هدى الغانم: أرفض أن أكون مَسخرة على المسرح
بلهجة أقرب إلى العتاب واللوم، فتحت الفنانة الإماراتية هدى الغانم باب التساؤلات حول واقع الدراما المحلية، وخيارات الإنتاج الفني، التي انتقلت بها بين ردهات الإذاعة والتلفزيون وخشبة المسرح وحتى السينما، متوقفة في حوارها مع «الإمارات اليوم»، عند الهواجس التي تشغلها في هذه الفترة، في ظل الركود الذي تشهده الساحة الفنية المحلية، واقتصار نشاط الفنان الإماراتي على موسم واحد في السنة.
خارج «الماراثون»
الغانم أكدت أن النشاط الدرامي المحلي يقتصر فقط على رمضان، وتابعت «يتم التأخر في إنتاج الأعمال الدرامية، لدرجة أنه يصعب على الفنان التنسيق إذا ما أراد العمل في أكثر من عمل درامي واحد»، فيما لفتت الفنانة الإماراتية، التي شاركت في مسلسلَي «الماجدي بن ظاهر» و«قلوب بيضاء» العام الماضي: «هذا ما ينسحب علي اليوم، فأنا أتطلع إلى الأدوار التي ستقترح عليّ هذا العام، لكن الأعمال الرمضانية لم تظهر ملامحها إلى حد الآن»، وعن طبيعة أدوار الغانم، ونجاحها في تجسيد دور الأم الذي أحبها فيه الجمهور، قالت: «أتمنى حقاً الخروج من أدوار الأم التي تقدم لي على الدوام، لأنني كما يعلم الجميع قادرة على تقديم جميع الشخصيات الدرامية والكوميدية، وأعتقد أن مسيرتي الفنية التي بدأت منذ عام 1991 تشهد لي بذلك».
لسنا في سوق
صراحة الغانم، وامتعاضها الواضح من نوعية الأدوار الدرامية التي سجنتها أخيراً في أدوار الأم، دفعانا لسؤالها عن طقس الخشبة، الذي وهبته الغانم حيزاً مهماً من اهتماماتها، وقدمت فيه أجمل الأدوار، خصوصاً في التسعينات، فقالت «عرض علي في الدورة الأخيرة من (أيام الشارقة المسرحية) مشروع عمل مسرحي جديد، إلا أنه لم يتم التفاهم لأسباب عديدة، أولها رفضي القاطع لأن أكون مسخرة أمام الجمهور»، وتابعت «أفضّل أن أجلس في بيتي بدل أن أتحزّم وأرقص أمام الجمهور»، هذا بالإضافة إلى أمور أخرى قالت الغانم إنها تتعلق باعتبارات مادية ومساومات بعض القائمين على أجر الفنان، التي أثارت حفيظة الغانم: «نحن لسنا في سوق نُباع ونُشترى»، في الوقت الذي طالت انتقاداتها مستوى الأعمال المسرحية المعروضة حالياً، التي وجدتها الفنانة «تافهة لا ترتقي إلى مستوى الجمهور».
تهميش الفنان الإماراتي
بسبب ما تقدّم، تشعر هدى الغانم بالأسى وهي تستذكر أعمالاّ مسرحية قديمة قدمتها على خشبة «أبوالفنون»، بداية من مسرحية «البقعة» و«راعي البوم عبرني» و«بورويشد فوق النخلة» و«عائلة نص كم»، وغيرها من الأعمال المسرحية الناجحة التي جمعتها بكوكبة من نجوم الإمارات، أمثال أحمد الجسمي وجابر نغموش ورزيقة طارش وأحمد الأنصاري وسيف الغانم وغيرهم، مناشدة أصحاب الأقلام وصناع الرؤى: «من المفترض أن نرتقي بمستوى أعمالنا الفنية ونواظب على احترام جمهورنا وأعمدتنا الفنية، فلا مجال لتهميش نجوم الصف الأول الإماراتيين، واستبدالهم بأسماء لا تكاد تعرف أولى أبجديات العمل الفني، سواء في المسرح أو في التلفزيون».
وعن المسؤولين عن هذه الخيارات قالت: «هي مشكلة يعانيها الممثل الإماراتي بشكل عام، تنطلق من رغبة المنتج في توفير تكاليف الإنتاج، وتنتهي برغبة القنوات المحلية في الاستعانة بوجوه فنية شابة، أو وجوه خليجية معروفة أكنّ لها كل الاحترام والتقدير، على حساب الفنان الإماراتي الذي لا يجد الفرصة الحقيقية للظهور والوجود في أعمال بلده».
لا للهجرة
في المقابل، رغم بعض المشاركات الخليجية السابقة، تتمسك الغانم حالياً بفكرة البقاء في الإمارات، وترفض الانتقال للمشاركة في أعمال فنية خارجية، وتعلق على ذلك بالقول: «لا أجد مبرراً للإقامة خارج الإمارات، خصوصاً أن لدي تجربة عمل درامي بحريني سابق لم تحسم ملفاته لمصلحتي بعد عجزي، إلى اليوم، عن تقاضي أجر العمل، وذلك على الرغم طبعاً من بعض المشاركات في أعمال سعودية وعمانية وكويتية ناجحة، تم تصويرها في الإمارات».
انسحابات
تؤيد هدى الغانم قرار الاعتزال الذي اتخذته الفنانة سميرة أحمد، رغم أنها تصفه بالخسارة الفادحة التي لا تعوض، وتقول «ما فعلته (أم أحمد) كان الأفضل لها، فهي توقن جيداً أسباب انسحابها، رغم أنها كرمت في مناسبات عديدة، أهمها التكريم الذي نالته من رئيس الدولة حفظه الله»، وتضيف «لا أريد أن يفهم كلامي بطريقة مغايرة، لكنني أسأل دوماً عن غياب الاحتفاء بالفنان الإماراتي، رغم ما قدمته عشرات الأسماء الفنية من خدمات جليلة للفن في الإمارات، يفترض أن تؤهلهم لالتفاتة رسمية واعتراف من قبل الجهات الفنية والثقافية في الدولة». وحول أسباب تأخر تكريمها، بعد انقضاء أكثر من 26 عاماً، اكتفت بالإشارة «لا أعرف، هناك دائماً أشياء لا يمكن الحديث عنها، أما بالنسبة للانسحاب فليس مطروحاً لدي في هذه الفترة لأنني أريد أن أسترزق».
«ليمون» و«مريم»
رغم انخفاض مشاركتها في أعمال تلفزيونية ومسرحية خلال هذه الفترة، تتحدث هدى الغانم عن مشاركتها الفاعلة في فيلمين سينمائيين، من المقرر أن يتابعهما الجمهور في وقت لاحق هذا العام، الأول بعنوان «ليمون»، والثاني سيحمل عنوان «مريم»، وهما تجربتان تعتز بهما الغانم، وتصفهما بالقول «سعيدة بهاتين التجربتين الجديدتين مع عدد من نجوم الإمارات، أمثال الفنان منصور الفيلي والمبدع محمد الحمادي وفاطمة الطائي وخالد دياب، وغيرهم»، وتابعت «أترك الحكم عليهما للجمهور والنقاد، لكنني لا أنكر طبعاً سعادتي وفخري بالفرص التي أتاحها هذان العملان للمواهب والوجوه الجديدة التي أتمنى أن تلاقي ما تستحقه من نجاح في مشوار الفن الطويل والمضني».
«أنا ابنة طماشة»
في إطار حديثها عن الأعمال الفنية التي تعتز بالمشاركة فيها، تتوقف هدى الغانم عند السلسلة الكوميدية «طماشة»، التي تحمست للانضمام إلى عائلتها الفنية، وتمنت عودتها إلى الشاشة التلفزيونية المحلية: «أنا ابنة طماشة، وأعتز دائماً بوقوفي إلى جانب الفنان الكبير جابر نغموش، ومشاركته أجمل اللوحات الناجحة في هذا العمل، بالإضافة إلى أعمال كوميدية أخرى أعتبرها إلى اليوم إحدى أنجح الثنائيات التي قدمتها طوال مسيرتي».
- الفنان الإماراتي
لا يجد الفرصة
الحقيقية للظهور
والوجود في أعمال
بلده.
- أعتز دائماً بوقوفي
إلى جانب جابر
نغموش، ومشاركته
أجمل اللوحات
في «طماشة».
- «الأعمال المسرحية حاليا لا ترتقي لمستوى المتفرجين».
- «أفَضّل أن أجلس في بيتي بدلاً من أن أتحزّم وأرقص أمام الجمهور».