تعيد الروح إلى مسرحيات إماراتية قديمة
في بادرة جديدة استطاعت جمعية المسرحيين أن تجمع العديد من أبنائها، ممن شاركوا في إبداع أعمال مهمة في مكتبة المسرح الإماراتي، خصوصاً في الثمانينات، وحالت ظروف مختلفة لبعضهم دون وجودهم في المشهد المسرحي الحالي، أو حتى فرقتهم الدروب والاهتمامات المختلفة، في حين لايزال البعض الآخر يمثل مجهوده وصالاً عملياً بين أجيال الخشبة المحلية.
1982 العام الذي عرضت فيه مسرحية «الخوف»، التي كانت بطلة الأمسية الثالثة من «عيون المسرح المحلي». مريم سلطان: «كل أمسية من شأنها أن تجمع المسرحيين الإماراتيين، هي بمثابة بادرة تستحق التلبية». حبيب غلوم: «(الخوف) أحالتني لظهوري الثالث على الخشبة.. ودعم مخرجها لخطواتي الأولى لا أنساه». إسماعيل عبدالله: «خطوة لتوثيق جاد لمحطات المسرح.. وفرصة شبابية للاستفادة من مسيرة الروّاد». عائشة عبدالرحمن: «ليس الشباب فقط من يحتاجون لهذه العروض، بل هي فرصة للجميع لتذكر ملامح الزمن الجميل». |
وقدمت مبادرة «عيون المسرح المحلي»، التي تستقبل الجمهور في أجواء رمضانية مميزة بمقر جمعية المسرحيين بالشارقة، فرصة لاستعادة مسرحيات «الخوف» و«مقهى بوحمدة» و«المخدوع»، في سهرة تنتظر جمهورها كل يوم سبت، حتى نهاية رمضان.
وفي ثالث سهرات «عيون المسرح المحلي»، استضافت جمعية المسرحيين بمقرها في الشارقة، مساء أول من أمس، عرضاً مُسجلاً عرض على شاشة كريستالية لمسرحية «الخوف» من إنتاج مسرح رأس الخيمة الوطني في عام 1982، وتمثيل كل من الفنانين المخضرمين: عبيد الجرمن وجابر نغموش وسعيد سالم ومريم سلطان وحبيب غلوم، وتأليف عبيد الجرمن وإخراج خليفة العريفي.
ومن خلال ندوة أدارها الحليان، استعاد كل من الجرمن وغلوم وخليفة العريفي، ومصمم ديكور العرض الفنان عبدالكريم عوض الكثير من تفاصيله.
تجمّع غير تقليدي
وقال رئيس جمعية المسرحيين، إسماعيل عبدالله، لـ«الإمارات اليوم»: «إن مبادرة (عيون المسرح المحلي)، هي بمثابة تجمّع غير تقليدي، لأسرة المسرح الإماراتي، لا تسوده النقاشات والأطروحات، بقدر ما ينثر مساحة جمالية لاستعادة واحدة من درر المسرح الإماراتي في كل سهرة».
وأثنى على حرص العديد من المسرحيين على وجودهم في أمسيات عيون المسرح، معتبراً أن ذلك يعد ملمحاً من ملامح الوفاء لكل من شارك في إبداع تلك الأعمال الخالدة في مكتبة المسرح الإماراتي.
وأكد عبدالله أن «برنامج المبادرة يستهدف إعادة الروح إلى المسرحيات القديمة، من تلك التي شكل عرضها نقطة تحول في مسار المسرح الإماراتي»، مضيفاً: «هذا المشروع سيساعدنا على توثيق حراكنا المسرحي، وتعريف شباب اليوم بالجهود والتحديات التي واجهت الفرق المسرحية، من أجل إنتاج أعمال تستحق العرض».
أم المسرحيين الإماراتيين الفنانة مريم سلطان، أشادت بالمبادرة، معتبرة أن «كل أمسية من شأنها أن تجمع المسرحيين، هي بمثابة بادرة تستحق التلبية، فرغم وجود منصة سنوية إبداعية تجمعنا، وأعني بها مهرجان أيام الشارقة المسرحية، فإن أسرة (أبوالفنون) بحاجة إلى مزيد من التجمعات، لاسيما إذا كانت في تلك الأجواء المثالية التي نشهدها بعيون المسرح المحلي».
من جانبه، قال الفنان مرعي الحليان، الذي يدير أمسيات «عيون المسرح المحلي»: «إن هناك حالة ملموسة من تفاعل الجمهور من شباب ومخضرمين مع عروض الأمسية، التي تعيدهم إلى الزمن الجميل، بذكرياته ومحطاته المختلفة». وتابع: «هذه العروض تبقى بمثابة منصّة رمضانية مهمة لاستجلاء المسارات التي سلكها المخضرمون، لنضعها أمام شباب المسرح فيستفيدوا منها، ويعلموا قدر الجهد والصبر والعطاء الذي قدمه الروّاد في مسيرتهم المسرحية الثرية والمتنوّعة».
تجارب
وتوقف الفنان خليفة العريفي، عند تجربته التي اقتربت من أربعة عقود، مشيراً الى أن «العرض الأول للمسرحية التي التأمت بفريق من مسرح رأس الخيمة الوطني، كان في إمارة أبوظبي». بينما أشار حبيب غلوم، إلى أن مسرحية «الخوف» كانت ثالث مشاركة له في مشواره، مضيفاً: «أدين بالفضل في دخولي المسرح إلى الفنان القدير خليفة العريفي وتشجيعه لي على ممارسة العمل المسرحي». وأثنى الفنان عبيد الجرمن، على المبادرة، مضيفاً أنها «بمثابة تذكر رائع من جمعية المسرحيين، جعلتنا نسترجع تفاصيل إبداع لا يمكن أن ينساه كل من شارك إنجازه». من جهته، اعتبر مدير إدارة الثقافة والفنون في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وليد الزعابي، المبادرة بمثابة فرصة جيدة لاستدعاء بعض الملامح الأصيلة في المشهد المسرحي المحلي، لأعمال ذات قيمة مهمة في مكتبة المسرح الامارتي.
وقال الفنان أحمد الأنصاري، مخرج عرض «المخدوع»، الذي استضافته أيضاً «عيون المسرح المحلي»، إن «مبادرة جمعية المسرحيين وفرت فرصة للقاء حقيقي للمسرحيين يستذكرون فيه أيامهم، بعيداً عن روتين الندوات والملتقيات، كما أعادت إلى الأذهان بعض من لآلئ إبداعية، ربما تكون غائبة عن الجيل المسرحي الشاب».
ورأى الفنان عبدالله صالح، الذي شارك ممثلاً أيضاً في المسرحية نفسها، أن «تلك السهرات التي تناسب أجواء رمضان، فرصة عملية تستعرض، للشباب خصوصاً، الجهود الكبيرة التي بذلها الروّاد في إنتاج الأعمال المسرحية». الفنانة عائشة عبدالرحمن، أشارت إلى أنها «فوجئت باختيار جمعية المسرحيين لثاني أعمالها في مسيرتها المسرحية قبل أكثر من ثلاثة عقود لعرضها، ضمن سهرات عيون المسرح المحلي».
وأضافت: «ليس الشباب فقط هم من يحتاجون إلى مثل هذه العروض الرائدة، بل هي فرصة لنا أيضاً لتذكر بعض ملامح الزمن الجميل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news