«الناشرين الإماراتيين» تستعرض أسس نجاح النشر المحلي عالمياً
نظّمت جمعية الناشرين الإماراتيين، أول من أمس، خلال مشاركتها في معرض ساو باولو الدولي للكتاب الـ25، ندوة بعنوان «نجاح سوق النشر الإماراتي حول العالم»، استعرضت أبرز العوامل التي ساعدت صناعة النشر المحلية على تصدر المشهد العربي، وتعزيز مكانتها الدولية في هذا المجال.
وشارك في الجلسة، التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية التي ينظمها جناح الإمارة في المعرض، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين راشد الكوس، ومؤسِّسة دار الفلك للنشر الدكتورة اليازية خليفة، ومؤسس دار التخيل للنشر والتوزيع عضو مجلس الإدارة وأمين صندوق الجمعية محمد بن دخين المطروشي.
واستهلت الجلسة بالإشادة بانفتاح الإمارات أمام مختلف التجارب الرائدة في صناعة النشر، ومنها التجربة البرازيلية، وأهمية هذا الانفتاح في استحداث خطط عمل، وبرامج، ومعايير جديدة تسهم في الارتقاء بالنشر الإماراتي، وتكريس حضوره على المستوى العالمي، وتعزيز التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم.
وأكد المشاركون أن تميز سوق النشر الإماراتي عالمياً يُعزى إلى العديد من العوامل، أبرزها: نجاح القائمين على الصناعة في الالتزام بأخلاقيات النشر الدولية، وتفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية، وحق المؤلف، إضافة إلى انضمام الجمعية إلى عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية المتعلقة بأخلاقيات النشر، وأهمها اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين الدوليين.
وأضافوا أن سوق النشر المحلية توسّعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الـ10 الأخيرة، ليزيد حجمها على 233 مليون دولار (857 مليون درهم)، استجابةً لحاجة القراء، وتزايد أعداد الكتاب، وتنامي الحراك الثقافي بصورة عامة داخل الدولة.
وأوضحوا أن السوق المحلية استفادت مباشرة من فتح أفق التعاون مع مختلف حراك النشر العالمي، من خلال سلسلة مبادرات لتبادل الخبرات والتجارب، ودعم الناشرين المحليين والفاعلين في مجال النشر للمشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية، وإثراء سوق صناع النشر العالمي، وتعزيز تجاربهم في مجال إدارة مؤسسات صناعة الكتاب، وتعريفهم بالأساليب الحديثة في التسويق، والنشر، وغيرهما من مهارات تطوير استثماراتهم.
ولفت المشاركون في الجلسة إلى التزام الإمارات بعدد من المعايير الناظمة لقطاع النشر المحلي، تشترك فيها مع عدد من دول العالم، ومنها البرازيل.
وحول دور جمعية الناشرين الإماراتيين في دعم قوانين وأخلاقيات النشر في الدولة، قال راشد الكوس: إن «دور الجمعية يكمن في تنظيم مهنة النشر بالتعاون مع جهات مختلفة، مثل المجلس الوطني للإعلام، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وتطوير واقع النشر الإماراتي من خلال التوعية بالمعايير والضوابط في أوساط صناعة النشر بشكل أكثر عمقاً».
وأضاف: «هناك التزام من دور النشر في الإمارات بالقوانين واللوائح الناظمة لمعايير العمل في ما يتعلق بواقع النشر، نظراً إلى أن الجمعية أتاحت لجميع العاملين في مجالات النشر لوائح وقوانين محددة ومتوازنة، تراعي في أسسها كل الحقوق والاشتراطات القانونية للطرفين».
وحول خصوصية التجربة الإماراتية ودورها في تعزيز التبادل الثقافي بين مختلف الشعوب، لاسيما البرازيل وأميركا اللاتينية، أكد الكوس أن «التجربة الثقافية الإماراتية تتسم بانفتاحها الكامل على مختلف الثقافات الأخرى، ما أسهم في بناء مخزون معرفي إنساني كبير، عزز من عمقها وريادتها، وتعد التجربة البرازيلية واحدة من أكثر التجارب تنوعاً، لذا حرصنا على الاستفادة مما تقدمه من إرث ثقافي قيم، وها نحن هنا اليوم توطيداً لهذه العلاقات، وتعزيزاً للفوائد المتبادلة التي ستثري بلا شك المحتوى الفكري والمعرفي في الثقافتين».