«عاشقة القوافي» يتناول تجربة صالحة غابش
عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، صدرت دراسة جديدة للدكتور صديق محمد جوهر بعنوان «عاشقة القوافي.. مقاربات نقدية في أشعار صالحة غابش»، تتناول تجربة الشاعرة الإماراتية صالحة غابش، عضو اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، التي تعد واحدة من صاحبات التجارب الإبداعية المميزة.
وصدرت لصالحة غابش دواوين شعرية عدة، منها: «بانتظار الشمس»، و«المرايا ليست هي»، و«الآن عرفت»، و«بمن يا بثين تلوذين؟». وفي مجال القصة، نشرت رواية «رائحة الزنجبيل»، ومجموعة قصصية قصيرة بعنوان «حكايات وردية»، أما كتابها «هدوء رجاء»، فيتضمن مجموعة من الخواطر الحياتية.
وركز كتاب «عاشقة القوافي» على استدعاء الموروث النسوي الأندلسي في ديوان «بِمنْ يا بُثينُ تلُوذِين؟»، إضافة إلى قراءة نقدية لديوان صالحة «بانتظار الشمس». كما تطرق إلى الصورة الشعرية والتحولات النصية في ديوان «المرايا ليست هي»، إضافة إلى طرح جدلية اليقين والصدمة الثقافية في ديوان «الآن عرفت».
وتناولت الدراسة بالتحليل والاستقصاء الأعمال الشعرية الكاملة للشاعرة صالحة غابش، لإرساء مكانتها على خريطة الشعر العربي والخليجي المعاصر، وتناولت التشابكات الأيديولوجية والأنطولوجية بين الحداثة وما بعد الحداثة، علاوة على النظريات النقدية التي تتعلق بالمدارس الواقعية والرومانتيكية الشعرية العربية، وغيرها من القراءات النقدية المعاصرة، متتبعاً معظم المعالم البارزة في المعمار الشعري للشاعرة، وإشكاليات التلقي التي يثيرها ذلك المعمار في نصوص بعينها.
وأكد الكاتب أن الشاعرة صالحة غابش قد قدمت في أطروحتها الشعرية الأولى «بانتظار الشمس» نصوصاً متناصة مع النص العربي المركزي الرومانتيكي الحديث ابن النصف الأول من القرن الـ20، ثم ما لبثت أن تقدمت شيئاً فشيئاً في أطروحتها الشعرية الثانية «المرايا ليست هي» مع النص العربي في القصيدة الحرة بنت النصف الثاني من القرن الـ20. وتجاوزت حدود المحلية، واشتبكت مع تيارات الشعر العالمي في ديوانها الأخير في انطلاقة نافذة إلى الأمام، قطعت من خلالها الشاعرة شوطاً كبيراً نحو توجهاتها الحداثية، وتجاوزت فيها التجارب الشعرية السابقة في الدواوين الثلاثة الأولى.
وأورد المؤلف في كتابه الذي يقع في 270 صفحة أن القراءة المدققة لشعر صالحة غابش تمثل مدخلاً لتناولها وتطويعها الموروث الثقافي الأندلسي كأداة تخترق بها حجب المعضلة والأزمة اللذين يسمان التاريخ العربي المعاصر. وقال إن «وقوع صالحة غابش على طيف واسع من العلاقات عابرة النصوص مع الثقافة الأندلسية، وإلقاءها الضوء على موضوعات قريبة ذات مغزى وقيمة عظمى، معطيات تربط الماضي بالحاضر في عروة وثقى لا تنفصم. إن إنفاذ الشاعرة روحاً ثورية تقدمية في السرديات التاريخية الأندلسية عبر إعادة صوغها يبين إلى أي مدى اجتهدت شاعرتنا في تخليق آلية نسوية كفاحية».
• 270 صفحة يقع فيها الكتاب الذي ألفه صديق محمد جوهر.