عطور برائحة الورق ووجبات بمكونات طبيعية
السويدي.. روائي وشاعر يستثمر ثقافته في مطعم
استثمر الكاتب والروائي المواطن الدكتور فيصل السويدي، نجاحه في عالم الأدب، بعد نشره أربع روايات وديوان شعر، في تأسيس مشروعه التجاري الثقافي، وهو عبارة عن مطعم «بوك بيرغر»، الذي غلب عليه طابع الثقافة والقراءة، إلى جانب تقديم وجبات ذات مكونات صحية وقيمة غذائية عالية، إذ زود المطعم الخاص به بنحو 400 كتاب موزعة في أركان المطعم، وعلى أرفف الطاولات المصممة على شكل مكتبات صغيرة، كما جعل من الجدران والديكور الخاص بالمطعم ذات نمط كلاسيكي مزين بعبارات لشخصيات عالمية.
حول تأسيس فكرة المشروع قال السويدي لـ«الإمارات اليوم»: «أردت أن أوظف شغفي بالأدب والروايات وقراءة الكتب، في مشروع تجاري استثماري يخدم الزبون بطريقة إبداعية بعيداً عن النمط الدارج، وفي الوقت ذاته يشجعه على القراءة والاطلاع والمعرفة بالكتب ومؤلفيها، لذا جاءت فكرة تأسيس مطعم بنمط مختلف عن المطاعم الدارجة التي تقدم وجبات غذائية».
بعد نضوج الفكرة وضع السويدي التصور المبدئي لمشروع المطعم الذي يقدم للزبون بجانب الوجبات الغذائية، وجبات ثقافية مختلفة متمثلة في الكتب المتوافرة في المطعم ليُتاح له قراءتها في أجواء ثقافية، ابتداء من ديكور المطعم وحتى العطور المخصصة للزبائن بروائح أوراق الكتب، والوجبات الغذائية المختلفة، والتي صنعت بطريقة احترافية في مصانع أوروبية، وهي الفكرة التي قال عنها السويدي «تأكدتُ بعد بحث متواصل أن الفكرة هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة».
ويكمل المثقف الإماراتي شرح مشروعه بالقول «حرصت على أن تكون الديكورات الخاصة بالمطعم ذات طابع مختلف، تسافر بمن يراها إلى عصور الأدب المختلفة، فالجدران مزينة بعبارات لفلاسفة وأدباء ورؤساء دول ومؤرخين قدموا للبشرية خلاصة تجاربهم وفكرهم الأدبي، إذ اخترتُ هذه العبارات بعناية فائقة وحرصت على أن تكون متنوّعة بين حكمة ومقولة واقتباس لتناسب المستويات الثقافية للزبائن»، مضيفاً: «رغبة مني في تشجيع الزبائن على القراءة، وتماشياً أيضاً مع توجهات الحكومة في التحفيز عليها عبر تخصيص عام للقراءة وإصدار القانون الوطني للقراءة، حرصتُ على أن تعزز التفاصيل الخاصة بالمطعم هذا المفهوم».
ويبيّن السويدي أنه إلى جانب تزويده المطعم بنحو 400 كتاب تنوّعت بين روايات وسير ذاتية وكتب تاريخية وسياسية وغيرها، وضع أيضاً في اعتباره الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة في المطعم لتتماشى مع الهدف العام، وهو التشجيع على القراءة، لذا طبع عبارات مختلفة على المناديل والأكواب والصناديق الورقية المخصصة للوجبات، كما جاءت فكرة تقديم الفاتورة للزبون مختلفة، حيث تقدم في صناديق صُممت على شكل كتب ونُقشت على أغطيتها وجوانبها عبارات ومقولات ذات قيمة أدبية كبيرة، إلى جانب توفير صابون وعطور بروائح أوراق الكتب والشوكولاتة والقهوة والفانيلا وسلطة الفواكه.
ولم يغفل صاحب المشروع عن توفير وجبات مبتكرة للزبائن عبر استخدام المكونات الطبيعية في تحضيرها، إذ استخدم الدبس في شاي الكرك بدلاً من السكر الصناعي، كما أدخل التمر في صناعة بعض أطباق الحلويات، إلى جانب توفير ما يزيد على 24 وجبة مختلفة للزبائن، بالإضافة إلى عصائر بنكهات مختلفة.
ووجه السويدي نصيحة إلى المواطنين المقبلين على تأسيس مشروعات تجارية جديدة بأهمية توفير عنصر الإبداع في فكرة المشروع بعيداً عن المشروعات التقليدية الدارجة، «فالزبون أضحى اليوم ذكياً لا يقبل على المشروعات ذات الأفكار المكررة، بل يبحث عن البديل المتوافر الذي يقدم خدمات بسعر أقل»، كما ناشدهم بالتحلي بالصبر لاجتياز التحديات التي تواجههم في البداية المتمثلة في عدم ضمان الربح، موضحاً أن «أي مشروع تجاري لا يجني ثماره إلا بعد مرور نحو ثمانية أشهر على تأسيسه».
400 كتاب موزعة في أركان المطعم وعلى أرفف الطاولات.
الزبون أضحى ذكياً لا يقبل على المشروعات ذات الأفكار المكررة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news