«ملتقى الراوي» يجمع حمَلة الموروث بجيل الشباب
حفِل اليوم الثاني من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، في نسخته الـ18، بالفعاليات والأنشطة المتنوّعة التي ينظمها معهد الشارقة للتراث.
وشهد «الملتقى» حضوراً لافتاً من طلبة المدارس، الذين استمعوا إلى قصص وحكايات قديمة من «الشواب»، الذي رووا لهم قصصاً عن البحر والصيد واللؤلؤ، والأيام التي عاشها الآباء والأجداد. كما تنقل الأطفال بين شارع الحكايات ومنصة بحر الثقافة ومسرح الدمى وفضاء الحكايات وحديقة الحكايات وصفّ الحكايات ومنطقة الورش، لمتابعة الفعاليات.
وقال رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة الدولي للراوي، الدكتور عبدالعزيز المسلّم، إن «(الملتقى) حدث ثقافي استثنائي، ويحتلّ مكانة مميزة على خريطة الفعل الثقافي بالشارقة بشكل خاص، وفي الإمارات بشكل عام، وهو حدث عالمي بامتياز، وتتجلى أهميته في أكثر من مستوى، من بينها أنه مهم لكل المعنيين بالتراث الثقافي والرواة والإخباريين».
وأضاف أن إضافات نسخة هذا العام متعدّدة ومتنوّعة، من بينها برنامج المجاورة، الذي يتيح للراوي الجديد الاحتكاك بالرواة المخضرمين، من خلال مجاورتهم عملياً والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم وتقنياتهم لتقديم رواياته بفن جديد. وتابع المسلّم: «لقد أعدّ (الملتقى) هذا العام معارض جديدة، من بينها: معرض الدمى العالمي، الذي يقدمه الفنان الإيطالي أوغستو غريللي، الذي اشتهر في أوروبا كأحد أهم فناني الدمى، وأهم جامعيها، فضلاً عن كونه صاحب مسرح عرائس مشهور، جال في مختلف أنحاء أوروبا طوال الـ50 سنة الماضية».
ولفت إلى أن «شعار (الملتقى) هو الحكايات الخرافية، التي تعد الشكل الأقدم لأدب الشعوب والأمم والجماعات الاجتماعية، والمعبر عن خيالها الشعبي».
كما شهد «الملتقى» في يومه الثاني حلقة بعنوان: «لقاء الأجيال مقاربة ثقافية بين جيل حملة الموروث الثقافي وجيل الشباب»، شارك فيها رواة وباحثون ومجموعة من الشباب، إذ جمعت الحلقة بين رواة شباب ورواة كبار، وركزت على علاقة الشباب الإماراتي بالتراث.
وأوضحت الباحثة فاطمة المغني، أن هذا اللقاء بين الأجيال يعدّ تجربة جديدة ومهمة ومفيدة للشباب، مضيفة أن «الجيل الجديد قادر على أن يضع الحكاية في قالب جميل وجذاب، ويكون له دور كبير في استمرارية حضور الحكاية في المشهد الإبداعي».
بينما تناولت ندوة «أنيسة فخرو.. عطاء وثراء»، مسيرة الدكتورة فخرو، التي كرّمها «الملتقى»، وسلطت الضوء على جهودها في عالم التراث، ومسيرتها في حفظ وتوثيق التراث البحريني. وأدار الندوة الدكتور عادل الكسادي، وشارك فيها بالإضافة إلى الدكتورة فخرو، غسان يوسف، فاطمة يوسف، منصور سرحان. واستعرضت الندوة تجربة الدكتورة فخرو في الحكايات الشعبية، من خلال كتابها «حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة». وقالت فخرو، إن كتابها يحوي 100 حكاية موثقة، وتشكل جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي كان سائداً في مملكة البحرين قديماً، وكلمة «حزاوي» تعني التخمين وتقدير الشيء، وفيها نوع من الوعي والإرشاد.