«أم كلثوم في أبوظبي».. استعادة لزمن «القلب يعشق كل جميل»
وقع رئيس مكتبة محمد بن راشد، الأديب محمد المر، أول من أمس، كتابه «أم كلثوم في أبوظبي» في احتفالية نظمتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي، في إطار احتفالات الدولة بـ«عام زايد». ويوثق الكتاب الذي أصدر بمناسبة ذكرى إحياء أم كلثوم لحفل غنائي في أبوظبي، وضمن إصدارات الأرشيف الوطني، وزيارة كوكب الشرق إلى العاصمة الإماراتية عام 1971، وذلك بمناسبة مرور خمس سنوات على تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد حكم إمارة أبوظبي. وحملت الأمسية، التي شهدت توقيع الكتاب، استرجاعاً لأصالة الغناء، حيث تمت استعادة الأغنيات التي أدتها أم كلثوم خلال الزيارة بصوت الفنانة المصرية مي فاروق، التي أحيت حفلاً استمر ما يقارب الساعة ونصف الساعة.
ذوق راقٍ
وقبل توقيع الكتاب، ثمن بلال البدور - في كلمة ندوة الثقافة والعلوم - احتفال الدولة بعام زايد، وما تمثله هذه الذكرى في نفوس أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، لما للمغفور له من دور محوري في ما وصلت إليه الدولة في منجزها الحضاري والتنموي، ومستوى علاقاتها الدولية التي يعتز بها جميع أبناء الإمارات. كما ثمّن البدور جهود محمد المر، الذي تناول خطاً مهماً من أفعال زايد، والذي يؤكد العلاقة الإيجابية بين الجانبين السياسي والثقافي، مؤكداً أن صدور كتاب «أم كلثوم في أبوظبي» يمثل توثيقاً لمرحلة مهمة من مراحل الذوق الراقي، الذي يجب أن تعمل جميع المؤسسات على الاهتمام به، للرقي بالذائقة الفنية للأجيال.
شعبية كبيرة
وقام محمد المر بتوقيع عدد من نسخ الكتاب، الذي ذكر في مقدمته أن شعبية أم كلثوم كانت كبيرة في دول الخليج والجزيرة العربية، بل إن العديد من أبناء الإمارات كانوا يسافرون إلى القاهرة في الستينات من القرن الماضي ليستمتعوا بغنائها، وكان قدوم أم كلثوم إلى أبوظبي حدثاً موسيقياً وغنائياً استثنائياً، وقد استقبلت أم كلثوم عند إطلالتها بالتصفيق الشديد من معجبيها. ويبدأ الكتاب بنص الدعوة التي تلقتها سيدة الغناء العربي من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ثم يستعرض في أقسامه التسعة زيارة أم كلثوم إلى أبوظبي بكامل تفاصيلها. كما يتحدث المر عن الاحتفالات التي كانت تقام بمناسبة عيد الجلوس، مشيراً إلى أنها كانت استثنائية، نظراً إلى أهمية المناسبة، وكذلك اقترابها من ولادة دولة الإمارات.
صور توثق
يستهل الكتاب بقسم كتبه محمد المر عن زيارة كوكب الشرق إلى العاصمة الإماراتية، ثم تتبعه مجموعة من الصور التي توثق رحلتها من مطار القاهرة إلى أبوظبي، والاستقبال الرسمي، والحفلة الأولى. أما بعدها فيستعرض الكتاب لقاء القائد، ويوثق صورها مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يثمن عالياً الدور القومي والتاريخي والحضاري لمصر، وطن الفنانة أم كلثوم والتي ارتبط الشيخ زايد بشعبها، وقيادتها بأوثق الروابط وحرص على زيارتها. ثم يستعرض الكتاب صور حفلها الثاني، وزيارتها لكورنيش أبوظبي، حيث تجمهر المعجبون من حولها، فبادلتهم التحية والأحاديث.
ختام الكتاب يحمل السيرة المبدعة لأم كلثوم، التي كتبها ناصر عراق، بينما كتب إلياس سحاب عن حفلاتها خارج مصر، وتستكمل مسيرة أم كلثوم مع نظرة فنية لأغنيات حفل أبوظبي بقلم أحمد إبراهيم، ومصطفى عبدالله. ويختتم بقصيدتين من الشاعرين سلطان العويس ومانع العتيبة، كتبتا كتحية لها.
حفل غنائي
أعقب توقيع الكتاب بحفل غنائي للمطربة المصرية مي فاروق، التي شدت بباقة من أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم: «القلب يعشق كل جميل»، و«الحب كله»، و«أغداً ألقاك»، و«دارت الأيام». وقالت مي فاروق، لـ«الإمارات اليوم»: «يعني لي كثيراً أن يتم اختياري لإحياء هذا الحفل الذي يحتفي بذكرى الزيارة الأولى لكوكب الشرق للعاصمة الإماراتية أبوظبي، وقد غنيت البرنامج الذي غنته أم كلثوم وقتها، ما جعل إحساسي مختلفاً، وهذه الزيارة بالنسبة لي تأتي بعد فترة طويلة من زيارتي الأخيرة للإمارات، لذا إنني أشعر ببالغ السعادة». وأضافت: «أغني لأم كلثوم منذ زمن طويل، وبالتالي فإن تقديم أغنياتها لا يحتاج للتحضير كثيراً، بقدر ما يحتاج للتركيز حول البرنامج الذي سأقدمه بما يليق بقامة أم كلثوم ومصر، والمكان الذي أقدم فيه الحفل». ولفتت إلى أن الاتفاق على الحفل بدأ منذ شهرين، مشيدة بالفرقة الموسيقية التي ساندتها بقيادة المايسترو أحمد طه، كونها فرقة متمرسة ومتميزة. ولفتت مي فاروق إلى أن أم كلثوم لاتزال حية في الجيل الجديد أكثر من فنانين معاصرين، فلا يمكن أن يتقدم عليها أحد، فهي تعيش في عقول وأذهان الناس، كما أن أغنياتها موجودة في كل زمن، فهي ليست تاريخاً موسيقياً ينتهي، بل مسيرة مستمرة ولا تنتهي، ما يجعل الجمهور من مختلف أماكن العالم يطرب لسماع أغنياتها.
عقد من اللؤلؤ
أهدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لأم كلثوم خلال زيارتها لأبوظبي، عقداً من اللؤلؤ، تزينت به في حفلتها الثانية بأبوظبي، والتي كانت دعماً للمجهود الحربي المصري. وتميز العقد الذي قدم لكوكب الشرق بوجود 10 سلاسل تحتوي على حبوب اللؤلؤ، يتوسطها قلب ذهبي مرصع بالأحجار وحبوب اللؤلؤ. وقد كانت صناعة اللؤلؤ مصدر دخل أساسي في ذلك الوقت.
1971
زارت كوكب الشرق العاصمة الإماراتية.